ومن أولى مظاهر شهر رمضان، هى المقاهى، إذ تعد واحدة من أهم العادات الاجتماعية فى مصر، وإن كانت المقاهى تحظى بالإقبال عليها طوال أيام السنة، فإنها تحظى فى شهر رمضان بإقبال متزايد، ولا تزال مقهى الفيشاوى الموجودة بحى الحسين، من أشهر المقاهى التى يقصدها المصريون خلال شهر رمضان، وكذلك مقهى "الدراويش" التى يمتد عمرها إلى أكثر من 60 عامًا.
وقد كانت المقاهى فى العصر العباسى تخضع للإشراف المباشر من قبل رئيس يشترى لنفسه حق التزامها، وتدفع كل مقهى رسمًا صغيرًا فى بداية السنة الهجرية، وكان يوجد بالقاهرة فى العصر العثمانى أكثر من ألف مقهى، وفى أيام الحملة الفرنسية كانت قد وصلت عدد المقاهى قرابة 1200 مقهى، بخلاف مصر القديمة وبولاق، حسب ما جاء فى كتاب وصف مصر.
وكان العصر الذهبى لمقاهى القاهرة فى النصف الأول من القرن العشرين، خاصة فى العشرينيات، والثلاثينيات، وكانت القاهرة تزخر بالعديد من المقاهى منها "مقهى نوبار" الذى توجد مكانه الآن مقهى المالية، وكان مجمعًا للفنانين، وكان عبده الحامولى يقضى أمسياته فيه.
وفى شارع محمد على يوجد مقهى "التجارة" وهو من أقدم مقاهى القاهرة، ويزيد عمره الآن عن مائة وعشرين سنة، ومازال قائمًا حتى اليوم، ومعظم رواده من الموسيقيين العاملين فى فرق "حسب الله".
وفى نهاية شارع محمد على أمام دار الكتب، يوجد مقهى "الكتبخانة" وكان من روادها حافظ إبراهيم، والشاعر عبد المطلب، والشيخ عبد العزيز البشرى، وحتى أربعينيات القرن العشرين كان يوجد عدد كبير من المقاهى فى روض الفرج، وبالقرب من مقهى ريش فى وسط البلد، يوجد مقهى آخر يلتقى فيه عدد كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين، وهو مقهى "الندوة الثقافية".
موضوعات متعلقة..
صناع البهجة .. عبد المطلب جانا وفرحنا به