فاطمة محمد تكتب: فرحة مصر.. ببساطة

الزمان: 6-8-2015
المكان: على ضفاف قناة مصر الوليدة
الحدث: مصر بتفرح
تحية من القلب لمن أراد لمصر أن تفرح فداعب أمومتها بكل هذه الوجوه الجميلة من أبنائها وشبابها وبناتها الصغار الذين يحملون فى ملامحهم براءة وبهجة غير عادية وفى أصواتهم غنوة فرح طفولية طبعت على قلب مصر الأم وقلب كل من طالته عدوى السعادة قبلة وضحكة إجبارية بعد التعب .

الأوبريت الرئيسى للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة كان مشهده مثاليًا كلوحة تضافرت تفاصيل النقاء فى خيوطها بدقة صعبة الاستيعاب أعدت التجول أكثر من مرة بين تلك الوجوه البريئة التى تجمعت لتترجم بساطة فرحة مصر بعيدًا عن كل المناقشات السياسية المنهكة أصواتهم التى تشاكس القلب وتسكنه بدون استئذان الكلمات والموسيقى المعجونة بحب الوطن والتى لونت شفاههم ونسمة خير أرسلتها القناة الوليدة تداعب بها خصلات شعورهم التى لم تنتظر إذنا بالحرية أحسن الفنان الاختيار وقدم لوحة مرسومة بالوجوه الأكثر نقاءً فى مصر.

أبطال المشهد القادم من كتب الحكايات هم عصافير الكورال والشابين الأنيقين أحمد جمال ومحمد شاهين والأميرة الرقيقة كارمن سليمان كل منهم يستحق صفحات إعجاب ولكن استوقفنى بينهم بشدة ذلك الفتى الأسمر عندما ظهر بعلمه الصغير وملامحه شديدة المصرية كما يصفها الأدباء أدهشنى كيف تلون وجهه بأصالة طمى الوطن وتلك الابتسامة الساحرة التى شقت طريقها على وجهه كأنها تحاكى القناة الجديدة والابتسامة التى حفرتها فى وجه مصر وعندما غنى كسر الجو الاحتفالى العالمى المهيب بزحام الحارة الشعبية التى انطلقت من صوته ضج المكان فجأة بأصوات البائعين وضحكة ولاد البلد وحكايات الأصحاب ولمة العائلة ربما لم توجه الدعاوى الرسمية إلا للملوك والرؤساء لدواعٍ أمنية واقتصادية فكان وجود هذا الشاب ضروريًا ليجلب معه البسطاء إلى الحفل وهم أكثر من يستحق أن يقتسم مع مصر فرحتها.

اختصر الفتى الأسمر (محمد شاهين) أجمل ملامح مصر الحقيقية وأضفى وجوده نكهة شعبية مصرية افتقدتها المناسبات والاحتفالات الرسمية التى عادة ما تتم بعيدا عن أهل مصر الأصليين شكرا من القلب لكل من ساهم فى رسم خيوط تلك اللوحة الناعمة المناسبة لفرحة قلب مصر وشكر خاص لمن فاجاءنا بهذا الشاب وكان سببا فى اختياره للمشاركة فهو بجانب حضوره المميز وابتسامته الساحرة شاب موهوب يحمل خامة صوت جميلة مميزة ومختلفة عن كل المسموع حاليا وأتمنى فعلا أن يجد من يضعه فى مكانه الذى يستحقه فيصبح صوت البسطاء فى مصر ووجههم الجميل ففرحة مصر الحقيقية تكتمل حين تغنى يوما بإبداع البسطاء.