محمد سعودى يكتب: «حلايب وشلاتين».. السودان لمصر ومصر للسودان

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 12:00 م
محمد سعودى يكتب: «حلايب وشلاتين».. السودان لمصر ومصر للسودان أهل حلايب وشلاتين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«عاشت مصر حرة والســـودان.. دامت أرض وادى النيل أمان.. اعــملوا تنولوا.. واهتفوا وقولوا.. السودان لمصر ومصر للسودان» هكذا اسعدنا محمد عبد الوهاب فى أغنيته البديعة «الوادى» فى عام 1953م للتأكيد على وحدة البلدين ومدى أهمية العلاقات الوطيدة بينهما، إلا أن النظام السودانى الحالى - متمثلا فى الرئيس عمر البشير - يسعى إلى تعكير هذه الأجواء النقية بكل أسف، لاسيما مع تقديمه شكوى إلى مجلس الأمن زاعما فيها أن مثلث «حلايب المصرى» الذى جرت فيه الانتخابات البرلمانية، هو جزء من الأراضى السودانية.

يبدو أن الرئيس السودانى يَصر على افتعال الأزمات بين الشعبين المصرى والسودانى بمزاعمه غير المسئولة من حين لآخر بشأن مثلث حلايب وشلاتين على الرغم من إدراكه وعلمه أن سكان هذا المثلث يفخرون بمصريتهم ووطنيتهم وتبعيتهم لمصر منذ الأزَل.

أجل تصريحات البشير المؤسفة تخلق توترا كبيرا وانقساما حادا بين الشعبين المصرى والسودانى من جهة، وتدهورا فى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من جهة أخرى، ولا نعلم متى يَكف الرئيس السودانى عن هذه الإدعاءات، وهو يعلم أن التاريخ خير شاهد على مصرية حلايب وشلاتين.

الغريب فى الأمر أن رأس النظام السودانى «غاضب» لعدم وجود مثلث حلايب داخل الحدود السودانية، ولم نشعر بغضبه هذا عندما وقعت فى عهده «الطَّامَّةُ الكُبْرَى» لبلاده وهى «انشطار السودان» فى فبراير 2011، حيث أضحى جنوب السودان كله مستقلا بذاته، وغير خاضع لجمهورية السودان الأم التى يتزعمها البشير منذ 26 عاما بعدما قاد انقلابا على الحكومة الديمقراطية المنتخبة برئاسة رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدى عام 1989.

نظام البشير البرجماتى ينظر لمصالحه ومنافعه الشخصية ولا يؤمن بالحقيقة الموضوعية، ويستند فقط إلى قرار إدارى- لا قيمة له- عام 1902 أبان الحكم الثنائى الانجليزى المصرى، بنقل «إدارة» حلايب وشلاتين إلى السودان، وهذا لا يعنى عدم خضوعها للسيادة المصرية خاصة أن إدارة الهيئة الإدارية بالسودان لتلك المناطق قد جاءت بتفويض من الحكومة المصرية ونيابة عنها، وفقا لهذا القرار.

البشير الذى يُعد أول رئيس دولة يتم ملاحقته دوليا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية عن حربه فى دارفور، يُدرك أن حلايب وشلاتين مصرية مئة فى المئة، وعليه أن يعود بالتاريخ إلى الوراء، وبالتحديد فى 19 يناير 1899 – أى منذ 117 عاما تقريبا – حيث أُبرمت اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السودانية بإشراف بريطانى، ووقعها بطرس غالى «وزير الخارجية آنذاك» فى حضور اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر، وبموجبها تم تعيين خط عرض 22 كحد لحدود مصر الجنوبية، والذى يقع فيه مثلث حلايب.

وهناك دليل جديد يُثبت للبشير «مصرية» حلايب وشلاتين بشهادة وحكم أهلها الذين شاركوا فى الانتخابات المصرية، إذ وصلت نسبة مشاركتهم إلى 57 %، وكأنهم يقولون لصاحب هذه الادعاءات الحمقاء :« نحن نعتز بمصريتنا ونفتخر بأن منطقتنا تابعة للحدود المصرية».

أخيرا.. علينا أن نؤكد أن تقدم السودان قائم على توطيد العلاقات مع القاهرة، وفى نفس الوقت لن تقوم لمصر قائمة إلا بعلاقة قوية مع السودان، والشعب المصرى حريص كل الحرص على السودان وأشقائنا هناك لما بينهما من روابط متينة طوال التاريخ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة