سعيد زكى يكتب: ليلة القدر فى عيون الشعراء

الأربعاء، 15 يوليو 2015 03:21 م
سعيد زكى يكتب: ليلة القدر فى عيون الشعراء أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرة الأدباء خاصة الشعراء للأشياء- كل الأشياء دون اسثناء- دائما ما تكون مغايرة لنظراتنا فدائما ما تكون نظراتهم متعمقة ونفاذة، وكثيرا ما تختلط الأشياء بمشاعرهم ودواخلهم لتخرج لنا قرائحهم فى أبيات تترجم هذه النظرة، كذلك نظرة الشعراء لشهر رمضان من حيث تعداد فضائله واستقباله واستدباره، وهنا نخص ما أنتجته قريحة بعض الشعراء عن ليلة القدر، وكيف عالجوها في أدبهم وشعرهم، وهي معالجات وإن اختلفت فى الكيفية فإن مضمونها فى الغالب يصب حول فضلها وقدرها.

قيس بن الملوح فليلة القدر لها عنده ذكر خاص، جاء في ثنايا ذكر الهيام والولع الشديد بالمحبوبة "ليلى" فهو يجعل من ليلة القدر «مقياس العشق» فيجعل مدى حبه لـ«ليلى» يوازن مقدار فضل ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر كما في القرآن الكريم، فيقول:

بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ بقدرته تجري السفائن في البحر
بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ وعظم أيام الذبيحة والنحر
لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما على ألف شهر فضلت ليلة القدر




الشاعر بدر شاكر السياب يجعل من ليلة القدر مناسبة لاستنهاض الهمم التى فترت، وكيف أنه يألم لما يرى الأمة فيه من ظلم وهوان ومما حل بالإسلام والمسلمين والعرب، ويستنصِر أمَّتَه ويَحثُّها على الخروج ممَّا بِها من الذُّل والهوان ويجعل من ذكراها صيحة ودفعة من الله للعرب:

يَا لَيْلَةً تَفْضُلُ الأَعْوَامَ وَالحِقَبَا هَيَّجْتِ لِلقَلْبِ ذِكْرَى فَاغْتَدَى لَهَبَا
وَكَيْفَ لا يَغْتَدِي نَارًا تُطِيحُ بِهِ قَلْبٌ يَرَى هَرَمَ الإِسْلامِ مُنْقَلِبَا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا ظِلاًّ نَلُوذُ بِهِ إِنْ مَسَّنَا جَاحِمُ الرَّمْضَاءِ مُلْتَهِبَا
ذِكْرَاكِ فِي كُلِّ عَامٍ صَيْحَةٌ عَبَرَتْ مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ تَدْعُو الفِتْيَةَ العُرُبَا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا نُورًا أَضَاءَ لَنَا قَاعَ السَّمَاءِ فَأَبْصَرْنَا مَدًى عَجَبَا
تَنَزَّلُ الرُّوحُ رَفَّافًا بِأَجْنِحَةٍ بِيضٍ عَلَى الكَوْنِ أَرْخَاهُنَّ أَوْ سَحَبَا
عَطْفُ الأُمُومَةِ فِي عَيْنَيْهِ مُتَّقِدٌ وَإِنْ يَكُنْ لِلتُّقَاةِ المُحْسِنِينَ أَبَا
وَلِلمَلائِكِ تَسْبِيحٌ وَزَغْرَدَةٌ تَكَادُ رَنَّاتُهَا أَنْ تُذْهِلَ الشُّهُبَا



أما الشاعر علال المغربى علال الفاسى فقد جاء حديثه ليلة القدر ضمن قصيدة نظمها احتفى فيها بذكرى مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن الكريم، منها هذه الأبيات:

يا ليلة القدر التي شرفت به وسمت على ألف الشهور تنزلا

فيك الحضارة كلها قد جمعت وبك الهنا للعالمين تأثرا

إنا لنحيى فيك ميلاد السنا والمجد والعرفان يوم تأصلا

إنا لنحيى فيك إيمان الورى بالله والإنسان يوم تحملا

إنا لنحيى لحظة الأنس السعيدة في حراء وسرها المتنقلا

ذكرى نزول الوحي في أرجائه ومحمد يصغي لما قد أنزلا

وإذا بدنيانا حراء كلها وكأن جبريلا يردد ما تلا

وكأننا من حول أحمد خشع جمع الزمان به فيا ما أجملا



أما الشاعر عبد المجيد فرغلى فقد نظم قصيدة مطولة عن ليلة القدر كان عمادها التناص من القرآن الكريم في تمجيد هذه الليلة وتعديد فضائلها.

يَا لَيْلَة أَلْف شَهْر أَنْت دِرَّتَهَا .. وَأنْت خَيْرٌ وَفِيْك الْعَفْو مُنْتَظِر

فِيْك الْتَّجَلِّي عَلَي خَلَق رَحْمَتِه .. وَفِيْك يُرْجَي الْهُدْى وَالذَّنْب يُغْتَفَر

أَلَم يَقُل فِيْك رَبِي فِي مَنْزِلَه .. مِن أَلْف شَهْر سَمَت مِن فَضْلِهَا ذِكْر؟

تَنَزَّل الْمَلِك الْرُّوْح الْامِيْن بِهَا .. وُحَفَّهَا الْامْن لَم يَحْلُل بِهَا كَدَر

وَقَال فِيْهَا سَّلامِ مِن بِدَايَتِهَا .. حَتَّي يُلَوِّح شُعَاع الْفَجْر يَنْهَمِر

كَم سَال فِيْهَا سَلَام فِيْه مَرْحَمَة .. وَأَنْعَمُ الْلَّه لَايُحْصَي لَهَا صَدَر؟

أما الشاعر أحمد مخيمر فقد نظم قصيدة يناجي فيها الشهر الكريم وكأنه يخاطب صديق حميم يعدد محامده، ولكن ممن هم أهل لذلك الشهر، وهم أهل البر والمؤمنون والأصفياء:
أنت في الدهر غرة وعلى الأر... ض سلام وفي السماء دعاء
يتلقاك عند لقياك أهل الـ ... ـبر والمؤمنون والأصفياء
فلهم في النهار نجوى وتسبيـ ... ـح وفي الليل أدمع ونداء



ثم يعرج على ليلة القدر وكأنه جعل من الشهر بناء لقصيدته فينتقل من الاستهلال ومخاطبة رمضان والترحيب به لا إلى وصف المحبوبة والتغزل بها وذكر محاسنها، لكن إلى ليلة إلى ليلة القدر وتعظيم قدرها وما تمثله بالنسبة لهؤلاء الأتقياء قائلا:

ليلة القدر عندهم فرحة العمـ ... ـر تدانت على سناها السماء
في انتظار لنورها كل ليل ... يتمنى الهدى ويدعو الرجاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا ... ق حتى يباح فيها اللقاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلـ ... ـق إليه تبتل الأتقياء
وإذا الأرض في سلام وأمن ... وإذا الفجر نشوة وصفاء
وكأني أرى الملائكة الأبـ ... ـرار فيها وحولها الأنبياء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلـ ... ـى فأين الشقاء والأشقياء؟؟



أما ليلة القدر عند الشاعر جابر قميحة فقد جاء تعبيره عن فضلها وذكره لها من خلال قصيدته (لا .. يا أمير الشعراء)، وهي قصيدة يرد فيها على أمير الشعراء أحمد شوقى التى جاء فيها [رمضان ولى هاتها يا صاح مشتاقة تسعى إلى مشتاق] وقد جاء رد قميجة عي شوقى قائلا :

ولِلَيـلةِ القــدر العظيمــة فضلُهــا
عن ألفِ شهـرٍ بالهدى الدفـــاقِ
فيها الملائـكُ والأميـــن تنـــزلوا
حتـى مطالــع فجــــرها الألأقِ




موضوعات متعلقة..
"أبو سعدة" يكرم 11 خطاطاً وخطاطة فى ليلة القدر.. ببيت السحيمى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة