وأشارت الدراسة الصادرة عن مركز كارنيجى الأمريكى للسلام الدولى إلى أن العالم شهد احتجاجات كبرى بوتيرة متزايدة خلال السنوات الماضية، ونظرًا للتشابه السطحى لتلك الأحداث مع بعضها البعض، لاسيما صور الجماهير الحاشدة فى الشوارع، أصبح هناك إغراء للوصول إلى استنتاجات عامة بشأن ما يحدث. لكن الحقيقية أن أحد السمات المحددة لتلك الموجة الحالية من الاحتجاجات هى عدم التجانس بينها.
وقال مؤلف الدراسة توماس كاروثرز إن سمات موجة الاحتجاجات الحالية عديدة منها أسباب تتعلق بمخاوف اقتصادية أو قرارات سياسية وليس قضايا تحولية مثل العولمة التى أثارت من قبل احتجاجات سابقة، وهناك سمة أخرة تتعلق بتكنولوحيا المعلومات والاتصال الجديدة والتغير الاقتصادى ونمو المجتمع المدنى ما أدى إلى خلق بيئة عالمية مثمرة بالاحتجاجات.
وأكدت الدراسة أن التظاهر ليس شكلاً جديدًا من أشكال السياسة، وأن الأشكال والأساليب والأهداف الخاصة بموجة الاحتجاجات الحالية لا تمثل شكلاً جديدًا من أشكال السياسة، مثلما يقول بعض المحللين، وأن فكرة التمرد بدون أهداف لا تنطبق على كل الاحتجاجات الأخيرة، لأن كثير من المظاهرات لديه مظالم وأهداف محددة.
ومن النتائج التى توصلت إليها الدراسة أن حركة التظاهر لم تسفر عن نتائج كبرى فيما يتعلق بالديمقراطية، وأن كثير من الحكومات غير الديمقراطية التى واجهتها احتجاجات كانت قادرة على التغلب عليها دون أن تقدم تنازلات سياسية كبرى فيما عدا بعض الاستثناءات الجديرة بالملاحظة مثل مصر وتونس عام 2011.
وذكرت دراسة كارنيجى أن موجة الاحتجاجات لا تعد مجموعة من حركات المواطنين الجديدة التى تفتقر للمطالب الواضحة وتنفصل عن الجماعات السياسية الموجودة أو المنظمات غير الحكومية الرسمية، بل إن بعض هذه الحركات ظهر فى مناطق عديدة. لكن الكثير من الاحتجاجات معترف بها بدرجة كبيرة ولها مطالب براجماتية وروابط قوية ببعض الأحزاب السياسية.
موضوعات متعلقة..
آلاف الأشخاص يتظاهرون فى ليما للتنديد بوصفات صندوق النقد والبنك الدوليين