أحمد الجار الله: السيسى يكتب تاريخًا جديدًا لمصر بزيارته للكاتدرائية

الخميس، 08 يناير 2015 03:36 م
أحمد الجار الله: السيسى يكتب تاريخًا جديدًا لمصر بزيارته للكاتدرائية أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشاد الكاتب الكبير أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، فى مقال له اليوم الخميس، تحت عنوان "السيسى.. زعيم السنن الوطنية" بزيارة الرئيس السيسى إلى الكاتدرائية لمشاركة الأقباط فى احتفالهم بعيد ميلاد السيد المسيح، معتبرًا أن الرئيس المصرى بذلك العمل ساوى بين كل أبناء وطنه.
وإليكم نص المقال:

نعم.. إنه تاريخ جديد لمصر كتب سطره الأول الرئيس المشير عبدالفتاح السيسى فى زيارته الكاتدرائية المرقسية فى القاهرة للمشاركة بقداس ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) وقوله "إننا اليوم نكتب تاريخًا جديدًا أمام العالم"، فهذا الزعيم التاريخى أعاد إلى بلاد النيل وجهًا حضاريًا طمسته لعقود عدة غلواء التهميش التى شعرت بها أكبر طائفة مسيحية فى الشرق الأوسط.

السيسى بحضوره القداس ساوى بين كل أبناء وطنه، ليس فقط فى الحقوق والواجبات، إنما أيضًا بالكرامة والانتماء، وفى هذا نفض غبار النسيان عما فعله الصحابى عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين على مصر برده رئيس الكنيسة، آنذاك البابا بنيامين إلى كرسيه البطريركى بعدما طرده الروم منه، بل إنه زاد فى منح الاطمئنان للأقباط بزيارته الكنيسة، مرسخا فى موقفه هذا أوضح معانى التسامح التى قام عليها الإسلام.

ما فعله عمرو بن العاص كرس تعاونا وطنيا طوال قرون، أنتج العديد من الشواهد الحضارية على العيش المشترك بين الديانات السماوية الثلاث، وهو ما أفشل كل محاولات شق الصف الوطنى، وأحبط الغزوات الأجنبية التى تعرضت لها هبة النيل حتى أوائل القرن العشرين حين استطاعت شرذمة "الإخوان" يومذاك نشر مرض التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وفرض رؤية سوداء على الحياة السياسية أدت لاحقًا إلى نشوء تمييز لم تألفه مصر من قبل.

ولأن مواقف الرجال هى التى تكتب تاريخ الأمم، فقد أصاب الرئيس السيسى فى موقفه فهو أول رئيس مصرى يشارك فى قداس عيد الميلاد، ويزور الكنيسة فى مناسبة عظيمة كهذه، وإذا كانت ميزة جمال عبدالناصر أنه أول مواطن مصرى يحكم بلاده، فإن السيسى أول رئيس يرسخ المعنى الحقيقى للمواطنة فى بلاده.

هذا التاريخ الجديد لن يبقى مقتصرًا على تلك الناحية من العالم العربى، فمن حيث ولدت آفة الإرهاب والتطرف المسماة جماعة الإخوان المسلمين جاء الرد بهذه الخطوة، لتنحى جانبًا صفحات سوداء من تهميش الأقباط بسبب ممارسات من نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس، زاعمين أنهم وحدهم أحباب الله، متناسين أن أصل مصر قبطى، ليس فى التسمية فقط إنما فى التاريخ أيضًا، ولا فضل لأحد على غيره إلا بالعمل لمصلحة الوطن وسلامته واستقراره وأمنه.

جماعة الإفك والعدوان تلك هى من أطلق وحش القتل والاغتيال وحرق أماكن العبادة، ساعية بذلك إلى إشعال نيران حرب طائفية، لكن كما امتزج دم المصريين بمختلف أطيافهم فى التصدى للعدوان الخارجى منذ الحملات الفرنسية وماقبلها، وما بعدها جددوا العهد بأوضح صور التعبير عن الانتماء للوطن الواحد فى ثورة 25 يناير حين كان الأقباط يحرسون المسلمين أثناء صلاتهم فى ميدان التحرير.

اليوم تدخل مصر مرحلة جديدة مع زعيم سيكون له فى التاريخ مكانة كبيرة، فهو ترجم رد التحية الوطنية بأفضل منها للبابا تواضروس الثانى الذى كان عض على الجرح حين أقدم رعاع "الإخوان" على حرق الكنائس، فقال: "لن ننجر إلى الفتنة حتى لو أحرقوا كل كنائسنا فحينها سنذهب إلى المساجد لنصلى".

مبادرة السيسى هذه ترجمة لروح الزعامة الوطنية، وهى ضربة المعول الأولى لهدم مشروع القتل والتدمير والإرهاب المتستر بعباءة التدين، والعقاب الحقيقى لكل عصى سحرة النفاق والتدجيل والتعصب، أولئك الذين أفرغوا مخزون تخلفهم وتعصبهم فى ليل الجهل تعبيرا عن حقدهم فى محاولة منهم لتضليل الناس من جديد.

زعيم مصر عبدالفتاح السيسى يفاجئنا دائما بما سيسجله له التاريخ من مواقف وأفعال، فهو يسن للرؤساء القادمين سننا حميدة لن يستطيعوا الحيدة عنها، ولذا فهو الكبير الذى قصده البابا تواضروس الثانى بقوله "اللى ما عندوش كبير يشترى كبير".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة