جمعية قرآنية تونسية تثير ضجة حول "القرآن وحرمة الخمر"

الثلاثاء، 10 مارس 2015 09:04 م
جمعية قرآنية تونسية تثير ضجة حول "القرآن وحرمة الخمر" خمر - أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مفاجأة أكدت الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين، والتى أسسها محمد الطالبى المفكر الإسلامى التونسى، فى بيان صادر عنها إثر ملتقاها الأسبوعى الخاص بتدبر القرآن، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار المروية فى كتب التفسير لم تحرّم شرب الخمر مشيرة إلى أن الله وصف المسكر بالرزق الحسن، وذلك فى سورة النحل الآية 16.

وقالت الجمعية فى بيان لها "ثمّ فى الآيات الواردة فى الخمر يأمر الله بعدم إقامة الصلاة فى حالة السكر، كما يذكر أن لها إثما كبيرا وإثمها أكبر من نفعها، وهذا يفيد بأن الخمر إلى جانب إثمها الكبير فيها أيضا منافع، ثمّ يوصى بتجنّبها من دون أن يحرّمها بآية صريحة فى هذا الصدد، ولو أراد الله عزّ وجلّ تحريمها لاستعمل فعل "حرّم"، كما استعمله فى الآيات التى تخصّ الميتة، والدم، ولحم الخنزير".

فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم أُتى برجل قد شرب الخمر فضربه أربعين، ففى ‏صحيح مسلم أن علياً رضى الله عنه أمر عبد الله بن جعفر أن يجلد الوليد بن عقبة فجلده ‏وعلى يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك ثم قال جلد النبى صلى الله عليه وسلم أربعين، ‏وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانيين، وكل سنة وهذا أحب إلى".

وفى صحيح مسلم عن أنس ‏أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يضرب فى الخمر بالنعال والجريد أربعين.‏

بينما فى البخارى عن عمير بن سعيد النخعى قال: سمعت على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: ما كنت لأقيم حدًّا على أحد فيموت فأجد فى نفسى إلا صاحب الخمر؛ فإنه لو مات وديته وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنّه.

واتفق الفقهاء على وجوب حد شارب الخمر، وعلى أن حده الجلد، ولكنهم مختلفون فى ‏مقداره، فذهب الأحناف ومالك إلى أنه ثمانون، وذهب الشافعى إلى أنه أربعون، وعن ‏أحمد روايتان، قال فى المغنى: وفيه روايتان إحداهما أنه ثمانون، وبهذا قال مالك والثورى ‏وأبو حنيفة ومن تبعهم، لإجماع الصحابة فإنه روى أن عمر استشار الناس فى حد الخمر ‏فقال عبد الرحمن بن عوف: اجعله كأخف الحدود ثمانين- فضرب عمر ثمانين وكتب به ‏إلى خالد وأبى عبيدة بالشام.

ومن ناحية أخرى لم تكن الجمعية صاحبة هذا الرأى منفردة، ففى كتاب "الحاوى الكبير فى فقه مذهب الإمام الشافعى" للماوردى و"قطب السرور فى أوصاف الخمور" للرفيق القيروانى، روى عن النبى قوله "كل مسكر حرام" فشرحه الصحابى ابن عباس بالقول "إن شرب أحدكم تسعة أقداح فلم يسكر فهو حلال وإن شرب العاشر فسكر فهو حرام".

كما تناولت كتب السيرة بعض من شربوا الخمر بعد هذه الآيات ومنهم قدامة بن مظهون والى البحرين فى عهد عمر بن الخطاب، والنعمان على بن نضلة والى ميسان. والوليد بن عقبة (أخو عثمان بن عفان لأمه) وكان والياً فى عهد أخيه على الكوفة، فصلى بالناس وهو سكران، فزاد فى الصلاة، ثم قال لهم إن شئتم زدتكم.

وقال ابن عباس إن النبى "لم يؤقت فى الخمر حداً" وقال على بن أبى طالب فى هذا الشأن إن الرسول "لم يسنن فيه شيئا، إنما هو شىء قلناه نحن" ويؤكد ابن حزم إمام مذهب الظاهرية عدم إقامة النبى الحدّ فى شرب الخمر، معتبراً ذلك مخالفة للقرآن والسنة ولو كان بالاجماع.

ومن ناحية أخرى أكد مفتى الجمهورية التونسية، حمدة سعيد، أن تحريم الخمر وكل أنواع المسكرات والمخدرات، أمر لا منازعة فيه ولا يرتقى له الشك أو الارتياب، بأدلة متعاضدة من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة قديمًا وحديثًا.

دراسة: الإفراط فى شرب الخمر يساعد على فقدان الذاكرة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة