حكاية "عجلة" غيرت ثقافة البسكلتة فى الشوارع المصرية.. "ويلرز" فريق شبابى لف مصر بـ"العجلة".. بدأ بمبادرات فردية وتحول لأسلوب حياة وأفكار لتنشيط السياحة.. واقترب من حلم وجود ممرات للدراجات فى الشوارع

لا ترى عيونهم بعد المسافات، أو طول المدة، ولا تشعر أجسادهم التى صقلها التدريب المستمر بتعب الرحلات التى لا تتوقف من شرق مصر لغربها، والجولات الأسبوعية المستمرة التى لا يدخل ضمنها سوى "العجل" فقط، لم يعد شعار "اركب عجلة ووفر البنزين ووفر صحتك"، هو الشعار الوحيد الذى يعتلى قائمة أهدافهم، وتحول الشعار بعد فترة لـ"أسلوب حياة" غيّر من شكل مجتمع راكبى الدراجات فى مصر، وحول "ركوب الدراجات" من رياضة لمبدأ، وطريقة متبعة لمشاهدة مصر التى لا يراها سوى المتجولين "بعجلة لفت مصر".

صورة جماعية لفريق "ويلرز"

فريق "ويلرز" واحد من الفرق التى كتبت فصلاً رئيسيًا فى حكاية "العجل" فى مصر، وأسس لمبادئ جديدة فى مشاهدة مصر بعيون الدراجات، كما تجاوزت أحلامهم فى لف مصر بالعجلة، لقطع حدودها مع الأردن، فقطعوا المسافة كاملة من مصر للأردن التى دخلت ضمن كتاب "حكاية العجل" لفريق "ويلرز"، وحكاية "العجل" فى شوارع مصر.

بداية الحكاية

بدأت الحكاية بمبادرة أطلقها "محمد نهاد" الذى قطع المسافة بين عمله ومنزله بالعجلة، وكانت هذه الرحلة سببًا لتأسيس فريق "ويلرز" المكون من مجموعة كبيرة من الشباب الذين أجمعوا على ترك السيارات جانبًا، واستخدام العجلة فى الحياة اليومية، إلى جانب رحلات استكشاف مصر بالعجلة، الفريق بدأ بمجموعة من الرحلات الداخلية، التى اتخذت شكلاً ثابتًا يوم الجمعة من كل أسبوع، كدعوة مفتوحة "فى حب العجل"، بدأت منذ ثلاثة سنوات، ومازالت مستمرة أسبوعيًا حتى اليوم، كما تفرعت منها المبادرات والأنشطة التى تجاوزت حب "العجل" إلى تنشيط السياحة، والمبادرات المقدمة لوزارة الشباب والرياضة لتخصيص أماكن للعجل فى الشوارع، إلى جانب تغير نظرة الشارع لركاب الدراجات.

"ويلرز" فريق مصرى غيَّر رؤية الشارع "للعجلة"

"سارة فاروق" واحدة من مؤسسى "ويلرز" تتحدث لـ"اليوم السابع" عن حكاية العجلة التى غيرت مفهوم هذه الرياضة بالنسبة للعامة قائلة: إذا تحدثنا عن بداية الرحلة، سنعود بالزمن لثلاث سنوات مضت، عندما كان التجول بالدراجات فى الشوارع مجرد مبادرات فردية، لا تستمر طويلاً، ثم بدأت فرق ركوب الدراجات فى الظهور والتواجد بشكل أقوى مع مرور الوقت، وكانت بداية "ويلرز" عبارة عن مبادرة "روح الشغل بالعجلة"، ثم تطورت الفكرة لتتضمن جولات أسبوعية للفريق والمنضمين الجدد فى موعد ثابت هو صباح الجمعة من كل أسبوع، وأضفنا لهذه الجولات برنامجًا يتم تكراره كل ثلاثة أشهر للمتدربين الجدد بداية من 20 كيلومترا، وحتى 60 كيلومترا بالعجلة، وأهم ما فى الأمر أن المبادرة مجانية تمامًا، وهدفها الأول نشر الفكرة وليس الربح.

"ويلرز" ينتقل من الجولات إلى استكشاف مصر بالعجلة

مرحلة أخرى فى رحلة "حب العجل" تتحدث عنها "سارة"، هى انتقال الفكرة من نطاق الجولات الأسبوعية، واستقبال المتدربين الجدد، وتوسيع دائرة المهتمين بالدراجات فى مصر، إلى نطاق المبادرات الهادفة لتنشيط السياحة، ونشر فكرة الفريق على مسافات أبعد من محافظة القاهرة، وتقول "سارة": بعد تطور الفكرة، واستجابة المجتمع لفكرة وجود دراجات تسير فى الشارع، ولم يعد الأمر غريبًا مثل بدايته، بدأنا فى نقل المشروع لنطاق المبادرات التى بدأت بالسفر من القاهرة إلى الواحات بالدراجات فقط، فى جولة جماعية لنشر الفكرة، وتنشيط السياحة الداخلية.

من استكشاف مصر لاستكشاف العالم على البسكلتة

جولة ثم أخرى، بدأها "ويلرز" بالسفر للواحات، ثم السفر لمدينة شرم الشيخ، وسيناء بالدراجات، حتى الجولة التى تجاوزت الحدود المصرية وانتقلت للبتراء فى الأردن، مرورًا بالعقبة، ثم رحلة العودة بالدراجات مرورًا بالأماكن نفسها، وعن هذه الجولة تقول "سارة": الجولة التى عبرت الأردن كان هدفها لفت النظر للأماكن الخلابة فى مصر، ولفت النظر لإمكانية الترويج لها بواسطة الدراجات، كما كانت بالنسبة إلينا بمثابة إعلان عن "حب العجل" وذلك بعد الحصول على تصريحات من الدولة، ودعم وتغطية إعلامية من هيئة تنشيط السياحة.

رحلة "ويلرز" مع هيئة تنشيط السياحة

أما عن المبادرات التى قدمها "ويلرز" خلال الرحلة التى قطعها لحجز مكان للدراجات فى الشارع المصرية، قالت "سارة": بعد فترة من الرحلات والجولات انتقلنا إلى خطوة المبادرات التى قدمها "ويلرز" لهيئات مختلفة فى الدولة، مثل المبادرة التى قدمناها لوزارة الشباب والرياضة لدعم الفكرة كرياضة، وتخصيص مكان فى الشارع لركاب الدراجات، او حتى وضع لافتات خاصة بركاب الدراجات، ومازلنا فى انتظار الرد، إلى جانب فكرة المشروع المقدمة لهيئة تنشيط السياحة باستغلال جولات الدراجات فى الترويج لمصر، وتنشيط السياحة الداخلية.

من سلوفينيا للنمسا.. رحلة "ويلرز" المقبلة بالعجل

أما عن الفترة المقبلة، فيستعد "ويلرز" لجولة أخرى ستكون بمثابة شوط كبير يقطعه الفريق فى رحلة "حب العجل"، وهى الرحلة التى يستعدون لها فى شهر أغسطس المقبل لرفع علم مصر فى جولة من "سلوفينيا" وحتى "النمسا" بالدراجات، وتقول "سارة": الرحلة المقبلة هدفها نشر الفكرة فى الخارج للترويج لمصر من خلال الدراجات، وذلك عن طريق نقل العجل لسلوفينيا، وقطع مسافة 700 كيلو متر على مدار 7 أيام بصحبة علم بلدنا.

حلم "ممر للدراجات" فى الشوارع.. لم يعد مستحيلاً

ثلاث سنوات هى المدة التى انقضت منذ بداية انطلاق "ويلرز" بالدراجات، وحتى نجحوا فى تغيير شكل مجتمع الدراجات فى مصر، وتغيير المشهد المتعارف عليه لراكبى الدراجات فى الشوارع، لم تعد المضايقات تذكر، ولم تعد محاولات الانتقاد كالسابق، وأصبح وجودهم مشهد اعتاده المارة، كما أكدت سارة، التى تحدثت عما أحدثه الفريق من فارق لمسه كل من مر على تجربة "ويلرز": يمكننا التأكيد حاليًا على أن ويلرز أحدثت فرقًا ملموسًا عن مجتمع الدراجات فى الشارع المصرى، ولم يعد حلم الحصول على ممر الدراجات فى شوارع القاهرة على سبيل البداية أمرًا مستحيلاً.