كتاب "المؤسسة العسكرية المصرية فى عصر الإمبراطورية": مصر امتلكت أقوى الجيوش فى العالم القديم.. ويؤكد: خطط الفراعنة الحربية تعلم منها قادة العالم فى العصر الحديث

الأحد، 15 نوفمبر 2015 11:06 م
كتاب "المؤسسة العسكرية المصرية فى عصر الإمبراطورية": مصر امتلكت أقوى الجيوش فى العالم القديم.. ويؤكد: خطط الفراعنة الحربية تعلم منها قادة العالم فى العصر الحديث غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كانت تجربة احتلال الهكسوس لأرض مصر وإذلال شعبها تجربة مؤلمة وقاسية جدًا على المصريين، فقد علمتهم درسًا لم ينسوه خلال تاريخهم التالى، بعد أن حرروا بلادهم من هؤلاء الغزاة".. هكذا يتحدث الدكتور أحمد قدرى فى كتابه المهم "المؤسسة العسكرية المصرية فى عصر الإمبراطورية 1570 – 1087 ق.م"، والكتاب كان رسالة دكتوراه للأثرى المهم أحمد قدرى، والتى حصل عليها من جامعة بودابست بالمجر وكانت باللغة الإنجليزية وقام بترجمتها كل من مختار السويفى ومحمد العزب موسى وراجعها محمد جمال الدين مختار، وصدرت هذه الترجمة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عن سلسلة "الجيش المصرى" التى كان يرأس تحريرها الكاتب الكبير جمال الغيطانى.

ويرى أحمد قدرى فى الكتاب أن رجال الأسرة الثامنة عشرة تعلموا الكثير من حرب الهكسوس واعتنقوا مبدأ جديدًا تبلور فى هدف رئيسى هو توجيه معظم موارد الدولة لإنشاء وتنظيم جيش قوى اعتبر بكافة المعايير أقوى الجيوش العسكرية التى ظهرت فى تاريخ العالم القديم كله.

ويتابع الكتاب، على أرض مصر ظهرت لأول مرة فى تاريخ العالم بأسره، فكرة الاستخدام الاستراتيجى للقوات المسلحة، على أساس تقسيم الجيوش المحاربة إلى ألوية وأجنحة مستقلة فى حد ذاتها ولكنها فى النهاية تعمل تحت قيادة مركزية موحدة، كما بدأت مصر فى استخدام الخيل والعربات الحربية.

وفى خصال الضباط الذين مثلوا طبقة اجتماعية نتجت عن هذا الاهتمام بالعسكرية المصرية أكد "قدرى" أن هؤلاء الضباط مسلحون بالعلم والثقافة الرفيعة طبقا للنظم التعليمية التقليدية التى كانت سائدة بمصر إلى جانب ما تزودوا به من علوم وفنون عسكرية تناسب طبيعة العصر الجديد، كما يفسر الكتاب الصراع الذى حدث بين فراعنة النصف الثانى من الأسرة الثامنة عشرة وكهنة طيبة فى كونه صراعا بين طبقة العسكريين الجدد وطبقة النبلاء القديمة، ويوضح الدكتور أحمد قدرى أنه يختلف تماما مع النظرية التى تقول بأن "إخناتون" كان يعارض أى اتصال بينه وبين الجهاز الإدارى الواسع النطاق الذى يكون الأساس الذى تقوم عليه إدارة الامبراطورية بكافة مناطقها وأقاليمها.

والكتاب كما يرى مترجموه يجعل النفس تفيض بعظمة الحضارة المصرية القديمة، باعتبارها أقدم وأعظم حضارة ومدنية فى تاريخ الإنسان على الأرض، فالكتاب يثبت أن المصريين هم واضعو أسس الفن والأدب والدين ومبادئ الأخلاق والسلوك الإنسانى والتنظيم الاجتماعى والسياسى للدولة.

كما يؤكد الكتاب أن المصريين القدماء هم الذين ابتدعوا المبادئ والأسس التى قام عليها علم الاستراتيجية وعلم التكتيك وفنون الحرب وتنظيم الجيوش الكبرى ووضع خطط المعارك الحربية التى ما زالت حتى الآن محل دراسات بأكاديميات الحرب الحديثة فى كل مكان بل والتى أعاد تطبيقها عتاة القادة العسكريين فى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، كما يذكر مترجم الكتاب.
والكتاب يثبت خطأ مقولة أن الشعب المصرى القديم كان عزوفا عن القتال كارها له، فالمعارك فى التاريخ المصرى تثبت وقوف الشعب المصرى فى وجه أعدائه وتصديه لهم وتطويره.

والدكتور أحمد قدرى أثرى معروف وله جهود كبيرة فى الإشراف على إنقاذ آثار النوبة وتجديد وترميم وصيانة الآثار المصرية والإسلامية والحفاظ عليها، ويحسب للدكتور أحمد قدرى أنه أنشأ مركزا لإحياء الفن الذى يتضمن معهد الحرف الأثرية سنة1982، وأنشأ مشروع المائة كتاب وهو سلسلة ثقافة أثرية وتاريخية كانت تحت عنوان "نحو وعى حضارى معاصر".

والكتاب ينقسم إلى ثلاثة أجزاء الجزء الأول "مصر خلال عصر الإمبراطورة"، يتناول فيه ظهور الطبقة العسكرية الجديدة وزوال طبقة الموظفين المدنيين فى طيبة، حيث يأتى الفصل الأول "الجيش الإمبراطورى للأسرة الثامنة عشرة ويشمل السياسة الامبراطورية فى النوبة ووظيفة نائب الملك فى كوش، وكذلك بعض المحافظات على تنظيم الجيش، ويحدد موقف الدولة من استخدام الجنود الأجانب فى الجيش الإمبراطورى ويدرس المؤثرات الثقافية والأحوال الاجتماعية للطبقة العسكرية الجديدة فى عصر الأسرة الثامنة عشر ودورها السياسى والإدارى والأيديولوجى قبيل أزمة العمارنة، والخلفية الثقافية للضباط وتأثيرهم فى فترة النصف الثانى من عصر الأسرة الثامنة عشرة.

بينما يرصد الجزء الثانى، المشاكل الأيديولوجية والدينية والسياسية بعد ثورة العمارنة عارضا النتائج العسكرية والسياسية لتلك الثورة، فيتوقف عند ارهاصات الأزمة الدينية والسياسية ودور الجيش أثناء هذه الثورة، والنتائج العسكرية التى ترتبت على هذه الثورة ويكشف الطبيعة العسكرية الحاكمة فى هذه الفترة، وانتقال البلاط الملكى إلى منف.

أما الجزء الثالث فيدور حول الإمبراطورية المصرية والظاهرة العسكرية والدينية فى عصر الرعامسة، ويضم الكتاب خرائط توضيحية والعديد من الصور منها معبد الجير البحرى بالبر الغربى، قلعة بوهن عند الجندل الثانى والتى شيدت فى الدولة الوسطى وصورة تمثال الملك اخناتون والملك امنحتب.


موضوعات متعلقة..


- إسرائيل وجع فى رأس العالم.. مطرب برازيلى شهير يعلن: بحب فلسطين وبكره إسرائيل.. وجامعة أمريكية تدفع 875 ألف دولار لأستاذ جامعى فصلته بعد انتقاده تل أبيب












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة