محاولة فهم التغييرات السعودية

الجمعة، 01 مايو 2015 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفسيرات كثيرة يمكن أن نقولها فى التعديلات والتغييرات الليلية، التى أجراها فجر الأربعاء العاهل السعودى سلمان بن عبدالعزيز بإعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد، وتصعيد الأمير القوى محمد بن نايف ليكون وليا لعهد المملكة، والأمير محمد بن سلمان وليا لولى العهد، فضلا عن القرار الأخطر من وجهة نظرى بإعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه كوزير للخارجية بعد ٤٠ عاما قضاها الفيصل فى هذا المنصب، مما جعله أقدم وزراء الخارجية فى العالم وأكثرهم خبرة.

التفسير الوحيد الذى أميل له فى هذه التغييرات أن المملكة تكمل الخطوة، التى بدأها الملك سلمان بتمكين الشباب من القيادة، خاصة أن الظروف والمتغيرات التى تشهدها المنطقة حاليا تتطلب شخصيات أكثر استيعابا ولديها القدرة على اتخاذ القرارات بشكل سريع، وأن يكون لديها قدرة على التواصل مع الشباب داخل المملكة وخارجها، وهو ما يتوافر فى الاختيارات الجديدة، بغض النظر عن نتائج المعارك، التى خاضتها تلك القيادات سواء حققت نجاحا مثل معركة محمد بن نايف ضد الإرهاب والتى تتكلل كل يوم بنجاحات متصلة، أو ما زالت هذه المعارك مستمرة فى الميدان، وأتحدث هنا تحديدا عن عاصفة الحزم التى خاضها وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان، لكنها ما زالت تواصل مهامها.

اختيار عادل الجبير لوزارة خارجية المملكة، له أكثر من مدلول، أهمها أنه من خارج أسرة آلِ سعود، وهو أمر كان خارج التوقع أن يتم اختيار وزير للخارجية من خارج الأسرة، لكن جاء الاختيار ليدحض هذه الفكرة، ويؤكد أن الاختيار له معايير مختلفة عن معيار الانتماء لأسرة آلِ سعود، فى تكرار لتجربة اختيار مدير للمخابرات السعودية من خارج الأسرة فى عهد العاهل الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
أمر آخر فى التغييرات السعودية الأخيرة، وهى أنها تأخذ فى مجملها بعدا أمنيا وهو أمر مرتبط أيضا بطبيعة التهديدات، التى تواجه المملكة فى الوقت الراهن، وهذا مؤشر على أن علاقات السعودية الخارجية خلال الفترة المقبلة ستأخذ بعدا أمنيا أكثر منه سياسيا، بمعنى أن التقديرات الأمنية هى التى ستتحكم فى توجهات المملكة، وعلاقاتها مع الدول الأخرى، حتى حينما اختير عادل الجبير لوزارة الخارجية فإن ذلك جاء بعد إعداده جيدا فى كيفية التعاطى مع الإعلام الأجنبى وتحديدا الأمريكى فى شرح وجهة نظر السعودية ودول التحالف، حينما قرروا بدء عاصفة الحزم، فالجبير كان حلقة الوصل بين القيادات الأمنية وعالم السياسة والإعلام فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بما يؤكد أننا مقبولون على سياسة جديدة للسعودية تعتمد البعد الأمنى أساسا لها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة