مارينا فارس تكتب: غُرف صغيرة

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 08:04 م
مارينا فارس تكتب: غُرف صغيرة أطفال - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكريات طفولتك، أغنيات شبابك، قصص صغيرة، خيبات أمل ويأس رمادى يتأرجح بين الشك واليقين. كل تلك الأشياء تقبع فى غرفة صغيرة داخلك. مكونات سحرية لغرفة صغيرة مغلقة. لها مفتاح واحد فقط دائماً بحوذة صاحبها، وفى أحد زوايا الغرفة حزن قديم كأنه جرح مُندمل، أو بقايا ندم يأكل قلبك، أمنيات صغيرة سقطت منك سهواً. هوايات دفعك ضغط الدراسة والعمل وأعباء الحياة إلى التخلى عنها، لكنك إذا دققت النظر ستكتشف انها كانت كل حياتك قبل فترة.

أما أنا فأحب التجوال فى تلك الغرف الصغيرة، أحب أن يفتح أحدهم غرفته، يحكى عن ذكرياته عن أشياء تساوى لديه الكثير حتى لو كانت خارج نطاق اهتمامى، إلا أنى أنبهر ببريق عيون تتذكر عهدها الأول، بمجرد أن يفتح أى شخص تلك الغرفة يتحول إلى طفل غرير تهرب فراشات البهجة من صوته وتلمع عينه بضحكات لا مثيل لها فى روحه، أو قد يبكى على حلوته وألعابه الضائعة، أشعر بشىء إنسانى فريد شىء ما لأجله نسمى بشراً، شعور يؤكد لى أنه لا داعى للكراهية، يجعل الحروب والصراعات الدائرة شيء أشبه بنكران جميل الحياة.

هناك من يفتح غرفته بسهولة. دائماً ما يوزع سعادة على من حوله، هؤلاء الأشخاص يشبهون مكعبات السكر. وهناك أشخاص يعتبرون تلك الغرفة شيئا لا قيمة له فلا يهتمون بها أو قد يسخرون من مكوناتها.. أما النوع الثالث فذلك الذى أغلق غرفته الصغيرة وأضاع مفتاحها فى عالم معبأ بأناس يركضون فى كل اتجاه نحو اللا شىء. سقطت منهم أثناء ركضهم وراء أشياء لا تجلب إلا العناء، هؤلاء أراهم كأشباح باهتة لهم وجود أشبه بالعدم.

هناك خلف الوجوة المتشابهة أرواح تختلف، هناك أناس تحتفظ قلوبها بنهايات القصص. هناك أناس أرواحهم تنير وقلوبهم تطرح خير ورحمة، وآخرون فارغون مهما طال عمرهم، أما أنا فقد أحبب لعثمتى فى حرف الراء وغفرت لسنتى الأمامية تمردها، لكن ماذا أفعل فى غرفتى الصغيرة المزدحمة دائماً بأشياء لا قيمة لها إلا لدى!، شئون صغيرة لكنها تصنع لى أعياداً. تمتلئ غرفتى الصغيرة بأفكار لا أصداء لها إلا فى روحى، وقوعى على كنز من الأغانى النادرة، مقال فى زاوية الجريدة صنع يومى، إخفاقى المتكرر فى حل الكلمات المتقاطعة، نبتة الفل التى أزهرت فى شرفتى.
وأنت.. ماذا لديك فى غرفتك الصغيرة؟!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة