قصركِ شيد مقصدا.. روضته من الجنان
شمسٌ دومًا ساطعة.. وقمر يتراقص فى العنان
ملكة على العرش.. حولك جوارى حٌسان
إليك أنظر بشوقِ.. ونشوة تثير الوجدان
كم ذهبت وعُدت.. ومرت أيام وزمان
كلما تملكنى الشوق.. سيرت إليكِ فى الجنان
وكم سما بى الخيال.. وعانقتك على الشطآن
وهبت نسائم موج.. تلهب القلب والأشجان
حتى رحلتى غابت.. شموس واشتعلت نيران
انطفئ فى القلب بريقًا.. وامتلأت النفس أحزان
وذبلت الورود وتناثرت.. أوراقها تملئ المكان
وطغى الصبار والشوك.. وضاع شذا الريحان
نظرت القصر مشيدًا.. غير أنه ليس كما كان
فيه الأشباح هائمة.. وعواء ذئب جوعان
أصاب النفس قبضة.. وبات الوجدان خراب
استغيث بالخيال مهربًا.. غير أن الخيال خاب
ظننت للقصر جمال.. ذهبتِ والجمال غاب
ماذا عن عرش ملكة.. صنع من جليد ذاب
وقلب بات فارغًا.. بعدما فقد الأحباب
ليتكِ لم تسكنى القلب.. ولا عرفت للعشق باب
