الدكتور أحمد الخطيب يكتب: الجامعات العربية بين الحداثة وعبق التاريخ

الثلاثاء، 13 يناير 2015 10:15 ص
الدكتور أحمد الخطيب يكتب: الجامعات العربية بين الحداثة وعبق التاريخ جامعة القاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ما لا تخطئه عين لمتأمل، ما وصلت إليه جامعاتنا العربية من ضعف وهوان، فجامعات العالم الغربى التى تلتها النشأة (مثل إكسفورد، وهارفارد، وكمبريدج) أصبحت الآن فى مراكز الصدارة والهيمنة وقيادة العالم، وتعتبر حاليا و بلا أى مُبالغة القاطرة التى تقود الحركة التعليمية والجامعية والبحثية فى العالم، ويتم تصنيفها سنويًا ضمن المراكز العشرة الأولى من أفضل 100 جامعة عالمية بشكل مُستمر.

يكفى لهذه الجامعات فخرًا أنها المنتج الرئيس للحائزين على جائزة نوبل والجوائز الدولية المميزة فى كافة العلوم والآداب والفنون حتى الان.

فبالرغم من أن لدينا العديد من أقدم جامعات العالم مثل جامعة القرويين بالمغرب التى تخرج منها الكثير من العُلماء الغربيين، منهم (سلفستر الثانى ) الذى شغل منصب البابوية من العام 999 م إلى العام 1003م و(موسى بن ميمون ) الطبيب والفيلسوف اليهودى الشهير فى عصره، والعالم العربى العظيم (ابن خلدون) مؤسس علم الاجتماع، والكثير جداً من النابغين فى علوم الدين واللغة العربية والطب والفلك .

وكذلك جامعة الأزهر الشريف التى تعتبر ثان أقدم جامعة عالمية – بعد جامعة القرويين- التى أنشئت عام 970-972 م بمدينة القاهرة بمصر وهناك العديد أيضا من الجامعات العربية مثل جامعة المستنصرية وجامعة الزيتونة و غيرها كانت شاهدة على تقدم و رقى الثقافة والمعرفة ، لكن أين هى هذه الجامعات الآن؟!!!!، لقد أبت قائمة التصنيف (شنغهاى، أغسطس 2014) فى مئويتها الأولى أن تتضمن واحدة منها وسمحت على استحياء بتبوء خمسة منها مواقع متأخرة فى مئويتها الخامسة، أربعة منها سعودية و واحدة مصرية .

لا أريد أن أستطرد فى عقد المقارنات فالهدف المقصود أخذ العبرة (كيف كُنّا، و ماذا أصبحنا) و تحفيز الهِمم و تعبئة الطاقات الوطنية للعمل على استرداد المكانة الثقافية و المعرفية لجامعاتنا و تمكينها لتحتل المراكز البارزة لقوائم التصنيف، فهل آنّ الأوان يا صناع القرار و يا مخططو التعليم أن تمكنوا جامعاتنا من المشاركة بفاعلية فى ترقية المعرفة الإنسانية و استحداث نمطا عربيا أصيلاً ليس منسوخا من الغرب، يضيف إلى جملة المعارف العالمية فى وقت تسود فيه تيارات مختلفة فرضها النظام العالمى الجديد؟!!!، أم هل سنبقى نفتخر بهذا التاريخ و نتباكى عليه دون أن نتمسك به و نضيف إليه؟!!!، لنردد ما قالته أم الربيع لزوجها المعتمد بن عباد (آخر ملوك الطوائف/الأندلس) "أبكى كالنساء على ملُك لم تصنه كالرجال".












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة

اسمع كلامك أصدقك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة