سفير مصر باليونسكو يطالب الدول الأعضاء فى المنظمة بمواجهة الإرهاب

الثلاثاء، 14 أبريل 2015 11:18 ص
سفير مصر باليونسكو يطالب الدول الأعضاء فى المنظمة بمواجهة الإرهاب محمد سامح عمرو سفير مصر باليونسكو
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى د. محمد سامح عمرو سفير مصر باليونسكو ورئيس المجلس التنفيذى للمنظمة، خطابا هاما خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 196 للمجلس، استعرض من خلاله رؤيته عن كيفية تطوير دور اليونسكو ليواكب تحديات المرحلة وبما يمكن المنظمة من تنفيذ رسالتها السامية التى أنشئت من أجلها، وهى "بناء حصون السلام فى عقول البشر" والتى تهدف للارتقاء بالإنسان والحفاظ عليه، باعتباره مصدر الإبداع ومحرك الحياة.

وذكر رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو: "أننا ننشغل جميعا عندما نعلم بخبر لهجوم مسلح على جامعة أو مدرسة أو تدمير عمدى لمتحف أو لموقع أثرى أو الاعتداء على روح إنسان بسبب فكره أو عقيدته، ونتساءل ما هو دور هذه المنظمة التى قامت لتحقيق التعاون الفكرى بين شعوب العالم".

وأضاف أن كل اعتداء مما تقدم هو بمثابة اعتداء على اليونسكو نفسها، باعتبارها المنظمة الدولية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم.

وتابع: "علينا مواجهة الحقيقة ولا نتذرع بضعف الإمكانيات المالية للمنظمة أو نكتفى بأن يصدر بيان بالتنديد أو الإدانة مع كل حدث ثم يدخل الحدث دائرة النسيان إلى أن نواجه بحدث جديد مماثل، فتثور نفس الشواغل ويتكرر ذات المشهد".

وأوضح أن هذه التحديات تفرض علينا ضرورة التفكير فى وضع برنامج عمل متكامل يهدف إلى توحيد الرؤى لمواجهة من يسعون إلى بث روح العنف والتطرف والحض على الكراهية بين الشعوب.

واسترشد د. عمرو بما قاله البعض بأنه لا يجوز أن نشعر بأننا نعيش فى جزر تتبادل فيما بينها نداءات ترسلها عبر محيطات من سوء التفاهم، ويجب علينا أن نعرف أنفسنا ومن حولنا لأننا نعيش فى عالم صغير.

وأضاف أين نحن مما ردده قادة الفكر فى العالم عبر العصور مثل "فولتير"، حيث قال فى القرن الثامن عشر "قد أختلف معك فى الرأى، ولكنى على استعداد أن أموت دفاعاً عن حقك فى أن تبدى رأيك."

كما أسترشد بما قاله الفيلسوف العربى ابن رشد عندما قال "من العدل أن يأتى الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتى به لنفسه وأن يقبل لهم من الحجج النوع الذى يقبله لنفسه". وأخيرا ما قاله غاندى بأن "عليك أن تكون أنت التغيير الذى تريده للعالم".

ووجه رئيس المجلس التنفيذى رسالة واضحة لأعضاء المنظمة مفادها أنه على يقين أن ما يجمعنا أكثر بكثير جدا مما يفرقنا، وعلينا من موقعنا بهذه المنظمة الأممية أن نساهم فى أن تسود العالم رسالة مفادها ضرورة التوصل إلى بيئة مناسبة لتحقيق "التعاون الفكرى"، تعكس وعينا بالواقع الذى نعيش فيه والمخاطر التى تحدق بنا من داخل المجتمعات، وأنه لا سبيل إلا أن نجاهد هذا الفكر المتطرف إلا من خلال الفكر العاقل، وأن نواجه من يقولون بعدم إمكانية تحقيق التعاون الفكرى على أساس وجود اختلاف بين الثقافات، لأن هذه ذريعة يحاول البعض استغلالها كى يسود الفكر المتطرف ويقودنا لموجات من الإرهاب الأعمى فى أرجاء المعمورة.

وتضمن خطاب د. عمرو عدة رسائل وجهها للدول الأعضاء بالمنظمة منها، أن الجمود هو مصدر التطرف الفكرى، وأنه يجب معاودة النظر فى كل الأمور من وقت لآخر باعتبار ذلك أهم مفاتيح التقدم، وأنه يجب السعى دائما للتحديث، وأن تكون لغتنا متجددة بما يتناسب وطبيعة وآليات العصر ونوعية التحديات.

وشدد على ضرورة أن نتحمل مسئوليتنا تجاه الأجيال الحاضرة والقادمة، وأن نعمل على تهيئة البيئة المواتية ليس فقط لضمان حرية التعبير عن الرأى وإنما لضمان أن ما يتم التعبير عنه لا يساء فهمه أو أن يستغل تفسيره لتدمير مجتمعاتنا وعالمنا ذاتيا. كما علينا أن نعمل بشكل سريع قبل أن يمضى الوقت وتسود لغة العنف واستخدام القوة ونصبح عاجزين فعلا عن مواجهة الأمر بالعقل والمنطق. وعلينا أن ننشر ثقافة السلام والتسامح، ونعزز التنوع الثقافى كحق وواجب، وأخيرا علينا أن نساعد دول العالم فى أن تعيد النظر فى مناهج التعليم التى تدرس للتلاميذ فى المدارس سواء من حيث الأسلوب أو المنهج متعاونين فى ذلك مع المنظمات الدولية الأخرى من منظور "التعاون الفكرى".

واختتم رئيس المجلس التنفيذى خطابه بأنه حان الوقت فى إطار الاحتفال بالذكرى السبعين للمنظمة أن نبدأ عهدا جديدا نستعد له خلال هذا العام، وأن نضع برنامج عمل متكاملا يطرح على المجلس التنفيذى فى دورته القادمة ومؤتمرنا العام فى الخريف القادم، وأن يكون شعارنا هو كيفية تحويل رسالة ومبادئ اليونسكو إلى واقع أكثر رسوخا وأكثر قدرة على مواجهة تحديات التطرف والتمسك بالرأى الواحد ومجابهة التعصب. ومن هذا المنطلق أكد على استعداده بصفته رئيس المجلس لتلقى كافة الأفكار والمقترحات من الدول الأعضاء، ووعد بأنه سوف يسعى لفتح قنوات الحوار وتهيئ المناخ المناسب لتبادل الأفكار للخروج ببرنامج عمل يستجيب لطموحاتنا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة