من يفتش المقاعد الفارغة فى أتوبيسات شرم الشيخ السياحية؟

الجمعة، 27 نوفمبر 2015 10:01 ص
من يفتش المقاعد الفارغة فى أتوبيسات شرم الشيخ السياحية؟ أتوبيسات سياحية - صورة أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شباب يرتعدون من برودة الجو، يتناثرون على طول طريقى الذهاب والعودة لشرم الشيخ، فجأة يتوقف السوبر جيت ليلتقطهم دون تذاكر، حوار جانبى يدور مع السائق، عدينى الكمين الجاى بس.. والرد ماشى بس مية جنيه.

بيزنس المقاعد الفارغة فى أتوبيسات السوبر جيت على طريق شرم الشيخ سواء الذهاب أو العودة يمثل بوابة خفية للإرهاب، ولمرور أشخاص غير مسموح لهم بالعبور للمدينة السياحية الأهم فى مصر عبر استغلال زحام الأتوبيسات الكبير، وهو زحام لا يمكن لأكمنة الشرطة مهما بلغ عددها أن تقوم بتفتيش كل فرد فيه بالكامل، ولو حدث ففى الغالب سيتوقف الطريق بالكامل بين القاهرة وشرم الشيخ من بدايته وحتى نهايته.

خضنا رحلة على متن أتوبيس "جو باص" وفى أفضل رحلاته التى يبلغ سعر تذكرتها 180 جنيها، وقبل كمين السويس تحديدا فوجئنا بثلاثة أشخاص يحتلون الكراسى التى كانت فارغة بعد خروجنا من القاهرة، وقبل كمين جنوب سيناء تكرر المشهد، ولا يمكن الجزم على الإطلاق بكون هؤلاء إرهابيين، مشهدهم يرجح أنهم أرزقية أو عمال، ولكنهم صعدوا معنا محملين بشنط كبيرة وضعوها داخل الأتوبيس دون أن يفتشها أحد، وعبروا معنا مرتبكين من الأكمنة التى سنمر عليها، وكان طلب أحدهم نصا أن يعبر منطقة الكمين فقط، ولا يوجد أى ضمان لهويتهم على الإطلاق.

تحدثنا مع السائقين ومعاونيهم عن سبب ركوب هؤلاء الشباب، والإجابة كانت أنهم يعتبرون الأمر ثواب فى الشباب الذين لا يجدون مواصلة، ويؤكدون أنهم مجرد عمال داخل المدينة لم يقوموا باستخراج صحيفة الحالة الجنائية، والأمر أيضا سبوبة سريعة فى طريق الرحلة.

أما الشباب فيقولون إنهم يعانون من التضييق الأمنى، وأن عملهم أصبح فى خطر، مضيفين "إحنا مش مسافرين أوروبا يعنى.. هى مش شرم الشيخ دية فى مصر"، مشيرين أنهم لا يجدون طرقا سهلة للحصول على التصريحات الأمنية للعمل فى شرم الشيخ، ولذلك لا يكون أمامهم سوى الدخول بين السياح، ووسط التبريرات هنا والتبريرات هناك تتوفر بيئة خصبة لمرور الإرهاب بكل بساطة.

أسماء سيد، واحدة من الفتيات اللاتى كن فى رحلة "جو باص" يوم 18 نوفمبر، تقول: كنت أشعر بالرعب طوال الرحلة، أنظر للشنط التى مع الأشخاص وأشكالهم التى تؤكد عدم سفرهم للسياحة وينتبانى الرعب، السائق لم ينظر حتى للشنط، كيف نضمن أن من صعد للرحلة ليس إرهابيا، ومروا معنا فى نهاية المطاف دون أى مشاكل.

أحد العاملين بفندق هيلتون شرم الشيخ، والذى قضى قرابة 15 عاما فى شرم الشيخ، يقول إن هؤلاء الشباب غالبا يكونوا من العاملين فى المدينة غير الحاصلين على صحيفة حالة جنائية، والتى لا يمكن العمل هنا سوى بامتلاكها، أما السياح فلا يجب عليهم امتلاكها، ولذلك يمر مئات الشباب
الذين يعملون دون الحصول عليها لأسباب متعددة عبر مقاعد سوبر جيت الفارغة منذ سنوات، وأكنهم يزورون المدينة للسياحة.

ويتابع: الأمر تزايد بعد التشديد الأمنى الكبير خلال الأيام الماضية، فالطريق لشرم الشيخ به 7 كمائن للشرطة والجيش، أصعبهم كمائن النفق، وعيون موسى، بعدهم تأتى كمائن أبو رديس وأبو مزيلة والطور وغيرها، وهذه الكمائن هى التى يحاول دائما المتسربون عبورها، وخصوصا الآن لمن لم يحصل على صحيفة الحالة الجنائية.

"اليوم السابع" تواصلت مع شركة "جو باص" وقدمت شكوى رقمها هو "60214" وأكدت الشركة أنهم سيقومون بالتحقيق، وبسؤالهم عن وجود مفتشين للرقابة على هذه المقاعد، أكدوا أن المفتشين يتواجدون فى محطة الانطلاق ومحطة الوصول فقط.

ومن جانبه أكد اللواء محمد الدمرداش رئيس شركة الاتحاد العربى للنقل البرى «سوبر جيت»، إنه من غير المصرح للسائق فى أى شركة بمثل هذا التصرف، وحينما تأتى شكاوى مشابهة يتم تحويل السائق للتحقيق على الفور.

كما ناشد "الدمرداش" المواطنين بضرورة التبليغ الفورى عن أى حادث مشابه، وعند التوقف فى أى نقطة تفتيش، وخصوصا نقاط نفق الشهيد أحمد حمدى، أو النقطة التى تسبق الدخول لشرم الشيخ بشكل مباشر.

وبسؤاله عن وجود آلية لمنع مثل هذه التصرفات، أشار أن الشركة تملك مجموعة كبيرة من المفتشين الذين يتحركون على الطرق السريعة بشكل عشوائى، فعلى طريق شرم الشيخ كمثال يقفون بشكل عشوائى فى مناطق تتغير كل مرة وفى مواعيد عشوائية أيضا، ويمرون للتأكد أن كل شخص يجلس توجد معه تذكرته، حتى لا يقوم السائقون بمثل هذه التحركات.

وفى الجانب الأمنى، علق اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الاسبق، على المشهد قائلا إنه يعد فى غاية الخطورة، ولابد من اتخاذ كل التدابير لمنع تكرار هذا المشهد الخطير للغاية من الجهة الأمنية، ومعاقبة كل المسئولين عنه حتى لا يتكرر مرة أخرى، مشددا على ضرورة استمرار الاستنفار الأمنى فى شرم الشيخ لحين هدوء الأمور بشكل كامل.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة