الطريق إلى داعش يبدأ بـ«الترامادول»

لماذا ينضم الشباب والفتيات إلى داعش؟ ولماذا يعتبرون أنفسهم ذاهبين إلى رحلة سفارى عندما يلتحقون لهذا التنظيم؟ ولماذا أقبل شباب وفتيات أوروبا للانضمام إلى هذا التنظيم رغم المستوى الاقتصادى والاجتماعى لهؤلاء الشباب الأوروبى الذى يختلف جذريا عن المستوى الاقتصادى للشباب فى منطقة الشرق الأوسط؟ أسئلة كثيرة وجدتنى أبحث عن إجابة حقيقية ولكنى لم أجد إلا عدة أسباب على لسان بعض خبراء الاجتماع والسياسية والجماعات الأصولية إلا أن جميعها لم يقنعنى أن هذه الأسباب ربما تكون الدافع الحقيقى لانضمام هؤلاء الشباب والفتيات إلى هذا التنظيم الدموى بل واستمتاع بعضهم بذبح وحرق وقتل ضحاياهم ووصل الأمر إلى إشراك الأطفال فى هذه الجرائم.

والحقيقة أن البحث عن الأسباب الحقيقية لانضمام الشباب العربى والأوروبى إلى تنظيم داعش يجب أن نعيد النظر فيها ونرصدها جميعا ليكون هناك بحث حقيقى للوصول إلى إجابة متكاملة عن أسباب الانضمام إلى داعش، فى أمريكا طرح هذا السؤال أولا وخرجت ملفات المخابرات الأمريكية السى. أى. إية والمواقع التابعة لها بعدة إجابات ربما تقنعنا إذا أردنا البحث عن الفارين إلى داعش أول حقيقة رصدتها هذه الأجهزة هو أن معظم هؤلاء الشباب ممن لديهم هوية ممزقة، سبب آخر هو حلم «مشروع المدينة الفاضلة» التى طالما وعد بها تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى، العوامل الاجتماعية والاقتصادية ساهمت بشكل أساسى فى انضمام هؤلاء المراهقين إلى داعش، الثراء الفاحش لذلك التنظيم وقيامة بإغراء الشباب العاطل من خلال دفعه رواتب مغرية بالدولار للمقاتلين وإسكانهم فى المنازل التى يتم تهجير ملاكها ومعها علاوات للزواج والأبناء تدفع بالدولار وسيارات وبدل بنزين، وأن ما يدفع للشباب الأجنبى إلى الانضمام لهذا التنظيم وإذا أضافنا إلى الحالة النفسية لكل من انضم إلى هذا التنظيم، ويبدو لى أنه أهم سبب للانضمام إلى هذا التنظيم هو عملية «غسيل المخ» التى تجرى للشباب والفتيات حيث يقع كلاهما فريسة لأكبر عملية خداع قادمة من على الفيس بوك والذى يعد أكبر وسيلة تجنيد لتنظيم داعش الذى حول جرائمة إلى جهاد وزرع داخل هؤلاء الشباب أن يوم الخلافة قادم وأن راية الإسلام سترفرف على أنحاء الدنيا على يد هذا الجيل، وإذا كان تنظيم الحشاشين قد استخدم الحشيش لتغييب عقول المنضمين إليهم فإن تنظيم داعش لدية من حبوب الترامادول ما يكفى لتغييب العقل بالإضافة إلى الجوارى والدولارات، فهل فهمنا الآن لماذا ينضم الشباب إلى داعش؟