أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

فى ألمانيا.. (إعدام) الحجر.. وتمجيد «الشجر»

الإثنين، 08 يونيو 2015 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد أن تطأ قدماك مطار العاصمة الألمانية، برلين، يسترعى انتباهك الاهتمام الكبير بالمساحات الشاسعة المزروعة بالأشجار المختلفة، فى منظر (أخضر) يسر الناظرين.

تخرج من المطار لا تقع عينك إلا على المساحات الخضراء من الأشجار المهذبة، وقد تطرح، عزيزى القارئ، السؤال التالى: ما هو الجديد فى أن المساحات الخضراء تسيطر على كل شبر من مساحة ألمانيا، فى الشوارع والميادين، وعلى جانبى الطرق، وتخصيص مساحات لمزارع وغابات، إذا علمنا أن الأمر ينطبق على كل دول أوروبا وعدد كبير من الدول المتقدمة؟

وأتفق معك، عزيزى القارئ، فى سؤالك، لكن مع اختلاف مهم قائم على أن الاهتمام فى ألمانيا أكثر، ومترسخ فى عقيدة الشعب منذ الصغر.

الطفل بمجرد أن يلتحق بالحضانة، يأخذه والداه إلى حديقة أو غابة لزراعة شجرة، وفى الإجازة الأسبوعية يصطحبه والداه (ليسقى) الشجرة بنفسه، ويظل يكبر، وتكبر معه الشجرة، ويمارس نفس الطقس من رى واهتمام بالشجرة حتى ينتهى من دراسته، ويرتبط، وينجب، ويطبق الأمر مع طفله، لذلك أصبح الاهتمام بزراعة الشجر عقيدة داخل كل مواطن ألمانى.

إذن، تكتسب أهمية اتساع المساحات المنزرعة بالأشجار اهتماما بالغا على حساب الحجر والكتل الخرسانية من مبان ضخمة وشاهقة.
وإذا أسقطنا الاهتمام الألمانى البالغ بالمساحات الخضراء على الوضع فى مصر يتبين العكس تماما، فاهتمام المصرين بزيادة مساحات الكتل الخرسانية والحجر على حساب الشجر من خلال إبادة جماعية لمساحات شاسعة من أجود الأراضى الزراعية لحساب بناء العمارات والبيوت وإهدار ثروات مصر القومية من الأراضى الزراعية.

مذابح الأشجار وإبادة الزراعات لتشييد مبان حجرية وخرسانية، يمثل عداء بالغا، وكراهية مقيتة يحملها غالبية المصريين للون الأخضر، وكأنه يعشق القبح وتسر ناظريه رؤية العشوائيات والعقارات المخالفة المتراصة، والمتجاورة بشكل ملتصق بعضها ببعض فى أسوأ مشهد يمكن أن تقع عليه عينا شخص محب للجمال.

على الرغم من أهمية الأشجار والمساحات الخضراء وفوائدها على البيئة والصحة الجسدية والنفسية للمواطنين أيضا تمثل ظلا وزينة وحماية من العواصف والأتربة، فإن المصريين لا يعنيهم إلا منظر الأحجار والكتل الخرسانية.

تقدم الأمم ليس بترديد الشعارات وكثرة العناء والتشكيك والتسخيف، ولكن بما يحمله الإنسان من القيم الوطنية والأخلاقية والرقى بالذوق العام وتقدير قيمة الجمال ومحاربة القبح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

سوسن

مقال فيه دروس مهمة

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

سوسو

الموضوع ده عايز تلاتة ادوار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة