تركيا تواصل قمع الإعلام والحريات والاحتجاجات السلمية والتضييق على الإعلام.. "أنقرة" تضيق الخناق على الأحزاب الموالية للأكراد قبل الانتخابات.. و"أردوغان" يواصل سيطرته على السلطات القضائية والأمنية

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 11:02 م
تركيا تواصل قمع الإعلام والحريات والاحتجاجات السلمية والتضييق على الإعلام.. "أنقرة" تضيق الخناق على الأحزاب الموالية للأكراد قبل الانتخابات.. و"أردوغان" يواصل سيطرته على السلطات القضائية والأمنية مظاهرة بتركيا- صورة أرشيفية
كتبت إسراء أحمد فؤاد - ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها أول نوفمبر المقبل، كثفت السلطات التركية ممارسة الضغوط على الأحزاب الموالية للأكراد، ومنها حزب الشعوب الديمقراطى العدو اللدود لأردوغان بعد أن أنهى الحزب الهيمنة التامة لحزب العدالة والتنمية على البرلمان منذ 13 عاما فى الانتخابات التشريعية الأولى وأبعد إردوغان عن تحقيق هدف تحويل النظام إلى رئاسة تنفيذية، ودخل لأول مرة البرلمان وحقق نجاحا من خلال حصوله على 80 مقعدا فى و13% من الأصوات.

حملة حزب الشعوب الديمقراطى تنطلق بعيدا عن الأضواء


واضطر الحزب الشعوب الديمقراطى الموالى للأكراد إلى إطلاق حملة بعيدا من الأضواء قبل أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة الأحد، وخصوصا أنه وجد نفسه فى وضع محرج بسبب تجدد النزاع الكردى، واكتفى صلاح الدين دميرتاش زعيم الحزب ببرنامج سياسى بسيط، فقد شرب الشاى مع عمال فجرا فى موقع ورشة وتناول الطعام مع طلاب ظهرا ثم ألقى خطابا أمام مئات من أنصاره فى قاعة مؤتمرات فى إسطنبول.

وألغى الحزب كل تجمعاته واستبدلها بـ"لقاءات" فى أماكن مغلقة يتم تفتيشها مسبقا بواسطة كلاب بوليسية، وذلك بعد الاعتداء الذى اسفر فى العاشر من أكتوبر فى انقرة عن مقتل 100 وشخصين من أنصار اليسار والقضية الكردية خلال "مسيرة من اجل السلام"، على حملة حزب الشعوب الديموقراطى، و الاعتداء الذى استهدف احد تجمعاته فى دياربكر فى الخامس من يونيو.

ورغم الاجواء الصعبة، لا يزال حزب الشعوب الديموقراطى يامل بتثبيت الاختراق الذى حققه فى يونيو وحتى تحسين نتائجه. وتفيد استطلاعات الرأى أن لديه 12 الى 14% من نوايا الاصوات، وقد وسع الحزب قاعدته ليذهب إلى أبعد من الدفاع عن الحكم الذاتى الكردى بحيث تحول الى حزب يسارى حديث يدافع عن "كل الاقليات" ويطرح نفسه "البديل الوحيد الحقيقى" من حزب العدالة والتنمية.

دميرتاش:تركيا على حافة حرب أهلية


وقال دميرتاش "إن أردوغان يرى فى السياسة سلطة شخصية، يرى نفسه زعيما دينيا لخلافة". وفى المقابل يتهم أردوغان ورئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو حزب الشعوب الديموقراطى بـ"التواطؤ" مع "اولئك الذين هم فى الجبال" حيث المقر العام لحزب العمال الكردستانى، وأضاف دميرتاش "خونة الأمة أتلاحظون السلطات لا تتحدث عنا أبدا بوصفنا من الخصوم السياسيين". وقال "لقد دفعوا بتركيا إلى حافة حرب أهلية لدرجة أن الناس باتوا يكرهون بعضهم البعض". "لكننا سنجتاز مرحلة جديدة ونقترب من هدفنا".

الشرطة تكثف عملياتها قبيل الانتخابات


من جانبها كثفت الشرطة التركية عملياتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية مع اقتراب الانتخابات التشريعية المبكرة التى ستجرى الاحد وسط توتر شديد بعد حادث أنقرة، وأوقفت الشرطة التركية 30 شخصا يشتبه فى انتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية خلال عملية مداهمة كبرى نفذتها صباح الثلاثاء فى مدينة قونيا (وسط تركيا) التى تعتبر معقلا للاسلاميين كما افادت وكالة دوغان للانباء.

وهذه العملية جرت غداة اشتباك دموى وقع فى دياربكر (جنوب شرق) وقتل فيه شرطيان وسبعة عناصر يشتبه فى انتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية.
وأفادت وكالة "دوجان" ان المداهمة التى نفذتها شرطة مكافحة الارهاب استهدفت سلسلة مساكن تقع فى عدة مناطق فى قونيا.

وقد وعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الاثنين بمواصلة الحملة "ضد كل التنظيمات الإرهابية" التى تهدد تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية إلى المتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستانى وصولا الى تنظيمات اليسار المتشدد.

الجيش التركى يضرب المقاتلين الاكراد فى سوريا


فيما أعلن رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو مساء الاثنين الماضى لمحطة التلفزيون التركية "ايه هابر" ان الجيش التركى "ضرب مرتين" فى الاونة الاخيرة مواقع لمقاتلين اكراد فى سوريا. وقال داود اوغلو "لقد حذرنا مقاتلى حزب الاتحاد الديموقراطى من العبور الى غرب نهر الفرات وضربنا مرتين" فيما الحكومة التركية قلقة من تقدم القوات الكردية السورية المقربة من حزب العمال الكردستانى فى شمال سوريا.

تحول تركيا إلى دول المضطربة فى المنطقة


وتتزايد الشواهد على تحول تركيا إلى دولة مضطربة فى المنطقة مع ظهور الانقسامات ويرفض المسئولون الأتراك هذه التشبيهات ويقولون إن تركيا دولة مستقرة وإنها ليست وحدها التى تشعر بالنيران المتأججة فى سوريا بل إن الاتحاد الاوروبى يعانى أيضا.

وحتى عام 2013 كانت تركيا من أعمدة الاستقرار تربطها صلات قوية بالغرب ولها نفوذ فى الشرق الأوسط الذى يمر بفترة تحولات مؤلمة وذلك بعد نحو عشر سنوات من الحكم الاسلامى المعتدل فى ظل حكم رجب طيب أردوغان.

كل ذلك بدأ يتغير فى يونيو عام 2013 عندما بدأت فى مدن الغرب والمدن الساحلية فى تركيا حيث يكثر العلمانيون احتجاجات على حكم أردوغان الاستبدادى المتزايد وتجاهله للجميع باستثناء الموالين له.

وأخمد أردوغان الاحتجاجات وشن حملة تضييق على وسائل الإعلام.وبعد أن فتح حلفاؤه السابقون من الاسلاميين فى الشرطة والقضاء تحقيقات فى اتهامات بالفساد بين وزرائه وبعض أفراد أسرته وبدأوا يسربون ما توصلوا إليه من نتائج ندد إردوغان بذلك وقال إنها مؤامرة مدبرة من الخارج للإطاحة به وبدأ يسيطر على السلطات القضائية والأمنية.

وقبل الانتخابات التشريعية الماضية وقعت عشرات الهجمات على مكاتب حزبية ولقاءات جماهيرية لحزب الشعوب الديمقراطى الذى لم يوحد خلفه الأقلية الكردية فى البلاد فحسب بل كسب تأييدا بين العلمانيين والليبراليين واليساريين الأتراك.

وازداد الوضع تدهورا فى يوليو عندما قتل تفجير انتحارى نفذه تنظيم الدولة الاسلامية 34 من الأكراد والنشطاء اليساريين فى سروج بالقرب من مدينة كوبانى الكردية فى سوريا على الجانب الآخر من الحدود ليشتعل الوضع فى جنوب شرق تركيا من جديد بعد وقف لإطلاق النار مع حزب العمال الكردستانى استمر عامين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة