"افتح قلبك مع د.هبة يس".. هم كل الستات كدة؟

الأربعاء، 03 يونيو 2015 02:00 م
"افتح قلبك مع د.هبة يس".. هم كل الستات كدة؟ الدكتورة هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أرسل ( خ ) إلى افتح قلبك يقول:


أنا شاب عمرى 32 سنة، متزوج منذ سنتين تقريبا، وعن قصة حب طويلة، فقد كانت زوجتى زميلتى فى الجامعة، وأحببتها منذ أول يوم رأيتها فيه.. المهم رزقنا الله بطفلة جميلة عمرها الآن 8 شهور، وبالرغم من فرحتنا الشديدة بها، وتقديرنا لهذه النعمة العظيمة من الله، إلا أننى لا أخفيكى سرا يا دكتورة، فلقد تدهورت حياتنا كثيرا منذ وصول طفلتنا إلى الحياة، واسمحى لى أن اتكلم بصراحة، فأنا أقصد علاقتنا الزوجية، التى أصبحت فى انحدار مستمر، حتى تلاشت تقريبا.

كنت قد قرأت أن الحمل يؤثر على مدى تقبل المرأة لهذا الأمر، فتقبلت ذلك، وتحملته عن طيب خاطر، بالرغم من أن زوجتى حملت بعد 3 شهور فقط من زواجنا، والذى كنا نحلم به ونخطط له لأكثر من 8 سنوات، لكنى تصرفت بنضج، وكنت أجعل لراحة زوجتى الأولوية، ولم أحملها يوما ما لا تطيق أو ترغب، أملا فى انصلاح الحال بعد الولادة، ولكن الأمر قد ازداد سوءا، فقد كانت متعبة جدا طوال فترة النفاس، فقررت أن أتم جميلى وأصبرعليها حتى تنتهى هذه الفترة، لكن الأيام تمر ولا شىء يتغير، إلا للأسوأ، مما أوصلنا لمرحلة أصبحنا فيها و كأننا غرباء عن بعض، و كأننا لم يكن بيننا حبا ولو ليوم واحد من قبل.. لماذا؟ وكيف؟.. لا أعرف.

أصبحت أنام فى غرفة منفصلة، الأمر الذى لاقى قبولا وترحيبا شديدا من زوجتى، مما آلمنى أكثر وأكثر، فأنا أشعر الآن وكأن دورى قد انتهى بمجىء طفلتنا إلى الدنيا، ولن يكون لزوجتى حاجة بى مجددا إلا إذا فكرت فى الحمل مرة أخرى!!.. أرجو من السادة القراء ألا يتهمونى بالشهوانية أو البهيمية، ولكنى فعلا أصبحت لا أطيق هذا الوضع، وسؤالى الآن هل ما يحدث معى هذا طبيعى؟، هل هذا هو التطور الطبيعى للعلاقة بعد الإنجاب؟.. هم كل الستات كدة؟

وإليك أقول:


رسالتك غاية فى الأهمية، وأحببت أن أرد عليها وأن أعرضها فور وصولها لى، فحالك حال كثيرين غيرك، من الشباب حديث الزواج والإنجاب، والذين يظنون بكل أسف كما تظن أنت أن حياتهم قد انتهت إلى الأبد بمجرد أن أصبحوا آباء، وأصبحت زوجاتهم أمهات، لأننا نحب أطفالنا بشكل فطرى، وبشكل لا محدود، ولأننا نقدر قيمتهم، ونعرف أنهم نعمة كبيرة حرم منها الكثيرون، فإننا لا نعترف ولا نريد أن نفكر فى أنهما قد يكونوا سببا فى إبعاد الزوجين عن بعضهما أحيانا، ولو لبعض الوقت، لكن هذه حقيقة لا شك فيها.

فالطفل حديث الولادة يشكل عامل ضغط حقيقى على الزواج والزوجين، عامل ضغط جسدى ونفسى ومادى، وهذا شىء لا يمكن إنكاره، فولادة طفل جديد من الأحداث التى تغير شكل الحياة تماما بعده، فلا شىء يعود كما كان إلا بعد فترة طويلة إلى حد ما، تطول هذه المدة أو تقصر بحسب إمكانية كل زوجين على التاقلم مع حياتهما الجديدة.

و ما يزيد الطين بلة فى بعض الأحيان، هو تدهور العلاقة الحميمة بين الزوجين، خاصة فى الحمل، بعد الولادة، وأثناء فترة الرضاعة، تلك الفترات التى تجتاح فيها الهرمونات جسد المرأة بشكل عنيف، لهذا دعنا نوضح أسباب توتر العلاقة الحميمة بعد وجود الأطفال:

1) فى البداية تكون الهرمونات هى السبب الرئيسى، ولا تعتقد أن دور الهرمونات ينتهى بمجرد الولادة، فالهرمونات يظل لها أثر كبير طوال فترة الرضاعة، فالرضاعة الطبيعية من مثبطات الرغبة لدى النساء، وهو أمر معروف طبيا، لهذا فالمرأة حينها لا تبدى أى اهتمام بالأمر، وتقل استجابتها له، وقد يتطور الأمر أحيانا فتصبح تنفر من العلاقة وتهرب منها قدر استطاعتها.

2) بالإضافة إلى تغير شكل الجسم، بعد الحمل، أو من آثار الولادة، الأمر الذى قد تكون المرأة نفسها غير راضية عنه، فتكون محرجة دائمة من الطرف الآخر، متخوفة من نقده أو سخريته أو رفضه، مما يجعلها تهرب من التعرض لمثل هذا الموقف المحرج، فتغلق أى باب للقاء الحميم لفترة، حتى تسترد شكلها الأول، أو على الأقل تصبح بشكل ترضاه وتقبله هى.

3) فى الفترة الأولى من قدوم أى طفل يصبح تركيز الأم منصبا على طفلها، مما يشعر الرجل بأنه تم إقصاؤه من الحياة بسبب الطفل، فيشعره ذلك بالاستياء والغضب المكتومين من زوجته، لأن رفض الزوجة للعلاقة الحميمة يعتبره الزوج رفضا له هو شخصيا، ويشعره بالإهانة والخجل من نفسه لأنه يبدو وكأنه يتسول هذه العلاقة من زوجته التى لا ترغب فيه، فيحاول التعبير عن كل هذه المشاعر السلبية بالتهرب من مساعدتها فى رعاية الطفل، مما يجعلها هى الأخرى فى حالة من الغضب والاستياء، فتزداد بعدا عنه، وتبدأ الحلقة المفرغة حتى يصبح الأمر مزمنا، لا يتوقف حتى بعد أن يكبر الأطفال وتنهتى هذه المرحلة.

أقول لك هذا لا لأصيبك بمزيد من اليأس والإحباط، ولكن لأخبرك أن ما تمر به عادى جدا، ومتكرر جدا، لدرجة أنه أصبح محل بحث، والذى خرجنا منه بالنتائج التى عرضتها عليك منذ قليل، إذا فأنا لا أستطيع أن أقول لك أن (كل الستات كدة)، لكن هذا يحدث مع نسبة غير بسيطة منهن.

والخبر السعيد فى الموضوع أن الحال لا يظل هكذا طالما عرف الزوجان الأسباب، وأصبح لديهما الوعى للتعامل الصحيح معها، فأنت الآن تعرف ما يدور بجسد وقلب زوجتك، اجعلها هى أيضا تقرأ هذا الموضوع لتفهم ما الذى يدور بداخلك، حتى تتمكنا معا من التصدى لهذه العوائق (المؤقتة)، وحتى لا تظلا فى حالة الاستسلام تلك.

أنصحك بأن تعود إلى غرفتك، وأن تقترب من زوجتك بشكل حنون، بعيد عن ما هو أكثر، حتى تشعر بأنك تقترب منها لا لغرض، ولكن لأنك تريد أن تكون معها وبجانبها، وحتى تشعر أنك تفهم وتقدر حجم المعاناة التي تواجهها فى الشهور الأولى لطفلتكما، وهى شهور عصيبة جدا على كثير من الأمهات، خاصة الأمهات لأول مرة..

صدقنى الاقتراب المعنوى أهم بكثير من الاقتراب الجسدى فى هذه الفترة، فهو لا يسمح بتراكم المشاحنات و الغضب بينكما، فالاستياء المكتوم بين الزوجين موت بطىء لحبهما فعلا لا قولا، لهذا قد يحدث كما تقول أنت، يتزوج الزوجان وهما محبان، ثم يعيشان و كأنهما لم يحبا بعضهما ليوم واحد من قبل.. والسبب تراكم الغضب والسخط والاستياء، وعدم الصراحة والإفصاح عما يدور بداخل كل منهما.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على "فيس بوك":
Dr. Heba Yassin










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة