حضر المهرجان لفيف من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسى العربى والأجنبى ورموز القوى السياسية المصرية، ولفيف من الإعلاميين وأبناء الجالية الفلسطينية والتنظيمات الشعبية والطلاب الدارسين فى مصر.
وأعرب سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، فى كلمته الافتتاحية عن خالص شكره لأرض الكنانة مصر على وقوفها التاريخى والمستمر مع فلسطين قضية وشعباً، مؤكدا على وحدة مصير الشعبين ومتمنيا لها دوام الاستقرار والازدهار.
قضية فلسطين قضية تحرر وطنى
وأكد الشوبكى أنه رغم مرور سبعة وستون عاماً على النكبة فما زال اللاجئ الفلسطينى فى أصقاع الأرض ينتظر لحظة العودة والتى باتت وشيكة مع نمو حلم الدولة الفلسطينية وتحقيقه رويدا رويدا بالدبلوماسية الفلسطينية، قائلا: "أصبح الكل يدرك أن قضية فلسطين لم تعد قضية لاجئين هنا وهناك، بل قضية تحررٍ وطنى معترف بها دولياً وذلك بتضحيات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى".
واستطرد السفير الشوبكى بقوله أنه مذ هُجِر الفلسطينيون قسراً عن أراضيهم عام 1948، ليعيشوا فى الشتات ومخيمات اللجوء فى الداخل والخارج حتى قارب عددهم سبعة ملايين لاجئ، ورغم التشرد فى المنافى إلا أن أبناء الشعب الفلسطينى- رجالاً ونساءً وشبابا- استطاعوا بوعيهم وانتمائهم لأرضهم وتاريخهم وثقافتهم التسلح بالعلم منهجاً ليثبتوا للعالم أنهم شعب عصى على الانصهار وعلى النسيان وأنه يستحق الحياة على قدر ما قدم من تضحيات.
واختتم قوله بالإشارة إلى استمرار القيادة الفلسطينية بذل الجهود مع المجتمع الدولى لوضع حدٍ لنكبة شعب ولظلمٍ تاريخى من أجل إنهاء الاحتلال وتقديم مجرميه إلى محكمة الجنايات الدولية، وأنه رغم مواصلة الاحتلال الإسرائيلى محاولة محو الذاكرة الفلسطينية وتغيير الخارطة الجيوسياسية، إلا أنه فشل فى ذلك أمام إصرار وتضحيات ونضالات الشعب الفلسطينى والتى استطاعت كسب مؤيدين لحقوقها لمشروعة تمثلت بالاعتراف بدولة فلسطين مؤخرا فى السويد والفاتيكان وبعض من البرلمانات الاوروبية ونيلها صفة دولة مراقب فى ألأمم المتحدة.
من جانبه أعرب الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح، عن دعم الجامعة العربية المتواصل لكل تحركات دولة فلسطين من أجل نيل كل حقوقها المشروعة، مؤكدا على ضرورة تقديم كل المساعدات والدعم المطلوب لأبناء الشعب الفلسطينى فى الوقت الراهن ليقف أمام تشكيلات الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتى تبدو فيها الدموية، مشيرا إلى أن نصر شعب فلسطين وصموده بالدعم الذى توفره أمته العربية له، لاسيما مع ضرورة توحيد الصف الفلسطينى للالتفاف حول قيادة وموقف موحد أمام العالم لنيل مزيد من الاعترافات وكسب التأييد الشعبى والدبلوماسى المطلوب فى الخطوة القادمة من أجل تحقيق الحلم الفلسطينى.
تخلل المهرجان عرض فيلما تعريفيا حول نشأة القضية الفلسطينية وصولاً إلى النكبة، مع معرض لصور توثيقية حول فلسطين قبل وبعد النكبة لرصد كيف تغيرت ملامح الأرض والشعب، ومن ثم قدمت الفنانة الملتزمة عبير صنصور فقرة غنائية من الأهازيج والأغانى الفلسطينية وسط تفاعل كبير من الحضور.
واختتم المهرجان بفقرة شعرية للشاعر "هشام الجخ" والذى أعرب فيها عن سعادته وعشقه لفلسطين مشيدا فيها بأخلاق أهلها وصمودهم ونضالهم وصراعهم مع المحتل الاسرائيلى وتضحياتهم منقطعة النظير من أجل الحفاظ على الأرض.
