التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، فى مقر إقامته بأديس أبابا برئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى إثيوبيا، الذى استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس فى إثيوبيا، مشيرا إلى أنها زيارة تاريخية تؤكد على فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين لتعزيز قيم التعاون والتنمية المشتركة ولبناء الثقة بين الشعبين الشقيقين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على أن ما تقوم به مصر الآن من توطيد أواصر التعاون وما تقدمه من رسالة محبة لإثيوبيا يعد تنفيذًا لتعاليم الإسلام النبيلة وروحه السمحة، التى تحض على التآلف والتفاهم والعيش المشترك.
وقد أكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أهمية زيادة تعزيز العلاقة بين الأزهر الشريف ومسلمى إثيوبيا، والعمل على إيفاد المزيد من الدعاة الأزهريين للعمل فى إثيوبيا والتعريف بصحيح الدين الإسلامى، وكذا زيادة أعداد المنح الدراسية المخصصة لدراسة الطلاب الإثيوبيين فى الأزهر الشريف.. وأضاف أن الأزهر الشريف ساهم بفاعلية فى تخريج كبار علماء الدين الإسلامى فى إثيوبيا الذين غرسوا بذور الإسلام الصحيح فيها، وهو الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى الحفاظ على التعايش السلمى بين معتنقى مختلف الديانات فى إثيوبيا.
وفى هذا الصدد، أكد الرئيس على استعداد مصر الكامل للاستجابة لكافة متطلبات إثيوبيا ليس فقط من خلال التعاون مع الأزهر الشريف، وإنما أيضًا عبر تخصيص منح دراسية فى التخصصات التى يرغبها الجانب الإثيوبى بالجامعات المصرية، فضلًا عن توجيهه بإيفاد العلماء والدعاة من الأزهر الشريف لإثيوبيا لنشر قيم الإسلام السمحة، التى بدأت تندثر فى السنوات الأخيرة ونحتاج لتنميتها من خلال تصويب الخطاب الدينى بحيث يهتم بالسياق الفكرى والاجتماعى ويركز على جانب المعاملات ومكارم الأخلاق.
وقد أشاد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى إثيوبيا بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبى فى الخرطوم، منوهًا إلى أنه خطوة إيجابية ستساهم فى تهيئة المناخ لمزيد من تعزيز العلاقات بين مصر وإثيوبيا على كافة المستويات.
وفى هذا الصدد، أكد الرئيس على أهمية مواصلة العمل من أجل إرساء قواعد هذا التعاون والتفاهم المشترك، منوهًا إلى ضرورة تفهم احتياجات كل طرف فكما يتطلع الشعب الإثيوبى إلى التنمية، فإن الشعب المصرى أيضا يتطلع للتنمية، أخذًا فى الاعتبار أن نهر النيل يعد المصدر الوحيد للمياه ومن ثم للحياة فى مصر، ولعل ذلك يفسر قلق وشواغل الشعب المصرى إزاء موضوعات المياه.. وأضاف الرئيس أن الإرادة الإلهية جعلت نهر النيل يصب فى مصر مرورًا بالسودان؛ وذلك لحكمة إلهية تستهدف ضمان الحياة للشعب المصرى الذى يعيش فى إقليم شديد الجفاف.
