مبادرة internet.org
بدأت فيس بوك هذه المبادرة بتوصيل الإنترنت اللاسلكى المجانى لعدد من المدارس فى الولايات المتحدة، لدعم الطلاب بالإنترنت الذى يحتاجونه للدراسة وتطوير التعليم، ثم اتجهت إلى الهند باعتبارها من أكبر دول العالم التى تتمتع بعدد ضخم من السكان فى محاولة لتوصيل الإنترنت للمحتاجين، وفتح نافذة على العالم الخارجى الذى لا يمكنهم رؤيته، وواجهت الخدمة عددا من الصعوبات إلا أن فيس بوك استكملت هدفها مما شجع عدد من الشركات التكنولوجية الأخرى على الاهتمام بتنمية الهند ومن أهمهم جوجل التى وفرت الواى فاى المجانى فى عدد كبير من القطارات، ومايكروسوفت التى أعلنت هى الأخرى عن خططها للنهوض بالمجتمعات الهندية.
لم تستسلم فيس بوك واستكملت مبادرتها وأعلنت عن دعم بوليفيا بالإنترنت المجانى هى الأخرى، وأكد "زوكربيرج" على صفحته الشخصية أن أقل من نصف مليون مواطن فى بوليفيا يستخدمون شبكة الإنترنت، لذلك تقدم شركته خدمات مجانية للصحة والتعليم والاتصالات والمعلومات المحلية لتساعدهم على معرفة الإنترنت.
ثم ضمت فيس بوك مؤخرا أفريقيا إلى القائمة، حين كشفت عن خططها وجهودها فى عقد عدد ممن الاتفاقات مع المسئولين فى قارة إفريقيا لتوصيل الإنترنت إلى نحو 14 دولة مختلفة من أهمهم جنوب إفريقيا وملاوى وموزنبيق وتانزانيا وأنجولا والجابون وغيرها من الدول المحيطة عن طريق مجموعة من الأقمار الصناعية، وهو الأمر الذى نال إعجاب وترحيب كبير.
الاتهامات الموجهة للخدمة
بدأت الحرب على فيس بوك منذ إعلانها عند تقديم الإنترنت المجانى للهند لدرجة وصلت لاتهام فيس بوك بالكذب والتضليل وإعلان وكالات الأنباء الهندية وقتها نية عدد من الشركات الانسحاب من هذه المبادرة، بعد أن أوضحت فيس بوك عددا من بنود الخدمة التى اعتبرها البعض غير حيادية فى تقديم خدمة الإنترنت، لكن نفت فيس بوك التهمة وصرح "زوكربيرج" أن خدمته تساعد الجميع وتقدم عددا من الخدمات فى مجالات الصحة والتعليم وفرص العمل، فهى مبادرة غير ربحية لتقديم خدمات الإنترنت مجانا للناس فى جميع أنحاء العالم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وجه مخترع الإنترنت "تيم بيرنرز لى" عالم الكمبيوتر الإنجليزى الشهير، الضربة القاضية لفيس بوك خلال حواره لصحيفة "الجارديان" البريطانية، حين وصفها بأنها خطوة للاحتكار والسيطرة على عقول الفقراء حول العالم، كما أنها تمثل انتهاكا لمبادئ الحياد الصافية.
