صناع البهجة.. إسماعيل ياسين.. أبو ضحكة جنان

الجمعة، 26 يونيو 2015 09:00 م
صناع البهجة.. إسماعيل ياسين.. أبو ضحكة جنان الفنان الكبير إسماعيل ياسين
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شخصية كوميدية غير عادية استطاعت أن ترسم الضحكة على وجوه كل البشر الصغير والكبير، رغم حياته البائسة وغير المستقرة، فلا أحد يختلف على موهبته الفطرية فتعلق به الأطفال والكبار كما أنه ترك لنا العديدة من أعماله التى تعد بصمة واضحة فى حياة السينما المصرية، فهو صاحب "لا والنبى" و"الحقينى يا ماما" و"والله يا بنى مانا شايف متكنش شيكولاتة" صاحب الدم الخفيف "سمعة" الشهير بإسماعيل ياسين.

فلا تتخيل أن صاحب الملامح الباسمة الذى يملك الحضور الكافى ليرسم بسمة على وجوه الناس عند أول ظهور له، كوميديا فطرية وموهبة ربانية لا تكلف ولا ادعاء، كان يعانى من حياة بائسة وغير مستقرة، فهو لم يكمل تعليمه الابتدائى نظراً لوفاة أمه، وإفلاس أبيه الذى كان صاحب محل صاغة ميسور الحال، نظراً لسوء إنفاقة وتراكم الديون عليه.

لا تتخيل أن فنانا مثل إسماعيل ياسين كان يعمل وهو صغير منادياً أمام محل لبيع الأقمشة، بمدينة السويس، أو منادياً فى موقف سيارات بعد هروبه من المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه، كما أنه عمل وهو فى الــ17 من عمرة صبى قهوجى، ثم وكيلاً بمكتب أحد المحامين.

كما أنك أذا سمعت أن إسماعيل ياسين ذات يوم عندما رأى قطة تحمل فى فمها سمكة، فجرى وراء القطة ليأخذ السمكة، ويأكلها من شدة الجوع والفقر الذى كان يعيش فيه، لا تصدق، ولكن هذه من المواقف التى رواها إسماعيل بتأثر شديد.

حلم "سمعة" وهو طفل أن يصبح مغنياً لشدة تأثره بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فأعد نفسه ليكون مطربًا، وذهب ليغنى فى الأفراح والمقاهى، ثم نزل إلى القاهرة لينضم إلى فرقة "بديعة مصابنى"، بعد أن اكتشفه صديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدى أبو السعود الإبيارى.

وبعد نجاح إسماعيل ياسين فى تقديم فن المونولوج، الذى أصبح هو أحد رواد هذا الفن على امتداد 10 سنوات من عام "1935- 1945"، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلى عام 1939 من خلال فيلم "خلف الحبايب"، كما أنه انضم إلى فرقة على الكسار المسرحية فعمل مطربا ومونولوجستا وممثلا، وأصبح أحد أبرز نجومها.

ولم يتوقف نجاح إسماعيل ياسين عند هذا الحد بل أنتجت له أفلام تحمل اسمه ومن هذه الأفلام "إسماعيل يس فى متحف الشمع، إسماعيل يس فى الجيش، إسماعيل يس فى الطيران، وإسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين".
فمن منا لا يتذكر دورة فى فيلم "الآنسة حنفى" الذى قام فيه إسماعيل ياسين بتجسد شخصية المرأة بجوانبها النفسية وتجاوز الأمر الإطار الكوميدي الذى جاء فيه الفيلم ليصبح قراءة سيكولوجية عن المتحولين جنسيا وعن الحرمان الذي يعانى منه النساء فى مصر.

لم يكن هذا الفنان الكوميدى ممثلاً عادياً فكانت معالم وجه تحمل الطيبة والبراءه فلم يستطيع أن يحفر اسمه على شاشات السينما المصرية فحسب، بل ساهم فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى، حيث قام بتكوين فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966 واستطاع أن يقدم من خلالها ما يزيد عن 50 مسرحية.
وبعد رحلة كفاح شهدت العديد من النجاحات التى استطاع من خلالها أن يصبح رمز البسمة والتفاءل، تقف ضده ظروف الحياة كما وقفت فى صغره لتتراكم عليه الضرائب والديون، فيضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ويسافر إلى لبنان ليشارك هناك فى بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى، ليمر بفترة صعبه لتنتهى حياته كما بدء نتيجة أزمة قلبية حادة فى مايو عام 1972.


موضوعات متعلقة..


صناع البهجة... خفيف الروح.. يوسف بك وهبى صاحب الجلالة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة