الجانب الأسود للشهرة.. الطب النفسى يحلل ما فعلته النجومية بأطفال السينما

الجمعة، 13 نوفمبر 2015 12:00 ص
الجانب الأسود للشهرة.. الطب النفسى يحلل ما فعلته النجومية بأطفال السينما بطل فيلم وحدى فى المنزل
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النجومية والشهرة مصطلحات طالما بحث عنها الناس فى أعمار مختلفة، ومنهم من ينالها ويستطيع أن يحقق حلمه بها إلى حقيقة فى عز شبابه أو فى عمر متقدم، ومنهم من يفاجأ بها فى عمر صغير، فيتحول إلى نجم مشهور تلمع الأضواء من حوله قبل حتى أن ينضج عقله ليدركها.

فبين عيش الطفولة الطبيعية بكل مراحلها البسيطة غير المعقدة وبين عيش حياة النجوم المليئة بالتكليف والاصطناع تتأرجح نفسية الطفل وتفقد رونقها وحيويتها، الصراع النفسى الذى تعرض له العديد من الأطفال الذين حصرتهم أضواء الشهرة بقيودها، وتحولت حياتهم إلى مأساة، وفقا لحديث الدكتورة " شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى موضحة": فى الشهرة سحر خاص يجعلها الحلم الأكبر لدى معظم الناس، لكنها مثلها مثل أى شىء فى الحياة له إيجابياته وسلبياته، التى من المفترض أن ندركها تماما حتى نتجنب أى آثار نفسية لها قد تضر بنا وبمن حولنا، وحتى نتمكن من استيعابها يجب أن نكن على قدر معين من العقل والنضج، لذلك عندما يتعرض الطفل إلى الشهرة المبكرة يحدث له صدمة نفسية كبرى لا تظهر معالمها فى البداية وتأتى بنتائجها السلبية على المدى البعيد.

مضيفة: فكم من مثال عالمى ومحلى لأطفال دمرتهم النجومية وأفسدت باقية حياتهم، وعلى سبيل المثال بطل سلسلة أفلام "وحدى فى المنزل" الذى تحول إلى نجم شباك هوليود لسنوات متتالية ومع مرور الوقت وابتعاد الأضواء عنه عاد مرة أخرى ولكن بخبر إدمانه بعد أن دمر تعاطيه للمخدرات حياته، فضلا عن بعض الأطفال الذين صعدوا سلم النجومية سريعا فى طفولتهم وسقطوا بنفس السرعة ولم نعرف عنهم شيئا حتى الآن ولم يستطيعوا الحفاظ على نجاحهم.

وإذا حللنا هذه الظاهرة من الناحية النفسية نجد أن الإنسان يمر بثلاث مراحل فى حياته "الطفولة، الشباب، الشيخوخة" وتعد الطفولة هى أهمهم لأنها المسئولة عن تأسيس الفرد وتكوينه نفسيا لذلك فيما بعد، لذلك فإن شخصية الفرد تتكون على حسب طبيعة هذه المرحلة وهل عاشها بشكل طبيعى أم افتقدها، هل تحمل ذكريات تدعمه على المستوى النفسى أم ذاكرته مليئة بالصور المشوهة التى تلقى بظلالها السلبى على حياته فيما بعد.

متابعة: لذلك تعد الشهرة من أكثر العوامل السلبية التى تفقد الطفل حياته وتدمر هذه المرحلة لأنه يقيد ببعض العادات والتقاليد الخاصة بالنجوم، فلا يظهر فى الأماكن العامة خوفا من توافد جمهوره، لا يلعب مع الأطفال حتى لا يفقد رونقه كنجم، فضلا عن إحساسه بالتمييز الذى قد يصل به إلى حد الغرور، ومعاملة والديه له كفرد عاقل وسابق سنه مما يفقده براءته يوما بعد يوم، خاصة مع الأجر الذى يتقاضاه نتيجة لقيامه بدور معين أو أدائه لأغنية معينة، الأمر الذى يجعله يقفز إلى مرحلة عمرية متقدمة تاركا معالم هذه المرحلة.

لذلك عادة ما تتحول هذه النجومية إلى صدمة ومفاجأة فى حياة الطفل تفقده صوابه الذى لم يكون قد اكتسبه بعد، وتجعله يريد أن يتخطى هذه المرحلة التى يجد فيها مع الوقت عقبة تمنعه عن تحقيق أحلامه، ومن هنا يبدأ فى ممارسة بعض العادات كالتدخين وتعاطى المخدرات أو حتى الخضوع للتجارب الجنسية المبكرة، أو على الأقل يهمل الأسباب الحقيقة التى تسببت فى هذه النجومية ومن هنا يتحول هذا النجاح إلى فشل كبير.

وأنهت حديثها مؤكدة على أن هناك نسبة قليلة يستطيع الآباء فيها تحقيق المعادلة الصعبة ويجعلوا أولادهم يستمتعوا بالشهرة وفوائدها دون أن يخلوا بخصوصية الطفولة، موضحة: تعد هذه هى النماذج الأنجح التى استطاع فيها أولياء الأمور أن يتعاملوا مع الطفل نفسيا ونجحوا فى تأهيله لوضعه الجديد، ليمروا به من هذا الاختبار الصعب وعلى سبيل المثال الفنانة "لبلبة" التى تألقت فى صغرها وازدادت تألقا مع الوقت وحافظت عليه على الرغم من تقدمها بالعمر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة