طلاب الشيخ زويد ورفح فى مرمى النيران يتسلحون بالعلم.. يتحدون الحرب على الإرهاب بمناطقهم وينتظمون فى دراستهم.. ويقطعون عشرات الكيلو مترات على أقدامهم وصولا لمدارس صامدة وفصول فى منازل وزوايا

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015 10:39 م
 طلاب الشيخ زويد ورفح فى مرمى النيران يتسلحون بالعلم.. يتحدون الحرب على الإرهاب بمناطقهم وينتظمون فى دراستهم.. ويقطعون عشرات الكيلو مترات على أقدامهم وصولا لمدارس صامدة وفصول فى منازل وزوايا تلاميذ الشيخ زويد ورفح يتحدون الإرهاب
تحقيق - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المواصلات والكهرباء والمياه..خدمات مقطوعة وأقصى أحلامهم كرسى وطاولة وتكريم من المسئولين ورحلات للمعالم السياحية


المعلمون يطالبون بمواصلات آمنة تنقلهم لمدارسهم


فى أجواء أمنية مضطربة وغياب المتابعة أنتصر تحدى الطلبة وحرص أولياء الأمور والتزام المعلمين


18 مدرسة تضررت نتيجة الأحداث والبدائل مدارس مجاورة وفصول فى منازل


طلبة مدرسة الـ كيلو 17 عادوا لفصول تعليمية قديمة بعد تعطل الدراسة فى مدرستهم الحديثة


الأستاذ بسيونى ينظم مجموعات تقوية مجانية مساء كل يوم لطلبة قرية الظهير


أبناء قرية شيبانة تعاونوا فى تكوين مجموعات تقوية لزيادة حصيلة أبنائهم العلمية وتعويضهم عن الفاقد الدراسى


شعارهم قلم وكتاب وكراسة رغم أنف الرصاصة


منظومة تعليمية متكاملة..بطلها طالب مجتهد وولى أمر حريص على الدفع بنجله وسط لهيب الجمر ورماد أثار المعارك واهتمام من المعلمين بالحضور للعمل



عشرات الكيلو مترات يقطعونها سيرا على أقدامهم، وصولا لمدارس ودور وزوايا أصبحت مقرا لتعليمهم بعد هدم فصولهم، فى رحلة ذهاب تبدأ من ساعات الصباح الأولى، تطاردهم خلالها لفحات برد الصحراء، وأزيز الرصاص المتطاير، وشبح الموت من طلقة طائشة وشظية انفجار مفاجئ، ورحلة إياب بعد انتهاء اليوم الدراسى تعيدهم لمنازلهم قبيل غروب الشمس لتبدأ سهرة استذكار الدروس على ضوء فتيل لمبة جاز قديمة أو شمعة تلاحقها شمعة، فلا كهرباء تضىء حجراتهم منذ أن حلت لعنة الإرهاب بمناطقهم.

هم طلبة المدارس بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بقرى جنوب الشيخ زويد ورفح البالغ عددهم نحو 18 ألف طالب وطالبة، جميعهم ضربوا المثل فى تحدى كل ماهو صعب حولهم من أجواء معارك الحرب على الإرهاب والتفجيرات وإغلاق الطرق وحظر التجوال وانقطاع الكهرباء، وامتثلوا ملبين نداء العلم داخل مدارسهم التى تضررت بعضها ، وتمسكوا بما تبقى من فصولها ليكملوا مسيرة تعليمهم، وأخرى تعطلت بها الدراسة ،وغيروا مساراتهم المعتادة إلى مدارس بديلة لها.. منظومة تعليمية متكاملة تسير فى تلك المناطق بطلها طالب مجتهد وولى أمر حريص على الدفع بنجله وسط لهيب الجمر ورماد آثار المعارك ليحصل على التعليم، ومعلم يجازف بحياته فى رحلة مجهولة كل يوم ليصل إلى تلميذه.

" اليوم السابع " كانت هناك.. وعايشت منظومة التحدى التى " قدرا " تكمل بعضها البعض فهنا لا رقابة صارمة على التعليم تجبر طالبا ومعلما على الحضور ولاحوافز معنوية ومادية تدفعه للمجازفة .. ظروف تعطى المبرر لأن يلزم الكل بيته، ولكنهم هنا جميعهم يتغلبون على جراحهم ويؤجلون الحديث عن كل عائق فى سبيل أن تمضى دراستهم التى تسجل نسبة حضور بينهم تتجاوز70% من عدد الطلاب، وانتظام دراسى طوال اليوم، وحرص بين أولياء الأمور على المتابعة، واهتمام من المعلمين بالحضور للعمل، وبعضهم اتخذ من المجالس استراحة له، وآخرون يتحملون نفقات الوصول يوميا بتكاليف باهضة.

اليوم السابع -12 -2015

الإحصائيات الرسمية


تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن أعداد الطلبة فى مدارس الشيخ زويد يصل نحو 8822 طالبا وطالبة بينهم بالمرحلة الإعدادية 2722 طالبا، والثانوية 600 طالب، والابتدائية 5500 طالب، وعدد المدارس االتى تعمل 3 مدارس ثانوية ، 17 إعدادية، 22 ابتدائية، 3 مدارس تعليم فنى، وتوجد 18 مدرسة تضررت نتيجة الأحداث وأصبحت خارج الخدمة، فى حين يصل إجمالى أعداد الطلبة فى مدارس مركز رفح قرابة 9700 طالب يدرسون فى 46 مدرسة فى المراحل المختلفة.

مشاهد التحدى


مشاهد التحدى الأقوى يسجلها طلبة مدارس قرى تقع بشكل مباشر فى مربع العمليات الأمنية، وهى الكائنة بجنوب رفح والشيخ زويد، و يعتبر الوصول إليها ليس بالسهل، فالمواصلات العامة التى كانت تصل إليها من مدينة الشيخ زويد ورفح توقفت نتيجة الأحداث، والتنقل بين هذه القرى يتم بحذر شديد، أهالى هذه القرى المتبقين والذين لم يتأثروا ليغادروها تمسكوا بحق تعليم أبنائهم، ولم يثنيهم أن عددا من المدارس تعرض للتفخيخ من عناصر مسلحة والتدمير، وأخرى سقطت عليها قذائف صاروخية، وتم التنسيق مع الإدارات التعليمة وإلحاق الطلبة بأقرب مدارس لهم لم تتضرر، وآخرون فتحوا مجالسهم وباحات الزوايا وفصول دراسية قديمة مغلقة لتكون هى البديل لحين تستقر الأوضاع وترمم المدارس أو تشيد أخرى جديدة.

حرص الطلبة


فى مناطق "الظهير"، و"الجورة"، و"الكيلو 17" و"شبانة "، جنوب "الشيخ زويد" و"رفح "، يبدو حرص الطلبة على التعليم واضحا قياسا بحجم المخاطر التى تقل تدريجيا كلما اقتربت المدارس من المدن أو كانت بداخلها، وهو الدافع للطالب "محمد أحمد سليم" فى الصف الثانى الثانوى بمدرسة "الفارابى"، بقرية "الجورة"، جنوب الشيخ زويد، أن يقطع وزملاؤه كل يوم مسافة تزيد عن 10 كيلو مترات فى رحلتى ذهاب وإياب من منزله بقرية "نجع شبانة"، وصولا لمدرسته الثانوية فى قرية الجورة .. يقول: "إن المسافة ليست بعيدة بالسيارة لكن السيارت توقفت، وأصبحت لا تسير على هذا الطريق المغلق أمنيا، ولكننا لم نتوقف ونسير على أقدامنا كل يوم وفى المدرسة نجد اهتماما شديدا من هيئة التدريس ولا نضيع وقتنا فاليوم كله دراسة".


اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

وأضاف الطالب "إبراهيم أحمد مسلم "، بالصف الثانى الثانوى بنفس المدرسة، الذى يقطع يوميا هذه المسافة، أنه ليس فقط المشوار الطويل هو معاناتهم فحتى عودتهم لمنازلهم يفاجئون بانقطاع التيار الكهربائى ،ولا يجدون مفرا من استخدام لمبات الجاز القديمة والشموع لاستذكار دروسهم إلى جانب حالة الرعب التى يعيشونها وهم يسيرون على الطريق خوفا من رصاصة طائشة.

وبدوره يعيش نفس المعاناة الطالب " خالد سليم " بالصف فى المعهد الثانوى الأزهرى بقرية الجورة الذى وصف حاله وزملاءه قائلا:" لاننشغل بالتحسر على الظروف التى وضعنا بها بقدر انشغالنا بدراستنا وتحصيل العلم فظروفنا أصبحت صعبة على أن يتفهمها من لا يعيشون هنا".

ويشارك الطالب "محمد" المعاناة زميله " أحمد زايد " ولكنه يأتى لنفس المدرسة من قرية تبعد عنها 5 كم وهى "الظهير"، ويشير "أحمد " إلى أن معاناة الذهاب والإياب يضاف إليها حاجته إلى دروس خصوصية، ولأنه لا توجد فى قريتهم التخصصات المطلوبة لا يجد وزملاؤه أبناء القرية مفرا من الذهاب من القرية إلى مدينة الشيخ زويد التى تبعد عنهم بنحو 12 كيلو مترا خلال الفترة المسائية، وهى معاناة خصوصا أن الطرق تغلق مع ساعات الغروب ويلاحقون الوقت لسرعة الحصول على الدرس والعودة لمنازلهم.

وتقول الطالبة " منى " إنها وزميلاتها فى المرحلة الثانوية يقطعن نحو 7 كيلو مترات سيرا على أقدامهن، وصولا للمدرسة الثانوية الوحيدة الأقرب إليهن، وهى الفارابى الثانوية ويجدن التشجيع من المعلمات والمعلمين وحرص أولياء أمورهن على أن يواصلن تعليمهن تحت أى ظرف، لافتة إلى وجود عوائق أخرى ومنها الأمطار والرياح والبرد الشديد فى الصباح ومع ذلك لاتعبأ بكل هذا.

قرية الظهير.

فى قرية "الظهير"، جنوب الشيخ زويد التى قام مسلحون بتفخيخ المدرسة الخاصة بالتعليم الأساسى والمدرسة الابتدائية، وتدمير إحداها فيما لا تزال الأخرى ممنوع الاقتراب منها، تغلب الأهالى على فقدان مدارسهم بتوفير أماكن فى منازل تم تحويل غرفها لفصول لتنتصر إرادة العلم على ما سواها من العقبات.

تقول " ياسمين " الطالبة بالصف الثانى الابتدائى، إنها تحضر كل يوم من منزلهم وصولا للفصول الدراسية التى تبعد عن بيتهم مسافة نصف ساعة سيرا على الأقدام، وإنها متفوقة وتتمنى أن تصبح طبيبة وتفتح عيادة فى قريتها.

ويؤكد " فتحى سليم " ولى أمر لطلبة فى التعليم الابتدائى والإعدادى فى القرية، إن لديهم حرص شديد على التعليم، لافتا إلى أن الأهالى من سنوات تبرعوا بجهودهم الذاتية وأنشأوا المدارس، وعندما وقعت الأحداث الأخيرة لم يصبهم اليأس وكان لدى الجميع إصرارعلى تعليم أبنائهم والتغلب على جميع العقبات.

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

معلم متطوع


وضرب المعلم " بسيونى عطية " مدرس مرحلة ابتدائية فى قرية الظهير مثلا فى مساعدة الأهالى على التمسك بالتعليم، فقد تطوع بمجموعات تقوية مجانية بدون مقابل كل يوم بعد انتهاء اليوم الدراسى.

وبدورهم وفر الأهالى المكان فى زاوية بجوار مسجد القرية، وقال الأستاذ "بسيونى"، إنه يبدأ دروسه بعد العصر ويستقبل التلاميذ لتقويتهم فى مختلف المواد الدراسية مجانا، لافتا إلى أنه من خارج محافظة شمال سيناء ويعمل فى هذه المدرسة منذ سنوات، وكل شهر يعود لبلدته إجازة لعدة أيام وهو يدرك الظرف الذى تمر به هذه الأماكن، ويرى أن رسالته بث روح التعليم فى هذا التوقيت وهذه الأماكن، خصوصا أن لدى الطلاب نهما على التعيلم ولدى أولياء أمورهم إصرار على الدفع بهم لنيل العلم مهما كلف الثمن، والثمن الذى يدفعونه هنا يختلف عن أى مكان فهم يفتقدون الأمان، ويخاطرون بحياة أطفالهم أثناء تحركهم من بيوتهم للمدارس وحصص التقوية.

وقال "محمد سامح "، مدرس رياضيات ، الذى ينتقل يوميا من العريش إلى مدرسته، إنه لمس حرص أولياء الأمور على تعليم أبنائهم وهو ما جعلهم كمعلمين يضربون المثل أمام تلاميذهم فى الانضباط، مشيرا إلى أنه وعدد من زملائه لا ينتظرون الأتوبيس المخصص لنقل المعلمين من العريش الذى لا يصل إلا الساعة الثامنة والنصف ويصل للمدينة فقط، ثم يعود الساعة 11 ظهرا، ويقوم وزملاؤه باستقلال المواصلات العادية ليتمكن من السفر من العريش للشيخ زويد فى الساعة السادسة والنصف صباحا ومن مدينة الشيخ زويد يبحث عن وسيلة مواصلات تنقله لمدرسته وهى المعاناة المكلفة والمخيفة أيضا.

وأضاف أنه كان شاهدا على نماذج لحرص الأهالى على التعليم، وعندما كنت أعمل فى مدرسة اسمها "عمار بن ياسر " جنوب منطقة الجورة، كان عندى طالبة فوجئت أن لها أخا فى مرحلة أخرى متفوقان واتضح لى أن والدهم متوفٍ ووالدتهم كرست كل مجهودها فى تعليمهم وهى سيدة بدوية بسيطة.

وتابع: التعليم فى هذه المناطق له طبيعته ويجب التوائم معها، وكان لى اقتراح قدمته للتوجيه الخاص بى أن يتم تحويل السنة الأولى فى الدراسة بنظام الكتاب حتى نستطيع تأسيسهم جيدا.

وقال "محمد سامى" مدرس لغة عربية يتنقل من العريش إلى قرى الشيخ زويد، إنهم يعيشون رحلة عذاب يومية مابين خوفهم من خطورة المشوار وقلق ذويهم.

قرية الكيلو 17


وفى قرية الكيلو 17 أصبح موقع المدرسة الجديد، فصولا دراسية قديمة كانت مدرسة فى الماضى تركت بعد أن تم بناء أخرى حديثة، وبعد تهدم أجزاء من المدرسة الحديثة عادوا للقديمة لاستغلالها رغم فراغها من كل أثاث، وهو ما دفع الطلاب لافتراش الأحجار فى بعض الفصول، وهو بحسب معلمين فى المنطقة لا يساوى شيئا أمام إرادة الأهالى فى تعليم أبنائهم الذين يحرصون على الحضور وتشجيعهم ألا يغيبوا عن أولادهم.

مطالب الطلبة وأولياء الأمور


وقال الدكتور خالد على زايد، من أبناء المنطقة وأحد القائمين على خدمة التعليم فيها، إنه من المفارقات منذ انطلاق العام الدراسى ومناطقنا تشهد حياة جديدة فروح المدارس وتحركات الطلبة والمعلمين أضافت حسًا للمكان الذى يشهد صمتا شديدا نتيجة الأحداث، كما شجع أعدادا كبيرة من أسر تركت منازلها إلى العودة.

وطالب "زايد " الجهات المسئولة فى الدولة كل فى نطاق مسئوليته بحل مشكلة معوقات وصول المعلمين لهذه المناطق، حيث تعتبر مدينة الشيخ زويد آخر محطة يصل إليها الأتوبيس الناقل للمعلمين من العريش، بعدها يتصرف المعلم بطريقته بحثا عن وسيلة، وأصبح أمرا ملحا وضروريا توفير أتوبيسات تنقلهم بشكل مباشر من العريش إلى القرى، ويتم التنسيق الأمنى لمرورهم على طريق الشيخ زويد الجورة المغلق أمنيا، لكنه يمكن المرور فى حالة وجود تنسيقات، وتوفير الأثاث اللازم فى الأماكن التى تبرع الأهالي بتوفيرها كفصول مؤقتة وتسهيل وصول المياه إلى هذه الأماكن، وتتبنى وزارة التربية والتعليم تنظيم رحلات دورية للطلبة بهذه المدارس إلى محافظات مصرية أخرى ومعالم سياحية وترفيهية للخروج من الأجواء الصعبة التى يعيشونها وتشجعهم لحرصهم أكثر على التعليم، وتكريم المتميزين من بينهم، وزيادة حركة المتابعة من الوزارة نفسها بوصول مسئولين ليشاهدوا على الطبيعة كيف تسير العملية التعليمية،

قرية نجع شيبانة


وفى قرية نجع شيبانة جنوب رفح ، قال "سليمان ضيف الله" ، أحد أولياء الأمور، نحن مصرون على تعليم أبنائنا رغم كل الظروف التى نمر بها، الأبناء يحضرون إلى مدارسهم يوميا فى القرية ، وهما مدرستا نجع شيبانة الابتدائية والإعدادية -معهد نجع شيبانة الابتدائى الإعدادى - معهد نجع شيبانة الثانوى بنات، ومعوقات التعليم فى القرية، إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى القرية سوى طرق فرعية رملية غير آمنة والتى تؤثر على حضور المدرسين بصفة يومية، ونقص بعض التخصصات فى المواد الدراسية، ونقص الخدمات بصفة عامة كمياه الشرب والخدمة الصحية.

جهود الأهالى


وأضاف أنهم كأهالى نظموا مجموعات تقوية للطلاب فى جميع التخصصات بالزاوية الكائنة داخل القرية مجانا، يقوم عليها عدد من المدرسين أبناء القرية وتم فتح فصول كتاب للأطفال من سن 7سنوات وحتى 10 سنوات لتعليم القراءة والكتابة ونقوم بتشجيع المدرسين المغتربين من أبناء الوادى بتوفير كافة الخدمات على قدر ما نستطيع مثل توفير مياه الشرب والسكن لمن ليس له مأوى.

وتابع أنه لدى طلبة المرحلة الثانوية العامة والأزهرية من أبناء القرية معاناة فى الوصول لمدرستهم فهم يذهبون إليها سيرا على الأقدام، يقطعون أكثر من 10 كيلو مترات ذهابا وإيابا بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى قرية الجورة، وعدم وجود مواصلات وهذا يؤثر عليهم جهدا ووقتا.

اليوم السابع -12 -2015

وقال " مصطفى سلمى " من أهالى جنوب رفح ، إن مدارس قرية الطايرة وأبو حلو بدورها تنتظم بها الدراسة بشكل لافت ولدى الأهالى الحرص الشديد على تعليم الأبناء.

1350 معلم برفح


وقال أحمد زايد نقيب المعلمين برفح إنه يوجد فى رفح 1350 معلما تقريبا يخدمون بعدد 46 مدرسة فى المراحل المختلفة بها قرابة 9700 طالبا، يواجهون عقبات فى عملهم، من بينها غلق بعض المدارس لعدم وجود طريق آمن للمرور إليها، مما أدى إلى نقل الكثير من المعلمين إلى مدارس أخرى، وصعوبة الانتقال من محل الإقامة إلى المدرسة لغلق الطرق أو لعدم وجود وسائل انتقال نتيجة لعدم وجود مواد بترولية مما أثر على وسائل الانتقال، ووجود عجز شديد فى بعض التخصصات مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية ومواد الأنشطة مما أثر على المعلمين فى زيادة عدد الحصص التى يكلف بها كل معلم لسد العجز، وتأخر المرتبات لصعوبة الصرف من العريش ولعدم وجود أى بنوك فى رفح، وصعوبة حضور الدورات التدريبية التى ترفع من آداء المعلم.

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

وأشاد نقيب معلمى رفح بدور أولياء الأمور وتشجيعهم للمعلمين مؤكدا على ضرورة أن تقوم الوزارة بتعيين معلمين ذوى كفءة عالية لمدارس هذه المناطق وصرف حافز مادى مناسب لهؤلاء المعلمين، وعلى الدولة توصيل كافة المرافق المختلفة لهذه المناطق حتى تجذب أكبر قدر من السكان ولنشر بيئة تعليمية ذات مستوى عال، وعلى مؤسسات المجتمع المدنى النظر لهذه المناطق ونشر الوعى الثقافى وعمل الدورات التدريبية وورش العمل المناسبة سواء للمعلمين أو الطلاب أو أولياء الأمور بالنهوض بالعملية التعليمية فى هذه المناطق، وعلى كلية التربية الموازنة فى القبول بين عدد الطلاب والطالبات حيث إنها الآن تخرج النسبة الكبرى من الطالبات وغالبا ما تواجه الإدارات مشاكل فى ذهاب المعلمات لهذه المناطق، وبالتالى لابد من توافر معلمين ذكور، وضرورة توفير استراحات تليق بالمعلمين فى هذه المناطق.

وأضاف أنه لحل مشكلة النقص فى المعلمين بهذه المناطق أو تحايل بعضهم على القوانين بالتعيين فيها ثم النقل منها مخلفا فراغا لابد أن يكون تعاقد المعلم مع الإدارة نفسها وليس مع المديرية لكى يعلم المعلم أن تعيينه لهذه الإدارة وليس له حق النقل الأبعد فترة مثلا 5 سنوات وعلى الإدارات أن تختار من الشروط ما يناسبها لحل هذه المشكلة مثل أن يكون من خريجى مدارسها فى المراحل المختلفة الإعدادية والثانوية.

تصور لتحسين العملية التعليمية


وأشار " عبد القادر مراحيل " ناشط فى مجال العمل الأهلى بمناطق الشيخ زويد ورفح إلى أنهم وضعوا تصورا لتحسين العملية التعليمية فى قرى ومناطق مدينتى الشيخ زويد ورفح التى تواجه مشاكل حقيقية عديدة نتيجةً لما تمر به محافظة شمال سيناء من ظروف وأحداث خصوصا تلك المناطق، وأشار إلى أنهم رصدوا عددا من التحديات والمعوقات تواجه التعليم منها تدمير مبانى عدد من المدارس وتعطيل الأخرى، وكذلك صعوبة الانتقال وعدم وجود وسائل المواصلات، وإغلاق معظم الطرق المؤدية إليها، مما شكل عقبه أمام المدرسين والطلبة للوصول إلى تلك المدارس، وكذلك انتقال عدد كبير من الأسر إلى مناطق صحراوية غرب العريش.

وأوضح مراحيل أن هذا ما شكل خطرا وقلقا مجتمعيا على مستقبل أجيال كاملة من الطلبة وتهديد بعدم حصولهم على حقهم فى التعليم فى وقت نحن فى أمس الحاجة إلى التعليم والوعى لأبنائنا وعدم ترك فرصة لانتشار الجهل الذى يشكل بوابة ونافذة إلى كثير من المشكلات التى طرأت على مجتمعاتنا.

وتم الاقتراح بقيام الجمعيات الأهلية ومؤسسات العمل المدنى بدعم فتح فصول (كتاتيب) فى عدد من القرى والمناطق التى انتقلت إليها الأسر لتعويض الطلاب عن تعطيل عمل المدارس خصوصا أن هذه الكتاتيب أثبتت فاعليتها فى تحسين مستوى التلاميذ، وتبنى استراتيجية التحفيز والتشجيع من خلال عمل مسابقات ورحلات للطلبة وعروض ترفيهية وتعليمية من خلال الأجهزة الإليكترونية (حاسب آلى ، داتا شو )، وتم تحديد المناطق التى يمكن بها تنفيذ هذه المبادرة جنوب الشيخ زويد ورفح وهى قرية الجورة ، قريه الظهير، والمناطق التى انتقلت إليها أسر غرب العريش وهى تجمع ك 17 بقرية زارع التابعة لمدينة العريش ، وقرية الروضة التابعة لمدينة بئر العبد.

معجزة الحرص على التعليم



وأكد " حسن حجازى " وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، أن ماتشهده مناطق الشيخ زويد ورفح بعمومها وجنوبها على وجه الخصوص من حرص على التعليم هى أشبه بمعجزة فرغم كل ماحدث المنظومة التعليمية لم تتأثر ولم تستسلم وقال إنهم استطاعوا، وبمعاونة الأهالى وكافة الجهات المعنية الموائمة بأن تسير العملية التعليمية من خلال نقل طلبة المدارس التى أضيرت إلى أخرى وأماكن بديلة، موضحا أن الأهالى ساعدوا كثيرا فى تأمين المدارس ونقل الكتب والأثاث وتشجيع المعلمين القادمين بشكل يومى لتلك المدارس وأوضح أنه تم إرسال 100 " منضدة دراسية" للفصول بهذه المناطق ويجرى العمل على إرسال كميات أخرى فضلا عن توفير أتوبيسات لنقل المعلمين من العريش لمدينتى الشيخ زويد ورفح.

وأشار إلى أن كافة مطالب الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمين فى هذه المناطق مشروعة لأنهم يناضلون.

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة