بالصور.. قرية الرائد محمد السحيلى بالشرقية تتشح بالسواد.. والدة شهيد تفجيرات قسم ثالث العريش: حسبى الله ونعم الوكيل فى قاتلى ابنى.. ووالده: كان سندى بعد الله.. وشقيقه يطالب بسرعة ضبط الجناة والقصاص

اتشحت قرية حانوت مركز كفر صقر محافظة الشرقية بالسواد، بعد فقد الشهيد الرائد محمد خالد السحيلى رئيس مباحث قسم ثالث العريش، والذى وافته المنية صباح الأربعاء، بالمركز الطبى العالمى بعد إصابته فى التفجيرات الإرهابية للقسم فى الثانى عشر من الشهر الجارى.



وتم تشييع جنازته أمس بمدافن عائلته بمسقط رأسه بقرية حانوت مركز كفر صقر فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها مساعد وزير الداخلية للأمن العام، واللواء مليجى فتوح مدير أمن الشرقية ولفيف من القيادات الأمنية بشمال سيناء والشرقية، بالإضافة لزملائه بالعمل.

القضاء على الإرهاب الأسود

وقال الحاج خالد السحيلى والد الشهيد وهو متأثر: "حسبى الله ونعم الوكيل محمد كان أكبر أبنائى، وكان سندا لى بعد الله.. والإرهاب الأسود ده لازم يقضى عليه"، أما والدته ففى حالة يرثى لها ولا تتحدث إلا أن تنطق باسم الشهيد محمد حبيبى "حسبى الله ونعم الوكيل "
اتخاذ إجراء حاسم ضد الإرهاب .



وقال معتز خالد السحيلى إن الدولة لابد وأن تتخذ إجراءً حاسما ضد الإرهاب، وهناك أساليب حديثة لمقاومة الإرهاب، ولا يجوز أن نجلس صامتين فى أماكننا حتى يأتى الإرهابى ويفجر المكان، متسائلا: "أين أجهزة الدولة المنوطة بتأمين الوطن".



وأضاف أن الشهيد كان يتمنى الشهادة ونالها وقام بتوديعى بالأحضان قبل سفره بـ6 أيام، وأوصانى بوالدى ووالدتى وغادر لعمله بالعريش، مضيفا "يوم الحادث قمت بالاتصال بأصدقاء أخى وأخبرونى واتصلت على هاتفه ولم يرد، وبعدها تيقنت من إصابة شقيقى وهرعت للمركز الطبى العالمى لأجده طريح الفراش يصارع الموت" .

الأهالى يطالبون بالقصاص للشهداء

ويقول الحاج فوزى السحيلى عم الشهيد: "ابن شقيقى كان البسمة الجميلة فى العائلة وفاق أدبه وأخلاقه كل الوصف، وكل مكان خدم فيه الشهيد ترك وراءه حب".



وأضاف "حسبى الله ونعم الوكيل فيمن حرمونا من أغلى وأعز الناس، ونحن كأسرة الشهيد نؤمن بالقضاء والقدر ونعلم أن ما حدث ابتلاء من ربنا ونحن صابرون ونحتسبه عند الله من الشهداء".



وقال إن الشهيد قام بالاتصال بى يوم الجمعة التى سبقت الحادث الذى وقع يوم الأحد، وسألنى عن أبنائى، مضيفا "قال لى كل عام وأنت بخير واعذرنى أنا مش ها احضر معاك شم النسيم كعادتى كل عام، وشدد فى وداعه لى قائلا كان نفسى أشوفك قبل أن أسافر إلى العريش بعد انتهاء إجازتى ولكن اللقاء نصيب".

وأضاف عزت على الجندى مدير عام إدارة العريش التعليمية ووالد زوجة الشهيد، أن الإرهاب الأسود الذى يعمل لصالح أجندات خارجية ممولة من قبل دول معلومة وأفراد معينة تشجع وتزكى هذا الأمر، مشيرا إلى أن شعب مصر شعب أبى غير قابل للكسر أو للانقسام، وهذا هو التاريخ الذى يحدثنا دائما عن صد المصريين للغزاة.



وأضاف أن استشهاد زوج ابنتى وكل الشهداء لن يزيدنا إلا قوة وتصميما على تطهير مصر من هذا الصنف الجبان الخائن، مؤكدًا ن الشهيد يقيم معه فى نفس العمارة بالعريش، مشيرا إلى أن الشهيد
الابن البار بى وبوالده ووالدته وأهله جميعا وكان يعامل زوجته خير معاملة.



وقال إن الشهيد كتب على صفحته على "الفيس بوك" إنه يرحب بالشهادة ومنتظرها، وإن عمله بوزارة الداخلية لا يقصد به إلا وجه الله والدفاع عن وطنه وأهله المصريين، مطالبا بالقصاص للشهداء وأن تثأر مصر بجيشها وشرطتها لشهداء الوطن حتى تخمد النار المشتعلة فى صدورنا جميعا.




وقال محمد حماد خال زوجة الشهيد ومن جيران الشهيد بمدينة العريش، إن الشهيد كان يتمتع بشخصية فريدة من نوعها فكان دمث الخلق متدين يؤدى فرائض الله كاملة وكان صواما قواما وحنونا ذو علاقات أسرية رائعة وكانت علاقته بجيرانه وزملائه حميدة بجراءته وجسارته فى الحق.



وأضاف أن معدل العمليات الإرهابية زاد وضاقت صدورنا بفقدان أعز الناس من الشهداء، داعيا أن يوفق الجيش والشرطة فى القضاء على الإرهاب، واجتزاز جذوره وتطهير سيناء الحبيبة ومصر من شرهم، وأحمد الله على أن أصبح فى عائلتنا شهيدا يأخذ بأيدينا إلى الجنة يأخذ بأيدينا إلى الجنة، وادعوا لزوجته وابنتيه أن يسدل عليهم صبرا، مؤكداً أنه سيحارب الإرهاب بكل ما يملك من قوة، داعيا أن يتغمد الله شهداءنا بالرحمة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.