أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

إذا الشىء زاد عن حده !!

الخميس، 02 يوليو 2015 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكما ذكر المثل الشعبى المصرى القديم: "الشىء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده".
وهذه الزيادة عن كل الحدود المنطقية المقبولة نالت من كل شىء فى المجتمع المصرى والذى تمكن منه داء الأفورة !
فمن ناحية الاحتفاء بالشهر الكريم الذى اعتدناه منذ الصغر، فقد اتخذ هذا الاحتفاء منحى جديد شكلاً وموضوعاً بما لا يتناسب مع جلال تلك الأيام المباركة!

فعلى سبيل المثال :
"فاصل القرآن الكريم الذى يسبق آذان المغرب"
لم يعد هناك وقت تخصصه القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية المختلفة لهذه الآيات التى كانت من أهم الطقوس التى تسبق مدفع الإفطار ثم آذان المغرب، ذلك لكثرة البرامج والمسلسلات والإعلانات التى اكتظت بها تلك المنابر الإعلامية، فكانت النتيجة أن قرآن المغرب لا يُخصص له أكثر من دقيقة فى حال إن وُجدت !

فعن نفسى قتلت الإذاعات والقنوات بحثاً عن روح الشهر الكريم، فلم أجد سوى مجموعة من السخافات، ولم أجد صوت الشيخ محمد رفعت ولا مصطفى إسماعيل وغيرهما من الأصوات الممتعة والتى تحمل فى طياتها نفحات وجلال الشهر الفضيل !

"إعلانات التبرعات الخيرية"
آى نعم، فإنه من المعتاد أن تفتح تلك الصروح الخيرية المخصصة لعلاج الأمراض أبوابها لتلقى التبرعات من أهل الخير فى شهر رمضان تحديداً، والذى يتسارع فيه الناس لفعل الخيرات، بل أنه واجب على كل مصرى أن يمد يد العون لأخيه المريض الغير قادر على تحمل تكاليف العلاج، بل ويتقدم بجزيل الشكر للقائمين على هذه الصروح الخيرية التى ساعدت الكثيرين من غير القادرين، جزاهم الله كل خير .
ولكن:
كما ذكرت سابقاً أن المزايدة والأفورة والإلحاح المنفر يأتى حتماً بنتائج سلبية !
حيث تحولت هذه الإعلانات إلى مادة لاستياء فاعلى الخير بل وانصراف البعض عن تلبية تلك الدعاوى!
ومن جانب آخر، تحولت إلى مادة تتسبب فى الأذى النفسى للكثير من المرضى، وخاصة مرضى السرطان، حيث وجد المريض نفسه محاصراً فى كل القنوات بما يذكره دائماً وأبداً بمعاناته بل ويجعل منها شبحاً يلاحقه أينما وُجد !

يا أيها الباحثون عن التبرعات لمشروعاتكم الخيرية العظيمة، رفقاً بمشاعر المرضى ورفقاً بذويهم .

" المسلسلات والبرامج والإعلانات "
وأما عن هذه التوليفة العجيبة من الاستفزاز والتشويه والاستخفاف، فحدث ولا حرج، اللهم إلا قليلاً جداً ممن رحم ربى!

فالإدمان وكيفية إتقانه والعهر والعرى والسماجة والبلطجة، أبطال الموقف !
واستفزاز الكم الهائل من الإعلانات التى تصيب المشاهد بالغثيان، ناهيك عن برامج المقالب التى لا تكل ولا تتخذ من التجديد سبيلاً، حقاً فإما أن تكون النكتة بايخة وإما أن تكون قديمة !

أما عن المسلسل التاريخى والدينى الذى كان ولم يعد من أهم طقوس الدراما الرمضانية، فقد ذهب مع الريح الجديدة التى تلاشت أمامها ولم تعد تقوى على صدها كل طقوس الشهر الفضيل حتى فاصل القرآن الكريم !
رمضان كريم









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مقال رائع ,, صدقت .. لم يعد رمضان كما كان شهر التقوى والخير والبركه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

عندك ألف حق كل شئ زايد عن حده

لا تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده المصري

صحيح لم يعد هناك فاصل قرآني يسبق المغرب. زمن العجب و الأفورة صدقتي سيدتي

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

هادية

سلمت يداك يا دينا

عدد الردود 0

بواسطة:

سمية عمرو

الأفورة في كل شئ تتحدث بطلاقة

مثله

عدد الردود 0

بواسطة:

GAmal

احترم هذا المقال

لك كل الاحترام والتقدير

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد العزيز حسين

أحسنتي يا أستاذة دينا كعادتك

رمضان كريم

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الرزاز

تشوية الشهر الفضيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة