معمل الترميم بمتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية يفوز بجائزة "الأفضل فى مصر"

صرح الدكتور محمد سليمان مدير متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، بأن معمل الترميم بمتحف المخطوطات قد حصل على جائزة "أفضل معمل ترميم فى مصر ملحق بمتحف" لعام 2015، والجائزة مقدمة من اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى للمتاحف ICOM Egyptفى مجال ترميم الآثار، نتيجة لمجهوداته الملموسة فى ترميم المخطوطات والوثائق. وسيتم التكريم وتسليم الجائزة يوم الاثنين الموافق 18 مايو القادم بمتحف الحضارة بالقاهرة، فى إطار الاحتفال بيوم المتاحف العالمى بحضور معالى وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى.

يحضر الاحتفالية أيضًا الدكتور أسامة عبدالوارث؛ عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الدولى للمتاحف، والدكتور حسين الشابورى؛ رئيس اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى للمتاحف، والدكتور خالد عزب؛ عضو اللجنة، والدكتور عبد الرازق النجار؛ الأمين العام للجنة الوطنية للمجلس الدولى للمتاحف، ودكتور باولو ديل فسكو (المتحف المصرى بتورينو- إيطاليا)، ودكتور خالد العنانى؛ المشرف العام للمتحف القومى للحضارة المصرية.

وأوضح أن قسم الترميم يأتى ضمن ستة أقسام تشكل إدارة متحف المخطوطات التابع لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، وهى: قسم العرض المتحفى، وقسم الضبط البيئى والكيمياء، وقسم الترميم، وقسم والأرشيف والتبادل، وقسم الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، وأخيراً قسم للشؤون الإدارية، حيث تشترك هذه الأقسام مع بعضها البعض فى تناغم من أجل عمل هذه المنظومة المتكاملة لخدمة التراث العربى خاصة والإنسانى عامة.

وأشار إلى أن رؤية متحف المخطوطات، تتلخص فى نطاق تركيز جميع الجهود والموارد البشرية والمادية لتصبَّ فى خدمة الزائرين والباحثين ويهدف إلى التعريف بالذخائر التراثيَّةِ ونوادرِ المخطوطاتِ والكتبِ وحفظِها والعناية بها بشكل علمى سليم، وذلك لجميع الفئات العمرية فى المجتمع.

كما يهدف أيضاً إلى التعاون والتبادل العلمى فى مجال المخطوطاتِ مع المتاحفِ والمراكز المناظرةِ فى دولِ العالم. ويهتم متحف المخطوطات بتطوير وتدريبُ الكوادرِ البشريَّة فى مجالِ الحفظِ المتحفى وترميم المخطوطات والعمل على نقل الخبرات فى مجال الترميم والحفظ البيئى إلى صغار المرممِّين فى المؤسسات الإقليمية والدولية، لخلق جيلٍ من المرممِّين الجدد يقوم بدوره داخل مؤسساته التى يعمل بها، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل. ويقدم الدعم والاستشارات الفنية لإنشاء المعامل الجديدة داخل وخارج مصر انطلاقا من دور المكتبة كونها نافذة العالم على مصر ونافذة مصر على العالم. ويعمل متحف المخطوطات أيضاً على توفير أكبر عدد ممِّكن من المخطوطات المصورة رقمياً من جميع أنحاء العالم وإتاحتها للباحثين بشكل مناسب لمواكبة العصر الرقمى الذى تسعى إليه مكتبة الإسكندرية.

وينقسم قسم الترميم التابع لمتحف المخطوطات إلى ثلاث وحدات؛ هى: وحدة لترميم المخطوطات ووحدة لترميم الكتب النادرة وأخرى للتدريب مع الدعم الكامل من قسم الضبط البيئى والكيمياء فى المعالجات الكيميائية والبيولوجية. ويقوم معمل الترميم بترميم مقتنيات المكتبة من مخطوطات، وكتب نادرة، وخرائط، ووثائق، وصور. وكذلك يقوم المتحف بأعمال شراكات عديدة خارج البلاد لترميم بعض المقتنيات لمؤسسات خارج مصر مثل: دار الآثار الإسلامية والديوان الأميرى بدولة الكويت، وكذلك داخل مصر حيث يقوم المتحف بأكبر عملية ترميم لمخطوطات بيزنطية مع الكاتدرائية الأرثوذكسية بالإسكندرية، وكذلك تقديم الدعم الكامل والاستشارات للمكتبة الجديدة للأزهر الشريف في مجال ترميم المخطوطات هذا غير التعاون مع الجامعات والكليات العملية داخل مصر بتقديم أنواع مختلفة من التدريبات العملية لطلابها فى مجال الحفاظ والترميم بشكل عام.

ولفت سليمان إلى أن القسم يقدم أيضًا برامج تدريبية متقدمة تُصمَّم وفقًا لاحتياجات ومجال عمل الجهة المقدم إليها الخدمة التدريبية، وذلك لتحقيق أقصى استفادة. ويُقسَّم البرنامج التدريبى إلى قسمين: الأول هو التدريب التمهيدى، وهو ما يشمل المبادئ الأساسية لعمليات الترميم وأساليب الحفظ. أما القسم الآخر فهو التدريب المتقدم، ويهتم بعمليات التدريب المتقدمة، ويغطى جميع المراحل والحالات الترميمية المختلفة عمليًّا ونظريًّا.

ويعمل بقسم الترميم الملحق بمتحف المخطوطات مجموعة من المختصين بأعمال الترميم الذين تم تدريبهم وإعدادهم فى مصر وخارجها ليقوموا بهذا العمل على أكمل وجه، وقد تم تطوير معمل الترميم وكذلك معمل الكيمياء سنة 2002 بمنحة إيطالية إلى أن أصبح واحدا من أهم المراكز المعنية بالترميم فى مصر والشرق الأوسط. ويمثل ترميم المخطوطات ومختلف الأوعية النادرة ضمان استمرار الرسالة التاريخية من الماضى إلى الحاضر والمستقبل.

جدير بالذكر أن معمل الترميم بإدارة متحف المخطوطات يتَّبع المعاييرَ الدولية لمؤسسات الترميم العالمية والتى تتلخص فى الدراسة التحليلية والتسجيل الدقيق لكل عناصر العمل الأثرى قبل الترميم والتأكيد على أن تكون الخامات المستخدمة فى عملية الترميم قابلة للاسترجاع أى سهولة تفكيكها فى المستقبل، وأن تكون طبيعية خالية من الحموضة. كذلك العمل علي توضيح الفرق بين الجزء الأصلى فى الأثر والإضافات التى استوجبتها عملية الترميم، وهو ما يدل على رقى فلسفة الترميم واحترام مبدأ الأصالة، كما تنص عليه المواثيق الدولية. وأيضاً الحفاظ على الأصل ومعالجته وترميمه مهما كان صغر حجمه. وأخيراً الحفاظ على الهوية الأصلية للأوعية النادرة محل الترميم.