قرر المستشار مهدى خطاب، مدير النيابة الإدارية بطنطا القسم الثالث، إحالة 5 مسئولين بمسشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى، وحميات زفتى، للمحاكمة العاجلة، لاتهامهم فى واقعة إهمال طبى، وارتكاب جريمة التقاعس عن أداء عملهم، ومخالفة الإجراءات المتبعة لمواجهة أنفلونزا الطيور ما تسبب فى وفاة مريضة.
المتهمون
وضم أمر الإحالة فى القضية رقم 177 لـسنة 2015، كلا من مدير مستشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى، ورئيس قسم العناية المركزة بالمستشفى، ووكيل مستشفى حميات زفتى، وطبيب بشرى أخصائى الحميات بمستشفى حميات زفتى، ورئيس قسم الصيانة بمستشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى.
مستشفى الصدر
ذكرت التحقيقات التى باشرها أحمد عزت، وكيل النيابة الإدارية بطنطا القسم الثالث، أن الهيئة تلقت بلاغا من مديرية الشئون الصحية بمحافظة الغربية، يفيد ورود تقرير من إدارة الطب العلاجى بالمديرية حول ملابسات وفاة المواطنة نهلة أحمد جمال الدين، بمستشفى الصدر بالمحلة الكبرى، يوم 2/1/2015 باشتباه الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور .
وكشف التقرير أن المريضة المذكورة تلقت علاجا أوليا بمستشفى حميات زفتى يوم 1/1/2015، قبل تحويلها إلى مستشفى الصدر بالمحلة الكبرى، ودون أن يتبع فى شأن حالتها بعض الإجراءات المقررة فى الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور.
حميات زفتى
وأن المواطنة نهلة أحمد جمال الدين، دخلت مستشفى حميات زفتى وهى تعانى من صعوبة بالغة فى التنفس، وسعال، وارتفاع فى درجة الحرارة، وتم استقبالها من قبل أحد الأطباء النواب الذى استدعى مسئول الترصد بالمستشفى باعتباره أخصائى حميات.
وأشارت التحقيقات إلى أن الطبيب قدم للمريضة بعض الدواء مثل عقار "التامى فلو" المقرر لحالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور، وذكرت المريضة لدى مناقشتها من قبل أطباء المستشفى بأنها مخالطة للطيور بما يشير لاحتمال إصابتها بذلك المرض، ثم أُجريت أشعة على صدرها، ونظرا لخلو المستشفى من جهاز تنفس صناعى تقرر نقلها لمستشفى الصدر بالمحلة الكبرى.
المخالفات
إلا أن عملية نقلها تمت دون التنسيق مع مستشفى الصدر، ودون نقلها بسيارة إسعاف مجهزة ومرافقة طبيب للحالة، حيث تولى أقارب المريضة نقلها بمعرفتهم الشخصية إلى المستشفى بالمحلة الكبرى الذى استقبل الحالة فى حدود الساعة 9.30 مساء اليوم، وتعامل المستشفى معها عن طريق إعطاء العلاجات المناسبة.
وتبين من الحقيقات أنه تم إدخالها العناية المركزة بعد تدهور حالتها، ونظرا لتعطل جهاز التنفس الصناعى بمستشفى الصدر منذ فترة طويلة، تم إجراء عملية تنفس يدوى للمريضة لم يؤت أثره إلى أن توفاها الله فى حدود الساعة الثالثة من عصر اليوم التالى.
وتضمنت مذكرة هيئة النيابة الإدارية الخاصة بإحالة الخمسة متهمين للمحاكمة العاجلة، أنهم فى غضون الفترة من 28/12/2013 حتى 5/1/2015 بوصفهم السابق وبجهة عملهم المذكورة بدائرة مديرية الشئون الصحية بمحافظة الغربية، ارتكبوا جريمة التقاعس والإهمال فى تأدية واجبات ومهام عملهم ما تسبب فى وفاة المريضة.
الاتهامات
وأسندت النيابة للمتهم الأول مدير مستشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى، تهمة تراخى فى اتخاذ الإجراءات الواجبة حيال إصلاح أجهزة التنفس الصناعى المعطلة الخاصة بقسم العناية المركزة بالمستشفى، على الرغم من علمه بتلك الأعطال، الأمر الذى أدى لاستمرار تعطل تلك الأجهزة فترة طويلة من الزمن دون إصلاح، ما حرم المستشفى من الاستفادة بإمكانيات تلك الأجهزة فى علاج المرضى المترددين على قسم العناية بالمستشفى.
وقالت إن المتهم الثانى رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى، باشر فى غضون الفترة من 28 ديسمبر 2014 حتى 5 يناير 2015 إجراءات إصلاح جهاز التنفس الصناعى بقسم العناية بالمستشفى محل عمله، دون إخطار مسئول الصيانة بالمستشفى أو السلطة المختصة بها، ودون اتباع الإجراءات المقررة لكافة عمليات إصلاح وصيانة الأجهزة الطبية بالمستشفى.
ويواجه المتهمان الثالث وكيل مستشفى حميات زفتى، والرابع أخصائى الحميات بمستشفى حميات زفتى، اتهامات بأنهما تقاعسا يوم 1 يناير 2015 عن أخذ مسحة من حلق المريضة نهلة أحمد جمال الدين، بمستشفى حميات زفتى، فور الاشتباه فى إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور عقب دخولها المستشفى، وحال كونهما الطبيبين المعالجين لها بالمخالفة لتعليمات وزارة الصحة.
كما قررا فى ذات التاريخ نقل المريضة من مستشفى حميات زفتى إلى مستشفى الصدر بالمحلة الكبرى، دون اتخاذ الإجراءات الواجبة حيال ذلك النقل من تنسيق مع المستشفى المنقولة إليها، ودون إتمام النقل بواسطة سيارة إسعاف تابعة للمستشفى، وبصحبة أحد أطبائها وفقاً للتعليمات المتبعة فى هذا الصدد، ما ترتب عليه نقلها بمعرفه ذويها ووصولها إلى مستشفى الصدر التى تبين تعطل جهاز التنفس الصناعى بها، وظلت بها حتى فارقت الحياة.
بالإضافة إلى تقاعس المتهم الثالث وكيل مستشفى حميات زفتى، عن إبلاغ مديرية الصحة بمحافظة الغربية بتوافر حالة من حالات الاشتباه بالإصابة بأنفلونزا الطيور، بوصفه مسئولاً للترصد بمستشفى حميات زفتى، بالمخالفة للتعليمات المتبعة فى التعامل مع هذا المرض شديد الخطورة.
ويواجه المتهم الخامس رئيس قسم الصيانة بمستشفى الأمراض الصدرية بالمحلة الكبرى، أنه فى غضون الفترة من 28/12/2013 حتى شهر يوليو 2014 تراخى فى اتخاذ الإجراءات الواجبة حيال إصلاح أعطال جهاز التنفس الصناعى بقسم العناية المركزة بالمستشفى، ما تسبب فى قصور شديد حال التعامل مع الحالات الحرجة والخطيرة التى تستلزم وضعها على جهاز التنفس الصناعى.
الإهمال الطبى
يشار إلى أن هيئة النيابة الإدارية برئاسة المستشار سامح كمال، أصدرت توصية للقائمين على القطاع الطبى فى مصر، والأطباء، وأعضاء هيئة التمريض، تطالب فيها بمكافحة كل أوجه القصور ووقائع الإهمال الطبى بالمستشفيات الحكومية، والتصدى لها بإجراءات سريعة وصارمة.
واتخذت الهيئة خلال الفترة الماضية عشرات القرارات بإحالة مسئولين بوزارة الصحة، والمستشفيات الحكومية على مستوى الجمهورية، للمحاكمات العاجلة، بعدما كشفت تحقيقاتها عن تورطهم فى ارتكاب مخالفات مالية وإدارية، ووقائع إهمال طبى وتقاعس عن أداء مهام عملهم.
وأرسل المستشار سامح كمال، رئيس هيئة النيابة الإدارية، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نهاية شهر أغسطس الماضى، نسخة من تقرير إدارة مكافحة الفساد السنوى الخاص برصد وقائع الإهمال الطبى والمخالفات التى شهدها قطاع الصحة عام 2014.
ورصدت إدارة مكافحة الفساد فى تقريرها 594 قضية وقعت فى غضون عام 2014 داخل القطاع الطبى الحكومى دون الخاص، كشفت عن تكرار 10 نماذج للقصور والفساد داخل المستشفيات الحكومية، وسلمت الرئاسة المقترحات التشريعية والعملية لمواجهتها والقضاء على الإهمال الطبى.
موضوعات متعلقة..
إحالة مسئولين بصحة الغربية للمحاكمة لتقاعسهم عن علاج مريضة بأنفلونزا الطيور
