نيويورك تايمز: طريق الحرير يثير الخلافات الجيوسياسية.. تركيا محيرة بين ولائها للغرب والشراكة العسكرية مع الصين.. الناتو يرغم أنقرة على الانسحاب من اتفاق يسمح لها بإنتاج أنظمة دفاع جوى

الأحد، 27 ديسمبر 2015 09:45 ص
نيويورك تايمز: طريق الحرير يثير الخلافات الجيوسياسية.. تركيا محيرة بين ولائها للغرب والشراكة العسكرية مع الصين.. الناتو يرغم أنقرة على الانسحاب من اتفاق يسمح لها بإنتاج أنظمة دفاع جوى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخبار تركيا


قالت صحيفة نيويورك تايمز أن جهود بكين لإحياء طرق التجارة القديمة، أو ما يسمى طريق الحرير الجديد، تتسبب فى إثارة خلافات جيوسياسية مع بلدان مثل تركيا، حيث تزايد القلق بشأن إحتمال إعتمادها بشكل كبير على الصين.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، السبت، أن مع تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا فى السنوات الأخيرة الماضية، فإن تركيا اتجهت للتصنيع المشترك مع الصين لأنظمة الدفاع الجوى المتطورة. فى خطة تبلغ تكلفتها 3.4 مليار دولار وتمنح الجيش التركى مزيد من القوة الضاربة وتضع الأساس للبدء فى تصدير الصواريخ.

ومع ذلك تخلت تركيا فجأة عن الخطة، قبل أسابيع قليلة، فى مواجهة معارضة قوية من حلفاءها فى حلف شمال الأطلسى "الناتو". وارتكز إعتراضهم على أن شريك تركيا فى تنفيذ هذه الخطط هى شركة مدعومة من الحكومة الصينية، إذا تخشى الدول الغربية كشف أسرار عسكرية إذا ما تم إدخال التكنولوجيا الصينية فى نظام الدفاع الجوى التركى.

وكواحدة من أولى أهدافها على صعيد السياسة الخارجية والإقتصادية، فإن الصين لديها رؤية واسعة لعلاقات وثيقة مع تركيا وعشرات الدول التى يمر طريق الحرير عبر أراضيها برا وبحرا. ومع ذلك فإن تلك الخطط التى تنطوى على إحياء طرق التجارة القديمة تتسبب فى خلاف جيوسياسى بشأن إعتماد هذه الدول على الصين.

وتشير الصحيفة إلى أن كازاخستان قلصت الإستثمارات الصينية والهجرة بسبب مخاوف من هيمنة صينية عليها، كما سعت قيرغستان إلى علاقات أكثر دفئا لامع موسكو لإحداث توازن فى مقابل علاقتها ببكين. غير أنه فيما يتعلق بتركيا فإنها تحولت نحو الصين، جزئيا، لتقليص إعتمادها على الناتو.

وقال إسماعيل دومير، وكيل شئون الدفاع الوطنى بتركيا: "مصالحنا القومية والناتو ربما لا تتفق فى بعض التحركات". لكن بحسب نيويورك تايمز فإن الإتفاق التركى الصينى أثار الرايات الحمراء فى الغرب.

فبجانب القضايا التكنولوجية، فإن الممول الصينى، شركة "CPMIEC" كانت هدفا للعقوبات بسبب قيامها بتوفير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لإيران وكوريا الشمالية وباكستان وسوريا. لذا فإن الصادرات التركية، التى تستند على الشراكة مع الشركة الصينية، من شأنها أن تخضع لعقوبات.

ومما يزيد الأمور تعقيدا أن الصين وروسيا حلفاء مقربين بشأن العديد من الأمور، بينما هناك خلاف حاد بين روسيا وتركيا بسبب التدخل العسكرى الروسى فى سوريا وتعمد أنقرة إسقاط طائرة تابعة للقوات الروسية على الحدود بين سوريا وتركيا. وعلاوة على ذلك فإن تركيا هى حليف وثيق للولايات المتحدة منذ أن أرسلت قوة كبيرة للمشاركة فى قتال كوريا الشمالية والصين خلال الحرب الكورية.

وقال محمد سليماز، خبير الدراسات الأسيوية لدى معهد أبحاث السياسة والمجتمع فى أنقرة، أن الصين ترغب فى إعادة تشكيل الهيكل الإقتصادى والمالى العالمى. مضيفا أن بثرواتها وأسواقها، أصبحت الصين شريك مُحير.

وباتت العديد من الدول على طول طريق الحرير السابق، تشعر بالإحباط حيال صعوبة تطوير علاقات إقتصادية أقرب مع الإتحاد الأوروبى. كما أنهم باتوا منزعجين من الشراكة العابرة للمحيط الهادى، إتفاق التجارة الكبير الذى تقوده الولايات المتحدة، إذ أن الاتفاق من شأنه أن يمنح ماليزيا وفيتنام ميزة إضافية.

وقال شاهين ساليك، المدير العام لشركة كيربارت أوتوموتيف، أن بالإضافة إلى أن تركيا ليست ضمن الشراكة العابرة للبحر الهادى، فإن المشكلات التى تسود العالم العربى تدفعها للبحث عن بدائل أخرى. ومع ذلك فإن العلاقة بين تركيا والصين غير متوازنة، إذ تستود أنقرة من بكين بضائع بقيمة 25 مليار دولار سنويا، فى مقابل تصدير لا يتجاوز الـ3 مليار دولار.

وبحسب نيويورك تايمز فإن القضايا العرقية تزيد تعقيد العلاقات الصينية. فالعديد من البلدان فى المنطقة التى يمر بها طريق الحرير هى بلدان مسلمة، حيث يذكى التاريخ يذكى التوتر بسبب سياسات بكين الصارمة تجاه اليوجور المسلمين فى منطقة شينجيانج الصينية الذين يتحدثون اللغة التركية. وقد اتهمت بكين اليوجور مرارا بشن سلسلة من الهجمات على "هان الصينية" فى شرق البلاد.

وتضيف أن عندما قامت الصين بقمع احتجاجات اليوجور عام 2009، فإن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والذى كان وقتها رئيس الوزراء، أدان ممارسات السلطات الصينية بإعتبارها "نوع من المذبحة". وفى يوليو الماضى، قام الأتراك واليوجور بتظاهرات إحتجاجية فى أسطنبول وأنقرة.
لكن أردوغان بات يضع العلاقات مع الصين كأولوية، حيث عمد إلى تهدأة الاحتجاجات المناهضة للصين الصيف الماضى من خلال حث مواطنيه أن يكونوا حذرين من الشائعات المنتشرة فى وسائل الإعلام الاجتماعية عن طريقة تعامل الصين مع اليوجور.

ومع ذلك فإن الناتو لم يترك الفرصة لتركيا لتوسيع علاقاتها مع بكين، ففى غضون أيام من إعلان الاتفاق العسكرى بين البلدين، نظم أعضاء من الناتو حملة لوقف الاتفاق، حيث أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الدول الأوروبية وكبار قادة الناتو اتصالات بالقادة فى تركيا لإثنائهم عن الاتفاق.

ورغم أن مسئولى الناتو أشاروا أن كل بلد لديها الحق فى اختيار أدواتها العسكرية، لكنهم أعربوا عن قلقهم بأن الصواريخ الصينية ربما لا تتفق مع معدات الناتو، وأشاروا سرا إلى أنهم لن يقبلوا بتبادل المعلومات التقنية مع الصين لتحقيق التوافق بين المعدات.


موضوعات متعلقة..



- بالصور.. زوكربرج فى زيارة الصين: طريق الحرير ملحمة جديرة بالدراسة لتواصل البشر









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة