"صحافة المواطن".. حكاية محمد التائه "اللى مات من الفرحة بعد رؤية والدته"

الأحد، 13 ديسمبر 2015 05:29 م
"صحافة المواطن".. حكاية محمد التائه "اللى مات من الفرحة بعد رؤية والدته" محمد مدحت
كتبت هبة الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقى "اليوم السابع" منذ أيام استغاثة من أحد المواطنين يطالب بنشر صورة شاب، يدعى "محمد مدحت بكرى"، متغيب عن منزله منذ بداية شهر ديسمبر الجارى، ويعانى من نقص فى قدراته العقلية، لا يسمع ولا يتكلم، مطالبا سرعة نشر الخبر لمساعدة أمه فى البحث عليه.

وبعد 10 أيام من الاستجابة للمواطن، أرسل إلينا بريدا جديدا ليؤكد أن "محمد" المفقود توفى بعد العثور عليه، نائما فى الشارع وسط أحد الحدائق بمدينة نصر، بعد رحلة غياب طالت لعشرة أيام، يتنقل فيها "محمد" من مكان إلى مكان وملاذه الوحيد هو الشارع.

لم يتخيل أحد حجم المعاناة التى عاشها فى بحر أيام قضاها وحيدا، ولم ينطق على لسانه سوى كلمات بسيطة يعرفها وهى "ماما ، بابا ، عمرو" أسرته الصغيرة التى عاش بينها لمدة 23 عاما لينتهى به القدر بهذه الطريقة.

"اليوم السابع" حاول التواصل مع أم "محمد"، التى سردت قصة ولدها الذى يعانى منذ ولادته بعد 6 أشهر حمل فقط، وكانت فاقدة الأمل فى بقاءه على قيد الحياة، إلا أن "الله" استجاب لدعاء الأم وعاش "محمد" فى هدوء لا يتكلم ولا يسمع وكانت هوايته الوحيدة هى الجلوس أمام التلفاز، ومشاهدة صور والده الذى رحل عنه قبل 10 سنوات.

أكدت والدة "محمد" إنها فقدته فى صباح الثلاثاء 1 ديسمبر الجارى، عقب عيد ميلاده بــ"أربعة" أيام عندما استيقظ من نومه فلم يجد أمه أمامه فقام بارتداء ملابسه والخروج بمفرده لأول مرة فى حياته، ليسير فى شوارع لا يعرفها ولا يعرف كيفية العودة إلى منزله.

وأكدت الأم أنها قامت بالبحث عنه فى كل مكان ونشرت صورته عبر الإنترنت حتى تلقت اتصالا تليفونيا من مجهول يؤكد لها أنه شاهد ابنها فى شارع "نجيب الريحانى" فى وسط البلد يجلس على "كرسى" لمدة 8 ساعات متواصلة أمام محل مغلق حتى شك أحد المواطنين فى أمره وبالحديث إليه تبين له أنه لا يتكلم ولا يسمع، فقام بتصويره ونشر صورته عبر الإنترنت.

وأضافت أنها حاولت الاتصال بهذا الشخص إلى أن "محمد" كان قد تحرك من مكانه، وتلقت تليفون آخر يؤكد لها أنه ركب "أتوبيس" من باب الشعرية متجها إلى السيدة زينب، وبعد رحلة بحث طويلة فى أنحاء شوارع القاهرة، عثرت السيدة على "ابنها" فى الثانية صباحا بمدينة نصر نائم على الرصيف فى أحد الشوارع بجوار حديقة ويقف على رأسه "كلب" و"يتغطى" ببطانية أهداها إليه أحد المارة.

واستكملت السيدة: "شعرت أنه ابنى وطلبت من ابنى الثانى أن يتأكد من النائم، وحاول الكشف عنه ليتأكد أنه شقيقه فقابله بالأحضان والقبلات، ورأى أمه، التى أقدمت عليه بلهفة شديدة تغمره بمشاعرها الجياشة، مرددة "الله اكبر" فنظر اليها بلهفة شديدة وطبطب عليها ثم نظر إليها، ولم ينطق سوى بكلمة "ماما"، ثم أصيب بتشنجات إثر فرحته برؤية أمه وتم نقله إلى المستشفى ولكن دون جدوى، فلقى "محمد" ربه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة