«عطيات» تبحث عن علاج لابن أخيها المصاب بضمور فى المخ..«أشرف» لا يقوى على الحركة والكلام.. والعمة شهدت موت أبناء شقيقها الثلاثة وتعجز عن علاج الأخير

الأحد، 01 مارس 2015 09:40 ص
«عطيات» تبحث عن علاج لابن أخيها المصاب بضمور فى المخ..«أشرف» لا يقوى على الحركة والكلام.. والعمة شهدت موت أبناء شقيقها الثلاثة وتعجز عن علاج الأخير أشرف أصيب بالمرض فى سن التاسعة.. ولايقوى على الحركة أو الكلام ويحتاج جلسات تخاطب وتنمية مهارات
كتبت - هدى زكريا "نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«عطيات عبدالتواب» عمة لتسعة أشقاء، أربعة منهم مصابون بضمور فى المخ وعجز فى أطرافهم الأربعة، وقد توفى ثلاثة منهم، وتقوم هى برعاية الأخير وهو أشرف صبحى ابن الاثنين والعشرين عاما الذى تدهورت حالته الصحية فجأة فور بلوغه التسعة أعوام فتحول إلى كتلة صماء لا يقوى على الحركة أو الكلام، بينما تكتفى تلك السيدة العجوز بحمله بمساعدة أهالى القرية والتنقل به فى مختلف الأنحاء بحثا عن مكان يرعاه بعدما عجز الأطباء عن علاجه وفقا لما ذكرته.

«تنقلت به فى مستشفيات كثيرة مثل الدمرداش والقصر العينى ولكن بلا فائدة، الأطباء يقولون لى أملك فى الله».. بهذه الكلمات بدأت عطيات تحكى معاناتها مع ابن شقيقها الذى تتكفل برعايته ويفضل هو البقاء والعيش معها تاركا أشقاءه المعاقين ووالده.

وعلى الرغم من ضيق ذات يدها إلا أنها لم تبخل يوما بالإنفاق على «أشرف»، وإجراء جلسات التخاطب وتنمية المهارات له بمركز «حلم طفل» بقرية كفر حكيم، لعل حالته تتحسن، ولكنه مازال عاجزا لا يستطيع التحرك.

تحكى العمة تفاصيل يومها مع ابن شقيقها قائلة: نحن نعيش فى بيت عائلة، ومنذ أن توفيت والدة أشرف وهو يرفض الإقامة مع والده أو أشقائه ويفضل أن يقيم معى، أحمله للحمام وأطعمه وأظل بجواره حتى يغفل، أتعامل معه كالأطفال على الرغم من أنه شاب بالغ، ورغم التعب الذى أعانيه لأننى لا أقوى على تلبية كل احتياجاته إلا أننى لا أتخيل أن أعيش بدونه ونفس الشىء كان مع أشقائه الذين توفاهم الله».
وتضيف: «يومى يبدأ معه من الساعة السادسة صباحا، يقول لى قومينى، قعدينى، أكلينى، عايز أتهوى، عايز مش عارف إيه، وربنا أعطانى الصحة فقط لخدمته، وأقول يارب اعطينى العافية فقط من أجله وليس لأى شىء آخر».

وتضيف عطيات عن تدهور حالة أشرف فجأة قائلة: «كان له أشقاء هم سيدة ومحمد وقد توفوا منذ فترة، وأحمد، الذى توفى العام الماضى عن عمر يناهز اثنين وثلاثين عاما، الثلاثة كانت حالتهم مثل أشرف كانوا طبيعين وفجأة تدهورت حالتهم الصحية كل الأطباء الذين عرضنا عليهم الحالات قالوا ليس لهم علاج وأن الأمل فى الله وحده، وكلما شعر أشرف بالألم لا أجد سوى المسكنات لتهدأته».

العمة التى تسكن منزلا متواضعا، قررت أن تتكفل برعاية أشرف خاصة فى ظل الحالة المادية المتدنية لوالده حيث تقول: «هذا هو نصيب الأشقاء الأربعة وعشمنا فى الله كبير، ولكن لا أتخيل حياتى بدون أشرف بعد رحيل أشقائه الثلاث، فعلى الرغم من أن الله رزقنى بابن إلا أنهم أيضًا أبنائى لم يبق لهم أحد غيرى بعد وفاة أمهم».

وتضيف: «منذ أن بدأت حالتهم الصحية تتدهور وبدأت أوزانهم تتناقص لأنهم لا يقوون على تناول الطعام بصورة جيدة، ولا يقدر على الشرب ولا الأكل ولا أى شىء، وبعدما يئست من إمكانية علاجهم مكثت بهم فى المنزل ورأيتهم يموتون واحدا تلو الآخر أمام عينى، والآن أخشى أن يلحق بهم أشرف، ورغم هذا لا أقول سوى الحمد لله له ما أعطى وله ما أخذ».

عطيات التى تجاوزت الخمسة وستين عاما رغم الصعوبات التى تواجهها فإنها لم تستسلم وتطرق أبواب الأمل لعلها تحافظ على الأنفاس الباقية من ابن شقيقها، حيث قالت «لم أتأخر عنه فى شىء، حتى مراكز العلاج الطبيعى لم أتهاون فى الذهاب إليها، ولكن الجميع أخبرنى بأنه بلا فائدة، ولا أدرى ماذا أفعل، هل من المفترض أن أنتظر موته أمام عينى مثل أشقائه أم ماذا؟ خاصة وأننى لا أقوى على حمله، ولكى أذهب به لمركز حلم طفل لابد من توفير توك توك ومعاونة أهالى القرية، لذا قررت البقاء به فى المنزل».

وتتابع: «أتمنى له الشفاء ولا أقول سوى يارب فهو الشافى، أشرف محافظ على علاقته بربه على الرغم من مرضه، يصلى ويصوم، وإذا أتيحت لنا فرصة لعلاجه فلن نتأخر، يارب أعط لوالده الصحة ليراه بخير، ولن نيأس طالما على قيد الحياة، ولن نتأخر فى السعى لعلاجه، والله قادر على كل شىء».

التعليق - 2015-03 - اليوم السابع









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة