محمد حمادى يكتب: هيا بنا نقرأ

الأربعاء، 11 فبراير 2015 03:30 ص
محمد حمادى يكتب: هيا بنا نقرأ كتب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القراءة هى منارة العقول، وروح الوجدان، فى كل زمان ومكان، التى منها عرف الإنسان شتى أنواع العلوم والمعرفة منذ بدء الخليقة، فالقدماء المصريون هم أول من عرفوا الكتابة والقراءة، فبدأوا بالكتابة على الحجر بالنقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد ثم بدأوا بعد ذلك بالكتابة على ورق البردى والتى من خلالها تم تدوين الخطابات الإدارية والعلمية الهامة التى من خلالها عرف الإنسان العلوم.

أيضا عرف الإنسان القراءة من خلال الأديان فلقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء الكرام وأنزل عليهم كتبه ليعرف الإنسان ربه الذى خلق هذا الكون الفسيح وليعبده العبادة الصحيحة، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ القرآن الكريم فقد كان أول من نزل من القرآن الكريم قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذى خلق) فلقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم وأمته الاهتمام الأول وهو القراءة حتى يتيسر لهم بعد ذلك فهم الآيات القرآنية بما تحتويه من أحكام وتشريعات .

الاهتمام بالقراءة شىء ضرورى وهام جدا، فى مجتمعنا الحاضر لابد من تسليط الضوء عليه وحث الناس على ضرورة الاهتمام بالقراءة .

نريد استعادة مهرجان القراءة للجميع الذى غاب منذ سنوات فكان لهذا المهرجان دورا بارزا فى تثقيف المجتمع المصرى على مدى سنوات ولدت فكرة المهرجان خلال فترة مؤتمر الاتحاد الدولى للناشرين الذى عقد فى لندن عام 1991 حيث نوقشت به ظاهرة مكتبات الأطفال فى مصر والدور الاجتماعى والثقافى الذى يمكن أن تلعبه فى حياة الطفل، كان أول احتفال لهذا المهرجان عام 1991 فى مكتبة عرب المحمدى وتحت شعار "القراءة للجميع" وفى عام 1992 ومع عام "طفل القرية" انطلق المهرجان ليأخذ بعدا جديدا من الاهتمام بأطفال مصر عموما سواء بالمدن أو القرى، وافتتح المهرجان بقرية البراجيل وبدأت تجربة المكتبات المحمول.

وجاء نجاح التجربة ليؤكد إيمان المصريين بأهمية القراءة، وأخذ المهرجان بعدا جديدا ألا وهو إعلان جوائز أدبية وثقافية من خلال جمعية الرعاية المتكاملة، وفى مهرجان 1993 كان الشعار "مكتبة فى كل مكان" وأعلنت إدارة المهرجان عن إدخال الحاسب الآلى وتعليم اللغات الأجنبية ضمن فعاليات المهرجان، ويأتى عام 1994 ليدخل مرحلة جديدة حيث يحمل شعار "للطفل.. للشباب.. للأسرة"، وبذلك يشارك الجميع فى فعاليات المهرجان وتأتى مطبوعات مكتبة الأسرة، لتؤكد هذا المعنى ويأتى مشروع مكتبة الأسرة والذى شارك فيه عدد من الوزارات بجانب جمعية الرعاية المتكاملة الذى يعد أضخم مشروع للقراءة فى تاريخ مصر الحديثة، وفى العام الخامس للمهرجان عام 1995 وتحت عنوان "نحو قراءة عربية سليمة" افتتح المهرجان قاعة يوسف السباعى بمسرح التليفزيون بمصر الجديدة وتم افتتاح المكتبة السمعية لفاقدى السمع، وجاء المهرجان السادس لتواصل النجاح وبتحول المهرجان إلى أهم وأكبر مشروع ثقافى تشهده مصر.

ثم عام 2004 كان الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء مكتبة الأسرة وأصدرت ملايين النسخ لما يقرب من ألف عنوان، وتنوعت إصداراتها بين القديم والحديث وقامت المكتبة بإصدار مجموعة من الموسوعات التاريخية وأعادت تقديم مصر القديمة وقصة الحضارة ووصف مصر .

وقد عمل المهرجان على توفير أكبر عدد ممكن من المكتبات العامة لكل أفراد الأسرة والمكتبات المحمولة والمتنقلة ومكتبات الشواطئ، كما ظهر العديد من الأفكار والبرامج لتحقيق الغرض ذاته مثل إنشاء نوادى القرن الــ 21 والركن الأخضر واقرأ لطفلك وغيرها، كما تم التوسع فى إنشاء فروع لمكتبة مصر العامة فى أقاليم مصر ضمن برنامج قومى يجرى استكماله خلال السنوات القادمة ضمن إنجازات مهرجان القراءة للجميع .

نريد من الدولة الاهتمام مرة أخرى بمهرجان القراءة للجميع والأنشطة المصاحبة معه لتأسيس الطفل على حب القراءة والاطلاع، ونشر المكتبات المتنقلة فى عموم مصر، أن خلاص مصر من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الخاطئة يبدأ من هنا ـــ القراءة فهى قادرة على تغيير وتوسيع المفاهيم والمفردات فى عقول الناس وتهذيبه وتقويمه وتحصينه من الأفكار الظلامية والسيئة .












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة