محمود سعد الدين يكتب: الأمن فى "رمضان".. كثير من الإرهاب قليل من الجرائم الجنائية.. أرقام صادمة عن سوق الحشيش والبانجو خلال الشهر الكريم.. واختفاء قضايا المشاهير مع ارتفاع الخوف من التفجيرات

الجمعة، 10 يوليو 2015 03:42 م
محمود سعد الدين يكتب: الأمن فى "رمضان".. كثير من الإرهاب قليل من الجرائم الجنائية.. أرقام صادمة عن سوق الحشيش والبانجو خلال الشهر الكريم.. واختفاء قضايا المشاهير مع ارتفاع الخوف من التفجيرات محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل 4 سنوات، كانت جريمة مقتل ابنة الفنانة ليلى غفران، حديث الساعة ومصدر الأخبار الأساسى لأى محرر حوادث، ليس من قبيل التدفق الخبرى، ولكن من قبيل تلبية رغبة قطاع كبير من الشارع المصرى الطامع فى معرفة كل جديد عن القضية، وكل جديد لم يكن فقط عند محمود العيسوى القاتل الذى نفذ بحقه حكم الإعدام الجديد أيضًا عند سفاح المعادى الذى شغل المباحث الجنائية بالقاهرة شهورا طويلة حتى ألقى القبض عليه، والجديد أيضا عند سمسار البورصة الذى قتل أولاده جميعا بعد خسارة كل أمواله فى جريمة بشعة عرفت وقتها بـ "مذبحة النزهة"، وانشغل الجميع بالتحليل النفسى لها.

هذه القضايا وغيرها العشرات كانت محل الاهتمام الأساسى للإعلام الأمنى الذى بنى قوته فى وقت سابق على إعلان خبر القبض على قاتل فى جريمة جنائية معقدة أو فك شفرات قضية غريبة أو حتى الكشف لأول مرة عن جريمة جنائية جديدة فى طريقة تنفيذها.. ثار الشعب المصرى فى 25 يناير، ومع الثورة تغيرت المعادلة الأمنية وتغيرت معها تحديات الجهاز الأمنى وتغيرنا نحن فى تقييماتنا لمعايير النجاح والفشل لأى قيادة أمنية، فالنجاح لم يعد منع جريمة قتل قبل وقوعها بقدر ما هو الكشف عن عبوة ناسفة مزروعة على أبواب مصلحة حكومية قبل انفجارها، النجاح لم يعد الكشف عن سارق محترف لبطاقات الائتمان بقدر ما هو حصاد أكبر قدر من المعلومات عن العمليات التى تستعد الجماعات الإرهابية تنفيذها بحق الدولة، والنجاح أيضا ليس السعى لمكافحة الإرهاب وترك الجريمة الجنائية الأساسية تنتشر وتتوسع، النجاح هو التوزان فى معالجة الإرهاب ومكافحة الجريمة الجنائية.

شهر رمضان الكريم من بين أفضل الشهور التى يصلح القياس عليها بين مواجهة الإرهاب ومكافحة الجريمة الجنائية على النحو الآتى:


1. فى هذا الشهر تزايد الاهتمام الأمنى بمواجهة الإرهاب على حساب مكافحة الجريمة الجنائية، لعدة أسباب أبرزها وقوع عمليات إرهابية نوعية مثلت ضربة قوية للجهاز الأمنى مثل التفجير الذى انتهى باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، إضافة إلى وقوع عمليات متزامنة فى أماكن أخرى داخل القاهرة الكبرى، أهمها تفجير سيارتين بالقرب من قسم شرطة أكتوبر وعملية تصفية 9 من كبار قيادات الإخوان فى شقة بالشيخ زايد.
2. الاهتمام النوعى هنا بمكافحة الإرهاب على حساب مواجهة الجريمة الجنائية مصدره أيضًا الظرف الحالى، والتوقيت الصعب الذى تعيشه البلاد والذكرى الثانية لـ 30 يونيه وإعلان الجماعات الإرهابية تنفيذ عمليات عدائية بحق الجيش والشرطة، وهو الأمر الذى يدفع القيادة الأمنية إلى التفكير فى طرق مختلفة لمواجهة الإرهاب على حساب التباطؤ فى مواجهة الجريمة الجنائية.
3. قد يكون السبب الأكبر فى عدم الاهتمام بالجريمة الجنائية فى الفترة الحالية، هو أن نسبة كبيرة من الجرائم، سهلة فى كشف غموضها ولا تأخذ وقتا طويلا لرجال المباحث فى بيان دوافعها أو أنها لا تتضمن من بين متهميها شخصية عامة أو رجل أعمال كبير مثل قضية مقتل الفنانة سوزان تميم المتهم فيها هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى، ومن ثم ينشغل بها الأمن وينشغل الإعلام تباعا.
4. بالتوازى مع مواجهة الإرهاب، يبقى تحدى أكبر، تعمل عليه القيادة الأمنية الشهور الماضية، وظهرت نتيجته فى شهر رمضان وهو اقتحام أوكار تجار المخدرات وأماكن زراعات الحشيش والبانجو، ولعل أبرز حملة أمنية موسعة انتهت بنتائج كبيرة كانت قبل 72 ساعة، حيث تم ضبط 96 قضية مخدرات على مستوى الجمهورية بمضبوطات وصل مجموعها إلى 12 طنا و247 كيلو جراما من الحشيش و4863 كيلو جرام بانجو و5 كيلو جرامات من مخدر القنب و2 كيلو جرام من الخشخاش و 5,622 كيلو جرام من الأفيون، و41,667 كيلو جرام من مخدر الهيروين، وجرى فى هذه الحملة القبض على 131 تاجر مخدرات.
5. الأصل أن الوقوف ضد الإرهاب واجب حتمى، ولكن منع الجريمة الجنائية أمر ضرورى، وهو القاعدة التي ينطلق منها العمل الأمنى والمعادلة الأمنية الناجحة هى خلق التوزان بين مكافحة الإرهاب ومنع الجريمة الجنائية وتقليل فرص وقوعها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة