«كارول تشيرشيل» لَا تَفْعَل الشَىء نفسه مرَّتَيْنِ..

إيمان عون: عرض "الحب والمعلومات" تدريب مفتوح لمتاهة ذكية تنتصر للحب

الخميس، 12 فبراير 2015 02:57 م
إيمان عون: عرض "الحب والمعلومات" تدريب مفتوح لمتاهة ذكية تنتصر للحب الفنانة الفلسطينية إيمان عون مدير مسرح عشتار
كتب مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرَّغْمِ من مناصرتها للقضايا العربية، الفلسطينية فى قلّبها، لا يزال اسم الكاتبة المسرحية البريطانيّة كارول تشيرشيل متداولًا على نطاق محدود، وداخل نخبة من الجماعات الثقافيّة، خاصة المهتمة بالمسرح، بالتالى تكتسب زيارة صاحبة نصّ "7 أطفال يهود" أهميّة، يضاعف منها إنتاج "مسرح عشتار" بالضفة الغربية لورشة عمل لأهم نصوص تشيرشيل فى السنوات الماضية "الحُبّ وَالْمَعْلُومَات".

مِنْ جهةٍ، تفسرُ الفنّانة الفلسطينيّة إيمان عُون، مدير مسرح عشتار، أن "تشيرشيل" هى من طلبتْ الحضور إلى فلسطين، فكانت زيارتها للمرة الأولى فرصة لعقد ورشة حول واحدٍ من أعقد نصوصها وأجملها، ومن إخراج جوناثان تشيدويك.

"تشيرشيل" لَا تَفْعَل أَى شَىْءٍ مرَّتَيْنِ..
فى تقرير لـ"شارلز سبنسر" نشره بصحيفة التليجراف سبتمبر 2012، أعلن أَنَّ الشَّىْءَ العظيم فى "تشيرشيل" هو أَنَّكَ لا تعرف أبدًا أين ستكون قفزتها التالية، فعلى مر السنين تقلبتْ كارول بين كوميديا الجمل الساخرة حول الْمَصْرِفِيِّينَ الجشعين إلى دراما الريف القاتمة، وبين حفل عشاء حضرته شخصيات تاريخية من عصور مختلفة إلى مسرحيات مخيفة حول الاستنساخ البشرى. فنصوصها تتمتع بخفة دم وإبداع مركب، ومثل الندف الجنسى فى أغنية ستيفن سونديم، فإنها لا تفعل أى شىء مرتين أبدًا.

وبالنسبة للنصِّ الذى ترجمته إلى الفلسطينية الدارجة "بيان شبيب"، فحسبما أورد مايكل بيلنجتون فى تقريره بصحيفة الجارديان «سبتمر 20121»، فقدّ تألّف من 57 مشهدًا، و16 ممثلًا يلعبون أكثر من 100 شخصية. لتصرح المؤلفة البريطانية من خلاله أنّ قصف المعلومات يجعلنا فى خطر قدّ يُؤَدِّى إلى ضمور الذاكرة، وتآكل الخصوصية واضمحلال الشعور.

فيما تصف "عون" فى حديثها لـ"اليوم السابع" العمل بـ"المتاهة الذكية التى تنتصر للحبِّ"، ولم ندرك موقعنا إلا بعد اليوم الرابع من العمل والاشتغال على نصّ كالموزاييك، ومشاهد ثنائية فى أغلبها، تطرح تساؤلات فلسفية حول الإرهاب، الاضطهاد، الحبّ، وقضايا أخرى. فكارول تكتب بطريقة مفتوحة تمنح الممثلَ فرصة لاستعراض طاقاته». هنا توافق رؤية عون مع بيلنجتون الذى سبق أن رأى ما هو غير عادى عن تشرشل «قدرتها بوصفها كاتبة مسرحية على إعادة اختراع العجلة. فجميع مسرحياتها تجارب شكليّة، وبهذه المناسبة فقدّ وصلتْ إلى شىء تشعر وكأنه عمل مسرحى حميمى ساخر كتبه فيتجنشتاين».

"الْحَبّ وَالْمَعْلُومَات" تَدْرِيبُ مَفْتُوحُ ضِدِّ عُبُودِيَّةِ التنكولوجيا..
وبالنسبة لعرض الْحَبَّ وَالْمَعْلُومَاتِ، وَالْمُقَرِّر تقديمه للجمهور الخامسة مساء اليوم برام الله، توضح مديرة مسَرَّح «عِشْتار» أَنَّ العرض لليلة واحدة، وهو ليس مشروعًا كبيرًا بقدر احتفال بنهاية ورشة، ما يعنى عدم تقديم عمل متكامل وَإِنَّمَا جلّ مرمى المشاركين إسعاد الجمهور بـ«تدريب مفتوح» وقراءة لعرض مكون من مشاهد مختلفة، يبدو للمتفرّج العادى عملًا من مشاهد غير مترابطة.

نظرًا لما سبق، فـ"إيمان عون" وزملاؤها لا يعولون على الجمهور الشعبوى العام، فـ"كارول" بشكل مجرد ليست معروفة للجمهور العادى، فيما يعرفها الجمهور المتخصص المتابع لحركة المسرح، خاصةَ مع تقديم نصّها «7 أطفال يهود» العام الماضى، طارحًا سؤال ماذا تعنى ولمن كُتب النصّ؟ ومؤكدًا أهمية اطلاع المثقف والشعب الفلسطينى على أؤلئك الذين يساندون قضيتنا ويعادون الصهيونية، ويدفعون باتجاه نصرتنا، و"تشيرشيل" من أبرزهم ومن أهم داعمى مقاطعة الاحتلال» بقول إيمان عون.

وفى نظر بعضِ النقّاد، تعاملت "تشرشل" مع العواقب الخاصة والعامّة للعيش فى عالم متغير حدّ الذُّهول، وصورت كتابتها الافتراض المضحك الهجومى، كزوجين يمارسان رياضة الدَّرَّاجات، يصرح الرَّجل بمثالية أنثاه حينَ يصفُّها بأنَّها «جميلة، وذكيّة، وتفهمنى» لنكتشف أنَّه يتحدث عن جهاز كمبيوتر، هذا لا يعنى أنّ مسرحية تشرشل تعدًّ هجومًا على التكنولوجيا، إنّها تقوّل علينا أنْ نكون أسيادَها لا عبيدها.

«عشْتار» عَلَى شَفِيرِ الْإفْلاَسِ..
كطبيعة منظمات المجتمع المدنى التى تعمل فى المجال الثقافى والفنى، داخل أوطان تتراجع فيها معدّلات الاهتمام بـ«الإنسان»، تعانى مؤسّسة عشتار فى الفترة الأخيرة نقصًا فى الموارد المالية، الأمر الذى تضطرّ فيه الإدارة إلى «فتح باب العمل التطوعى» بحسب قول عون. وتضيف «كذلك نرفض التمويل المشروط، والعمل مع أجندات أمريكية، ومع أنّنا نسعى لأنْ نكون صوتَ فلسطين، وصوتَ المستضعفين فى البلاد، فإنّنا نعانى عدم وجود دعم من السلطة، ومهددين دومًا بعدم الاستقرار، وعَلَى شَفِيرِ الْإفْلاَس».

الأسباب السابقة دفعت «عشتار» إلى الإعلان عن الحاجة للمساعدة فى إحداث تغيير فى 2015 عن طريق دعم أحدّ برامجه، التى لا تقدم فقط فى رام الله، فـ«المؤسّسة» لها ذرعان، الأول بالأغوار الواقعة بالمنطقة «جيمC » طبقًا لاتفاقية أوسلو «المقيتة» بوصف إيمان عون، وهى منطقة لا يزال الاحتلالُ يسرق مياهها ويصادر أراضيها فتعمل عروض عشتار على رصد معاناة أهالى المنطقة. أمّا الذّراع الآخر فى غزة، بفريق مكوّن من 22 شابًا وفتاة، ممثلين ومخرجين ومدربين وإدارى وسيكولوجى، وتقدم عروضها بالتعاون مع مسرح «مِسحال» داخل القطاع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة