إسرائيل تدعى العثور على ختم لأحد ملوك بنى إسرائيل.. والتاريخ يُكذّب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 09:03 ص
إسرائيل تدعى العثور على ختم لأحد ملوك بنى إسرائيل.. والتاريخ يُكذّب ختم الملك حزقيا
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ومازالت إسرائيل تواصل تزييف التاريخ لإثبات وجودها، فمنذ عدة أيام أعلن مجموعة من علماء آثار إسرائيليين، عن العثور على قطعة فخارية عمرها 2700 عام منقوشة بختم الملك حزقيا الذى ورد ذكره فى التوراة، طبقاً لما ذكره موقع BBC.

وقال العلماء إن القطعة التى وجدوها بجوار الحائط الذى يحيط بمدينة القدس القديمة فى موقع قديم للنفايات، قد أرفقت بوثيقة من ورق البردى وقعها الملك حزقيا، والقطعة طبع عليها رمز لشمس مجنحة وعلامة مفتاح الحياة، بالإضافة إلى نقش باللغة العبرية القديمة "ملك لحزقيا (ابن) الملك آحاز ملك يهودا."

وطبقاً للخبر فقد صرحت إيلات مزار، وهى من معهد الآثار فى الجامعة العبرية بالقدس قائلة: "هذه هى المرة الأولى التى يكتشف فيها ختم لملك من بنى إسرائيل فى اكتشاف أثرى علمى."

يفتخر الإسرائيليون بذلك الاكتشاف الأثرى والذى يثبت وجودهم منذ آلاف السنين، ولكن بتحليل الأمر بطريقة متأنية يتبين عدة تداخلات فى الأمر وتضارب فى الأحداث التاريخية نفسها، حيث إن القطعة الفخارية قيل بأن عمرها 2700 عام، أى تؤرخ لعام 700 ق.م، ومنقوشة بختم الملك حزقيا، والذى ذكر اسمه فى التوراة، وبها رموز مصرية أصيلة.
ففى البداية التوراة قد كُتبت فى عهد النبى موسى والذى توفى عام 1183 ق.م، فكيف يكون الملك حزقيا قد ورد اسمه فى التوراة وقد جاء بعد كتابتها بنحو 444 عاماً؟!، حتى ولو كانت أضيفت بعد ذلك فهو لا يعنى أنها من التوراة.

الأمر الثانى، النقوش الفرعونية على القطعة، إن كنا سنرجع الأمر إلى أنها تأثيرات الحضارة المصرية على اليهود، فهل يعقل ذلك إن كان تاريخ خروج اليهود من مصر يبعد عن تاريخ حكم الملك حزقيا بما يقرب لـ "732" عاماً، فهل من المعقول أن يتأثر الملك حزقيا بعد كل تلك السنوات؟، أم كانت لمصر حينها السيطرة الثقافية على فلسطين التى تؤدى إلى التأثر بها لهذا الحد؟، وغيرها الكثير من التساؤلات، ذلك الأمر يفتح الباب إلى أن الختم ربما كان مسروقاً، أو مزيفاً وأُعيد الكتابة عليه بكتابات عبرية قديمة.

قد أثار الموضوع العديد من التساؤلات مما يفتح الباب أمام الباحثين للتعمق والبحث بشكل أكبر للوصول إلى معلومات مؤكدة أو شبه مؤكدة حول ذلك الختم.

من جانبه قال الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين، أن الغريب أن الختم يحتوى على نقوش مصرية قديمة، فإن كنا سنؤرخ فترة الملك حزقيا للفترة التى حكم فيها لملك المصرى شاشنق والذى دمّر هيكل سليمان بالقدس، فسنتساءل كيف لشخص مملكته دُمرت من المصريين أن يضع علامات من الحضارة المصرية؟!.

وأضاف "نور الدين" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لا أستطيع أن أتعجل فى الحكم على شيء، لأنه يحتاج مزيداً من الدراسة، فنبحث العلامتين المصريتين فى إطار مصر وعلاقتها بالمملكة العبرانية فى الفترة بين القرنين الثامن والسابع ماقبل الميلاد، لكى نستطيع الحكم والإجابة عن سؤال لماذا تم تسجيل علامة مفتاح الحياة "العنخ"؟، فهل كان الختم فى مصر ووصل إلى الملك حزقيا فى فلسطين، أم مكتوب فى فلسطين، خاصةً أننا إذا نظرنا لطريقة تنفيذ ورسم العلامة نجدها قد نفذتها يد مصرية ثابتة، أما قرص الشمس المجنح ففيه بعض التحريفات وحفره غير دقيق وليس بالقوة التى تعودنا عليها فى الفن المصرى.

وتابع عبد الحليم نور الدين، الختم يخص أحد الملوك الذى كانت له علاقة بالملك شاشنق الأسرة الـ 22، وإذا وجدنا أن الملك حزقيا وارد ذكره فى سفره بالتوراة ومذكور اسم الملك طهرقا، فلا يجب الاعتماد كليةً على التوراة فى التأريخ فهى كتب سماوية لها كل الاحترام، ولكن لا بد من الاعتماد على الحقائق التاريخية الموثقة بشكل أساسى، فوظيفة التوراة ليست التأريخ، وفى النهاية يجب أن يتم دراسة هذا الموضوع فى إطار تاريخى ومقارن للفترة التى ترجع إلى القرنين الـ7 و الـ8 قبل الميلاد حتى نستطيع الجزم .

وقد اتفق معه الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، حيث قال إن مثل ذلك الموضوع لا بد له من دراسة بحثية وعلمية عميقة، فلا يسعنا الحكم هكذا اعتماداً على الصورة الموجودة للختم ولا يجب الاعتماد على التوراة أو أى من الأديان السماوية فى إثبات شيء حيث إن وظيفتها ليست التأريخ، فيجب أن نبحث ونقارن ونتعمق فى الآثار والتاريخ الخاصين بتلك الفترة، من حيث شكل الأختام حينها هل يتطابق مع هذا الختم، خاصةً أن الأختام ليست مصرية إنما هى تأثير عراقى وليس مصرياً، فما علاقة الرموز المصرية هنا لا نعلم ذلك بعد، ولذلك يجب الرجوع تاريخياً لقوة مصر حينها ومدى سيطرتها على فلسطين.

وتابع "حمزة"، الختم تم استخراجه من موقع قديم للنفايات، فمن الممكن أن يكون مزيف وقد تم دسه منذ فترة لاستخراجه الآن على أنه اكتشاف أثرى، فذلك ما يريده دائماً الإسرائليون أن يبحثون عن تأكيدات لمغالطة حقائقنا التاريخية وتأكيد حقائقهم المزعومة.


موضوعات متعلقة..



- "لا طريق إلى الجنة" لـ"حسن داوود" تحكى عن رجل دين يتخلص من مخاوفه











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة