رئيس دار الأوبرا المصرية: القوانين المنظمة للعمل تقف حائلاً بين تحقيق طموحاتنا

الجمعة، 25 ديسمبر 2015 08:00 ص
رئيس دار الأوبرا المصرية: القوانين المنظمة للعمل تقف حائلاً بين تحقيق طموحاتنا إيناس عبد الدايم
أدارت الندوة - علا الشافعى أعدها للنشر - على الكشوطى شيماء عبدالمنعم تصوير - صلاح سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


استطاعت دار الأوبرا برئاسة الدكتورة الفنانة إيناس عبدالدايم، أن تستعيد جزءا كبيرا من ريادتها، إضافة إلى جذب شرائح جديدة من الجمهور أغلبها من الشباب الذى وجد من يعبر عنه على مسارح دار الأوبرا بمختلف أماكنها سواء فى مقر دار الأوبرا بالقاهرة أو على مسارحها فى دمنهور والإسكندرية.

«اليوم السابع» عقدت ندوة استضافت رئيس دار الأوبرا للتعرف على كيفية إدارة هذا الصرح الفنى العظيم وكيفية استعادة رونقه من جديد، وتحدثت عبدالدايم عن العمل الفنى والإدارى داخل الأوبرا والمعوقات التى تحول دون تحقيق بعض طموحاتها لمستقبل الأوبرا، وكيف تصارع القوانين من أجل تقديم فن هادف يحترم عقول جمهور الأوبرا وفى نفس الوقت يسهم فى تدعيم قوة مصر الناعمة المتمثلة فى فن مصر الذى كان العالم كله «يضرب به المثل»، وإلى ما دار فى الندوة..

اليوم السابع -12 -2015

فى البداية كيف استطعت أن تحققى طفرة ملموسة ونجاحات كبيرة على المستوى الفنى داخل دار الأوبرا؟


- عانيت كثيرا من صعوبات عدة فى بداية تولى منصب رئيس دار الأوبرا، خاصة أن لدى طموحات كبيرة تقريبا بنفس قدر المعوقات التى تقف أمامنا وهو ما جعلنى أفكر فى البداية بالدور الذى من المفروض أن تلعبه دار الأوبرا، وبدأنا بالعمل على تطوير فرق دار الأوبرا، ولأننى ابنة الدار فكان لدى علم بالكثير من الأمور التى تحتاجها، خاصة من ناحية الدعم الفنى والمالى والمعنوى، ووجدت أنه يجب أن نقوى أنفسنا ذاتيًّا وأن نطور من البرامج التى تقدم للجمهور، وكنت حريصة جدًّا على أن أنفذ البرنامج الذى نضعه فى بداية كل عام حتى لا نفقد مصداقيتنا، وبالتالى قمنا بتفعيل جميع المسارح، خاصة أن مسرح الأوبرا بدمنهور وإسكندرية لم يكن به إلا فعاليات قليلة، ولا يصح أن يحدث ذلك خاصة أن دار الأوبرا المصرية ليس لها مثيل فى العالم، فلا توجد دار أوبرا فى العالم تضم 14 فرقة، فلدينا 5 فرق موسيقية عربية، إلى جانب فرقة البالية، والأوركسترا السيمفونى، والكورال، وفرقة الرقص الحديث، وغيرها، وكان لزاما علينا أن نستثمر كل هذا، خاصة أن لدينا مبدعين لابد من استثمارهم.

والحمد لله استهدفنا شريحة الشباب ودعمنا أفكارهم داخل الأوبرا مثلما حدث مع فرقة فرسان الشباب والرقص الحديث، حيث اعتمدنا على الشباب، ولذلك نجحنا فى جذب كم كبير من جمهور الشباب، إضافة إلى أننا استطعنا جذب كثيرين من الفنانين المصريين الشباب وحتى المبتدئين ليكبروا مع دار الأوبرا إلى جانب أبناء مركز تنمية المواهب، وقمنا بفتح فصول فى دمنهور وإسكندرية لتفعيل مجموعة من المهرجانات مثل مهرجان محكى القلعة ومهرجان إسكندرية ومهرجان دمنهور، واستطعنا أن نسترجع الفرق الأجنبية، وبدأت هى التى تطلب أن تقدم عروضها على مسرح دار الأوبرا، ورغم المسارح المتطورة التى تمت إقامتها فى العديد من الدول العربية وبإمكانيات أكبر من إمكانياتنا فإننا نجحنا فى استقطاب عدد كبير من كبار نجوم مصر والوطن العربى خاصة أنهم مدركون تماما أن مسرح دار الأوبرا له رونق خاص، كل هذه العوامل هى سبب كبير فى نجاح دار الأوبرا.

اليوم السابع -12 -2015

وكيف حافظتِ على سير العمل الفنى بالتوازى مع العمل الإدارى دون تداخل؟


- دار الأوبرا المصرية بها كم كبير من الفنانين والموظفين أيضا، ونحن دائما نعمل من منطلق المنظومة، والذى يميز العاملين بدار الأوبرا المصرية أن لديهم انتماء وحبا للدار، وهو سبب كاف لنجاح المنظومة بالكامل، وهو ما يجعل الموظفين يعملون لمدة 20 ساعة دون كلل.

وما المعوقات التى تقف أمام تحقيق طموحاتك فنيًّا وإداريًّا بدار الأوبرا المصرية؟


- العراقيل الحقيقية هى القوانين المنظمة للعمل، وأرى أن تلك القوانين تجب دراستها لأن المجتمع المصرى تغير واختياراته واحتياجاته تغيرت، فكيف نظل نعمل بنفس القوانين التى مرت عليها سنوات طويلة، وفى نفس الوقت تحكم تلك القوانين شريحة نادرة من الفنانين فى التخصص وهى نفس المعوقات التى تعانى منها أغلب قطاعات الثقافة، والحقيقة أن وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم استجاب للكثير وسهل أمورا عدة خاصة بعد ما شهدته وزارة الثقافة من تغيرات لكونه يحمل كما كبيرا من التفهم والوعى تجاه الفن والثقافة، حيث يجيد التعاطى مع جميع الفنون.

وكيف ترين المشكلات التقنية التى تواجه حفلات الأوبرا خاصة ما حدث فى مهرجان الموسيقى العربية؟


تلك المشكلات التقنية تعيدنا مرة أخرى لفكرة تغيير القوانين، فكل المهرجانات العربية التى يضرب بها المثل فى الوطن العربى مهرجانات خاصة ولديهم القدرة على الاستعانة برعاة رسميين، وهو ما يجعل لديهم قدرة على تأجير أجهزة صوت على أعلى مستوى، وتجهيز مسرح المهرجان بأفضل التجهيزات التى تخدم الفن الذى يقدم على خشبتها، أما دار الأوبرا وخاصة بعد 2011، فلا نستطيع فعل ذلك أبدا فكل تفصيلة حتى ولو صغيرة تحتاج إلى مناقصة رسمية وأمور إدارية كثيرة ومرهقة، ولكن فى النهاية لدى أمل كبير فى أن تحل كل المشاكل.

اليوم السابع -12 -2015

بصفتك فنانة هل هذا يعطى لك الحق فى التدخل فى الأمور الفنية للفرق أو المطربين؟


- لست ديكتاتورة وأتناقش مع الجميع للوصول لقرار، ولكن إذا وجدت أن الأمر يحتاج لحسم، أتخذ القرار المناسب لسير العمل، وكونى فنانة وأنا أعتز بذلك فأقدم رأيى كمتذوقة للفن وأبدى رأيى فى العمل الفنى مثلى مثل الجمهور.

أحياًنا تظهر مطربات دار الأوبرا على الجمهور بفساتين لا تليق بجمهور الأوبرا فما تعليقك؟


- أزياء مطربات الأوبرا أمر فى غاية الأهمية، ولكن للأسف لا توجد ميزانية لها، فالميزانية الموجودة مخصصة للفرق والعروض الاستعراضية وأغلب ما تظهر به المطربات هو اجتهاد ذاتى، وفى النهاية دار الأوبرا هى منوطة بتقديم فن، ولكن بالفعل نحتاج للعمل على ذلك وأن يكون لها تمويل كبير، وللعلم أغلب كبار النجمات يرتدين فساتين من بيوت أزياء بالمجان كنوع من الدعاية لمصممى الأزياء، لكن بالنسبة لمطربى الأوبرا الوضع مختلف لأنه لدينا فى كل شهر 8 حفلات وكل حفل به 6 مطربات تقريبا، وبالتالى لن يستطيع أى بيت أزياء القيام بذلك أسوة بالنجمات الكبار، ولكننا نسعى لتخصيص ميزانية لذلك لحل المشكلة.

لماذا حرصت على عقد بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة؟


- الهدف هو التواجد ونشر الوعى والثقافة فى المجتمع بشكل كبير، فأكبر مسرح بدار الأوبرا يحوى 1080 كرسيا وهو الرقم القليل بالمقارنة بكم الأحداث والفعاليات التى تحدث داخل الدار، إلى جانب محاولاتنا المستمرة للوصول إلى الشباب بشكل أكبر، وللعلم هى ليست فكرة جديدة، فالتعاون كان مستمرا ولكنه توقف لفترة كبيرة وأعدنا إحياء الفكرة فقط بمبادرة من وزير الثقافة حلمى النمنم، ووافق عليها دكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، وكنا جاهزين بعد 3 أيام، والطلبة فرحوا كثيرا لذلك التعاون، وندرس حاليا احتياجات مسرح جامعة عين شمس لتقديم حفلات هناك، وللحق جمهور حفل عمر خيرت من الطلبة كان فى غاية السعادة وهو نفس ما حدث مع المطرب الكبير على الحجار، والجميل أن دكتور جابر نصار فتح الباب لتقديم كل أنواع وألوان الفنون على المسرح، خاصة أن ومسرح جامعة القاهرة فخر لمصر، واستكمالا للانتشار وبث روح البهجة عقدنا برتوكول تعاون مع مستشفى سرطان الأطفال 57357 لتقديم حفلات على مسرح المستشفى ولحضور الأطفال حفلات دار الأوبرا أيضا.

وكيف جاء مشروع أوبرا الأقصر؟


- كنت فى زيارة إلى الأقصر وقابلت المحافظ محمد بدر، وفوجئت بأنه يريد تخصيص قطعة أرض على الكورنيش لإنشاء فرع لدار الأوبرا المصرية هناك على النيل مباشرة، وهو مكان جميل ونخاطب من خلاله العالم لأنه بأجمل مكان مطل على النيل.

اليوم السابع -12 -2015

ولماذا تأخرتم فى تحويل التذاكر إلى إلكترونية؟


- القوانين أيضا هى السبب وراء ذلك وتأخرنا كثيرا ولا يعقل أن يقف الجمهور فى عام 2015 طابورا للحصول على تذكرة.

متى يعود الكينج محمد منير إلى دار الأوبرا ويقدم حفلات من جديد؟


- «نفسى منير يرجع» ولكن مسرح دار الأوبرا لا يستطيع استيعاب جمهور الكينج، وبالتالى يجب أن يكون الحفل خارج المسرح الكبير وهو الأمر الخارج عن إرادتى، وذلك سيتطلب موافقات أمنية بسبب ما يحدثه الجمهور من تكدس أحيانا يصل إلى شلل تام للحركة المرورية.

ومتى يتم افتتاح مسرح الواحة بالسادس من أكتوبر؟


- خلال شهور قليلة سيتم إفتتاح مسرح الواحة التابع لدار الأوبرا فهو مسرح مكشوف ويستوعب عددا كبيرا من الجمهور، وكان العمل به متوقفا لفترة ولكننا درسنا المشروع واستكملنا تجهيزه وسنستلمه قريبا.

وهل هناك أسماء بعينها من المطربين الشعبيين ممنوعون من الغناء على مسرح الأوبرا؟


- الفكرة ليست فى اسم المطرب، المهم هو ما يقدمه على مسرح دار الأوبرا، فكلنا من عشاق للفن الشعبى مثل محمد العزبى ومحمد رشدى، وهناك أنواع كثيرة من الفنون والفرق الشبابية التى تقدم حفلات بدار الأوبرا، ولكن فى النهاية المهم هو المضمون.

اليوم السابع -12 -2015

تشهد حفلات عمر خيرت إقبالا شديدا فلماذا لا تتم زيادة عدد حفلاته فى الأوبرا؟


- تتراوح حفلات الموسيقار عمر خيرت ما بين حفلين إلى 3 حفلات ولا نستطيع أن نضغط عليه فى أكثر من ذلك، لأنه يبذل مجهودا كبيرا فى الحفلات، وفى النهاية لا يعود عليه ذلك بمكاسب مادية إلا القليل، وبالتالى من حقه أن يكون لديه وقت ليقدم حفلات خارج الأوبرا، وأن يأخذ وقت راحة بين الحفلات التى يقدمها سواء على مسرح الأوبرا أو خارجها.

وكيف ترين من يحاولون أن يقوموا بنفس دور دار الأوبرا كمسرح جامعة مصر ومهرجان الأغنية بالإسكندرية على سبيل المثال؟


- لست ضد أن يكون هناك أكثر من مكان يقدم أنشطة فنية حتى لو قريبا من دار الأوبرا، ولكنى ضد التقليد الأعمى، ولدينا ساقية الصاوى على سبيل المثال فهى مشروع ناجح ويستهدف شريحة هى مدركة احتياجاتهم، أما مهرجان الأغنية فى إسكندرية فهو منذ سنوات وهو يقام سنويا وله منهج مختلف عن مهرجانات دار الأوبرا، وأيضا مسرح جامعة مصر فهو مسرح كبير ولكن يجب أن نضع الأمور فى نصابها، فهو ليس بدار أوبرا هو مسرح كبير ولا يصح أن نقول عليه «دار أوبرا» لأن الدار لها مواصفات مختلفة، وشىء جميل أن يكون موجودا وأن يخدم الحركة الفنية فى أماكن بعيدة عن دار الأوبرا مثل السادس من أكتوبر.

وهل من طموحات دار الأوبرا هو الحفاظ على التراث الذى يميز كل محافظة فى مصر عن غيرها؟
- هى فكرة جيدة جدا ومطروحة، ونحاول أن نقدم أنشطة فى كل محافظات مصر، وهو ما نسعى إليه فى الفترة المقبلة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة