لماذا تتقبل المرأة الرجال على عيوبهم ولا يصون الرجال عيونهم؟.. اختفت الوسامة والوجاهة من الرجال فتنازلت المرأة عن أحلامها بالزواج من رشدى أباظة وعمر الشريف

الثلاثاء، 28 أبريل 2015 08:55 م
لماذا تتقبل المرأة الرجال على عيوبهم ولا يصون الرجال عيونهم؟.. اختفت الوسامة والوجاهة من الرجال فتنازلت المرأة عن أحلامها بالزواج من رشدى أباظة وعمر الشريف رشدى أباظة
كتبت أسماء مأمون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائمًا ما يتهم الرجال سيدات هذا العصر بأنهن أقل جمالاً من نجمات الزمن الجميل، يرددون أنهن مهملات فى مظهرهن، ويؤكدون أنهن السبب فى كبت الرجال العاطفى بسبب تنازلهن عن ارتداء الفساتين والميكروجيب ووضع البواريك والمكياج، ويتحسرون على معايير الجمال الأنثوى التى اختفت من سيدات هذا العصر، ولكن ماذا سيكون رد فعل الرجل الشرقى على هذا الأمر الآن.. فقبل أن تنتقد النساء ومظهرهن أجب على الأسئلة التالية.. هل تسمح لزوجتك أن ترتدى فستانًا قصيرًا وتتبع الموضة وتسير فى الشارع؟ هل تغض بصرك إذا رأيت فتاة جميلة تعبر الشارع ؟ بالطبع لا.. لأن المعايير التى فرضتها القيم الاجتماعية الحالية بعيدة تمامًا عن معايير حياة النساء فى الخمسينيات والستينيات.

خلق الله المرأة دائمًا محبة للجمال ولذلك كانت تتابع الأفلام السينمائية لترى نجومها وتحلم أن تتزوج فى يوم بمن يشبه رشدى أباظة فى وسامته وأن تغنى له مثلما غنت له شادية فى فيلم "الزوجة 13" (وحياة عينيك وفداها عنيا أنا بحبك أد عنيا)، أو أن تركب وراء أحمد مظهر على ظهر حصانه، أو أن تصاحب أحمد رمزى بخفة ظله وروحه المرحة أو أن تحتمى بمثل أنور وجدى من مصاعب الحياة ليغمرها بحنانه ويشعرها بغيرته عليها، أو أن ترافق عمر الشريف فى سهرة رومانسية راقصة كالتى قضتها معه فاتن حمامة فى فيلم "نهر الحب" أو أن يغنى لها محمد فوزى (مال القمر ماله ما جيناش على باله مال القمر ماله.. هو اللى متربى على العز يا ربى يعمل كدة فيا!!) أو أن يتألم من أجلها عبد الوهاب ويردد (مضناك جفاه مرقدة وبكاه ورحم عوده.. حيران القلب معذبة.. مقروح الجفن مسهده).

كثيرا ما نسأل أنفسنا كنساء لماذا نتحمل دائما الرجال بعيوبهم ويكافئنا الرجال بالإعجاب بأخريات سواء فى الشارع أو فى العمل أو حتى فى شاشات التليفزيون، دائمًا ما يطالبنا الرجال بالمثالية فعلينا أن تكون أجسامنا مثل برلنتى عبد الحميد، ويكون مظهرنا أخَّاذ مثل صباح، وتكون روحنا مرحة مثل سعاد حسنى، ويكون دلالنا مثل هند رستم، وعلينا أن نتقن فنون الرقص مثل تحية كاريوكا، ولا يتكبد الرجال عناء أن يكون مظهرهم مهندمًا، وأن يكون سلوكهم منضبطًا، وأن تكون طباعهم حميدة مثل رشدى أباظة أو عمر الشريف أو أحمد مظهر... هل يتحمل الرجل أن ينظر إلى نفسه فى المرآة أكثر من 5 دقائق؟! لا أظن.. إن الرجال يا سادة لم يتخلوا عن وسامتهم فقط ولكن تخلوا عن النبل والجدعنة والشهامة التى كانت تجعل المرأة تعشقهم بكل تفاصيلهم وتهتم بنفسها لتظهر أنوثتها وجمالها.

كان الرجال زمان يوفرون لأهل بيتهم الخدم والحشم والوصيفات ولم يكن على المرأة سوى التجمل والتنزه والذهاب للنوادى وممارسة الرياضة والسباحة ومتابعة أحدث خطوط الموضة والأزياء العالمية وإقامة الحفلات وجمع الأصدقاء، كان الرجال يعملون فى النهار ويصطحبون زوجاتهم فى الليل إلى التياتروهات والأوبرا وحفلات عبد الحليم التى يدندن فيها (أهواك وأتمنى لو أنساك وأنسى روحى وياك وإن ضاعت تبقى فداك)، أو حفلة لأم كلثوم تغنى فيها (الحب كله حبيته فيك وزمانى كله أنا عشته ليك)، ولكن مع مرور السنين تخلى الرجال عن مهامهم وتراجعوا للخطوط الخلفية تاركين النساء فى مواجهة الحياة الشرسة بمفردهن فخلعت المرأة ثوب الرقة والدلع لتتحمل مسئولية الحياة.

هل نلقى باللوم على الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية فى اختفاء الجمال من أمام أعيننا؟ هل نلقيها على الرجال الذين تخلوا عن مهامهم فتخلت النساء بدورهن عن جمالهن؟ لا أحد يستطيع الجزم أى الطرفين أصدق، هل الرجال محقون أم النساء صادقات، وإذا ألقينا نظرة خاطفة على صفحات الحوادث بالجرائد المختلفة قد نخرج بجملة مفادها أن الظروف الاقتصادية القاسية تدفع الإنسان لفعل أى شىء مقابل أن يستطيع العيش فأينما يتواجد الفقر يختفى الجمال.

وبالطبع علينا أن نعيد هذه القيم المفقودة إلينا ونقوم بثورة على أنفسنا ولكن ليس كل طرف بمفرده وليس بتبادل الاتهامات، والبحث عن الأسباب التى أدت بنا للوصول إلى هذه النهاية، قد يكون أبسط الحلول هو الأنسب أن يركز كل فرد فى رصد عيوبه الشخصية، ويحاول علاجها، وفى أن يتقبل كل فرد شريك حياته بكل ما فيه، وفى أن ندرك جميعا أننا بشر ولسنا ملائكة، وفى أن نهتم بأن نشعر أنفسنا بالسعادة والرضا عن حياتنا، وفى أن نتفائل بأن المستقبل أفضل، وأن الله يدخر لنا مزيدًا من السعادة.



موضوعات متعلقة..


- كريم عبد السلام يكتب: لماذا تراجع مستوى الجمال فى مصر؟.. زمان كانت المرأة المصرية نجمة سينما بجد سواء كانت تحترف التمثيل فعلا أم لا وسواء كانت من طبقة ميسورة الحال أم من وسط شعبى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة