"تسالى العائلات.. مين قال هات".. هكذا ينادى الحاج فاروق، البالغ من العمر 71 عاماً، على بضائعه، التى يوصلها للزبائن، غير مبالياً بالأمراض التى أصابته من حمل "صينية اللب"، التى استبدلها بعربة لجر البضاعة مؤخراً يتنقل بها فى شوارع وسط البلد.
"لو ارتحت فى البيت أتعب وأموت وأتوهم".. بهذه الكلمات تحدث عم فاروق لـ"اليوم السابع"، موضحاً أنه ما زال يستمر فى عمله فى بيع اللب والسودانى، رغم الأمراض التى أصابته، لأنه إذا ارتاح فى منزله يشعر بالوهم والمرض يزداد عليه.
وتابع الحاج فاروق قائلاً: "كل إنسان لازم يكافح علشان لقمة عيشه، ويتعب عشان يأكل ويربى ولاده بالحلال، مهما كبر لازم يقاوم مرضه ويتعب عشان يحس بقيمة حياته".
وبعد 50 عاماً قضاها عم فاروق فى حمل "صينية اللب" أصيب بمرض فى رقبته وظهره علاوة على إصابته بمرض نفسى، وهو ما جعله يغير "الصينية" إلى عربة يجر عليها بضاعته ويتنقل بها فى الشوارع، ويوصل طلباته "دليفرى" للزبائن.
لم يتوان الحاج فاروق عن الذهاب لعمله، فهو يأتى يومياً من مسكنه فى الزاوية الحمراء إلى شوارع وسط البلد، غير عابئاً بالمرض أو بُعد المسافة أو كبر سنه أو حتى ما يواجهه من مشاكل فى الشارع.
يقول الحاج فاروق: "طول ما أنا واقف فى الشارع معرض للمخاطر، من بلطجية أو سرقة أو غيرها.. لذا نفسى أطلب من الحكومة تجيبلى كشك أو فاترينة أقف فيها بدل بهدلتى فى الشوارع".
ثم عاد عم فاروق يقول: "أنا شقيت كتير وبحب تعبى على لقمة عيشى وبعشق تراب مصر، ولكن من حقى على هذه البلد أنها تكرمنى وتريحنى فى أخر أيام حياتى".
عم فاروق فى شوارع وسط البلد
عم فاروق أول بائع "لب" دليفرى فى مصر
يوزع كارت شخصى على زبائنه
يزين عربته بصورة فى فترة شبابه
تسالى العائلات مين قال هات
يعشق تراب مصر لكن نفسه فى "كشك"
كارت عم فاروق الشخصى