باحثة فى الفقه الإسلامى بألمانيا:الإسلام بحاجة لعملية إصلاحية

السبت، 28 مارس 2015 08:00 ص
باحثة فى الفقه الإسلامى بألمانيا:الإسلام بحاجة لعملية إصلاحية الكاتبة مها القيسى
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نحن فى حاجة ملحة للقيام بعملية إصلاح للإسلام شبيهة لعملية إصلاح المسيحية، لا نرفض ما قدمه الفقهاء التقليديون على مر قرون من الزمن حول القرآن الكريم والإسلام، كل ما فى الأمر أننا نحاول التفكير وصياغة مقولات جديدة ملائمة لعصرنا"، هذا ما أكدته مها القيسى فريموت، أستاذة العلوم الدينية الإسلامية فى جامعة إيرلانجن نورمبرج الألمانية، فى حوارها مع موقع القنطرة الألمانى للحوار مع العالم الإسلامى حول الدور الذى يلعبه أساتذه الفقه الإسلامى فى ألمانيا.

وقالت مها القيسى: "لدينا بفضل توفر وظائف جديدة فى ألمانيا للأساتذة الجامعيين المتخصصين فى تدريس الفقه وأصول الدين الإسلامى فرصة كبيرة من أجل تأسيس إسلام بتوجهات إصلاحية"، مضيفة"هذا ليس مشروعًا جديدًا ونحن لا نريد أيضًا وضع أسس الإسلام المعيارية من جديد، ولكننا فى أمس الحاجة اليوم إلى إصلاح فى داخل الإسلام، بغية تمكينه من التعبير عن ذاته فى عالمنا المعاصر بكل مشكلاته الراهنة".

واستشهدت أستاذة الفقه المسلمة فى حوارها بما وصفته بـ"عملية الإصلاح" التى بدأت فى الدول الإسلامية منذ مطلع القرن العشرين، مشيرة إلى المفكرين الإسلاميين الإيرانيين على شريعتى وعبد الكريم سروش، والمصرى نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون فى أووروبا وغيرهم.

وفيما يخص مكانة المرأة فى الإسلام طبقا للمعيار المعاصر الذى تتبعه، فى الوقت الذى يتهم فيه الإسلام فى أوروبا باضطهاد المرأة، قالت مها القيسى:"يمكننا أن نجعل النص نفسه يتحدث بمدلول مختلف، فلابد من النظر إلى الآيات القرآنية ضمن إطارها التاريخى الصحيح"، مشيرة"لقد أنزل القرآن فى حقبة التحول من المجتمع الأمومى إلى المجتمع الأبوى وفى فترة ما قبل الإسلام كان الناس فى مكة يعبدون آلهة مؤنثة أيضًا، والتقاليد القديمة فى مكة كانت وبكلّ تأكيد أمومية، ولكن كانت توجد أيضًا فى شبه الجزيرة العربية قبائل تغلب عليها الطبيعة الأبوية، تمكنت بشكل تدريجى من فرض إرادتها، وذلك لأنَها استطاعت الحفاظ على مكانتها القوية وهذا ما يُفسّر سبب تأرجح القرآن الكريم بين النزعات الأمومية والأبوية التى كانت تفرض سياقا محددا على الآيات.

وبالإشارة إلى اختلاف الخطاب الموجه للمرأة فى القرآن الذى أمر زوجات النبى بالتخفى وراء حجاب أثناء مخاطبة الناس بالمقارنة بالحديث عن نساء يكسبن المال ويتساوين بالرجال كما فى سورة النساء، رأت أستاذة الفقه الإسلامى أن من يقارن بين هذه الأمثلة دون وضعها فى سياقها سيتهم الإسلام فورا بالتناقص موضحة"يجب فى البداية تحديد إن كانت هذه الأحكام أصلاً من القرآن أو ابتدعها أحد المفسرين المتأثرين فى العادة بثقافتهم الخاصة، فيخضع التفسير لأهوائهم"، مؤكدة انه لا يمكن لنساء القرن الـ21 اتباع ثقافة كان يمارسها مجتمع جاهلى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة