البداية كانت باشتباه مأموروا الجمرك مصطفى عبد الفضيل وأحمد نبيل وحسن عبد اللطيف فى أحد الركاب "ف م ع"، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والقادم من قطر فى رحلة ترانزيت من الصين لإبعاد الشبهات عنه حيث تقوم السلطات الجمركية بالدفع بأعداد إضافية من مأمورى الجمرك والتفتيش الدقيق للطائرات القادمة من الصين.
وقام المهرب بابتكار طريقة جديدة فى محاولة منه لخديعة رجال الجمرك بنزوله ترانزيت إلى الدوحة ومنها إلى القاهرة، إلا أنه تم الاشتباه به وإدخاله إلى إحدى صالات التفتيش حيث لم يتم العثور ظاهرياً على أى ممنوعات او بضائع تستحق تحصيل الرسوم.
وقام مأمورا الجمرك باتخاذ قرار بإجراء التفتيش الدقيق بعد العرض على أحمد خليل و عبد المنعم المصرى مديرا الحركة، حيث أمر إبراهيم عبد الرحمن مدير إدارة الجمرك بتفتيش الراكب أمام، على عبد العزيز مدير الإدارة بالإنابة تم العثور أجهزة تصنت وتصوير تمثلت فى أقلام وساعات وولاعات مزوده بكاميرات دقيقة ومزودة بذاكرة داخلية وقادة على تسجيل الصوت والصورة بنقاءٍ عال لفترات زمنية تتجاوز العشر ساعات متواصلة.
كما تم العثور أيضا بحوزة الراكب فى جيوب سرية وداخل أحذيته على جهاز تتبع مزود بخط تليفون ومن خلاله يتم تحديد مكان تواجد الشخص الذى تم وضع الجهاز له بالإضافة إلى سماع كل ما يدور حوله من أحداث بصوت عال الجودة ولمسافة تقدر بعشر مترات نظرا لتزويد الجهاز بميكروفون حساس.
وتمثلت المضبوطات فى عدد من الولاعات المزودة بالكاميرات من القاع، بالإضافة إلى أقلام وأجهزة أخرى على هيئة ريموت سيارة وساعات يد وساعات مكتب متحركة توضع أمام الضيوف لتسجيل كل ما يدور فى هذه الأماكن صوت وصورك.
وأفاد مصدر جمركى أن هذه الضبطية من أخطر الأجهزة التى تم إحباط دخولها البلاد منذ فترة بعيدة نظرا للتقنيات العالية التى تم تزويد هذه الأجهزة بها، كما تمثل هذه الضبطية محورا هاما خاصة فيما يتعلق بإجراءات الأمن القومى للبلاد وإمكانية دخول أماكن لها خصوصية فى تأمينها، مما قد يعرض أمن البلاد للخطر.
وفور قيام مأمورى الضبط الجمركى بتحرير محضر تم الاتصال بالجهات الأمنية المعنية وحضر ضباط من جهاز الأمن الوطنى والبحث الجنائى وتأمين الركاب وعدد من الضباط التابعين لجهات أمنية أخرى بالإضافة إلى خبراء المفرقعات الذين حضروا بالكلاب البوليسية والأجهزة المتطورة لفحص أمتعة الراكب.
وتم اصطحاب الراكب إلى مكتب إحدى الجهات الأمنية والتى تقوم حاليًا بإجراء التحقيق معه، حيث أقر بحيازته هذه المضبوطات دون علمه بحظر دخولها البلاد، وأن الغرض كان تجاريًا فقط لبيعها فى السوق المصرى لصالح أحد التجار مقابل عمولة له وذلك بعد فشله فى الحصول على أى فرصة عمل، وما زالت التحقيقات مستمرة مع الراكب.
وفى هذا السياق، أكد مصدر أمنى بالمطار أنه يجرى حاليًا التحقيق مع الراكب وتم إخضاعه للفحص الجنائى وتبين أنه غير مطلوب أمنيًا، إلا أن هناك إجراءات تتخذ من قبيل الاحتياط وللتعرف على من يعمل لصالحهم من التجار والمستوردين لهذه الأجهزة لتجفيف منابع دخولها للبلاد، وللتأكد من قيامه بجلب هذه الأجهزة بقصد الاتجار دون أى نوايا أخرى أو دوافع.
من جانبه، أمر إبراهيم عبد اللطيف رئيس الإدارة المركزية لجمارك المطار بتحرير محضر الضبط الجمركى للراكب وحفظ المضبوطات بوديعة الجمرك بعد اطلاع الجهات الأمنية المعنية عليها لاتخاذ الإجراءات القانونية.
موضوعات متعلقة..
بالصور..جمارك مطار القاهرة تحبط أكبر محاولة لتهريب أدوات تجسس داخل البلاد
