د. مصطفى الفقى يكتب: صفحة من النضال الوطنى تم طيها برحيل أبو العز الحريرى.. الراحل كان يؤمن بالبعد العروبى لمصر.. الرجل قاوم جبروت السلطة فى عهود السادات ومبارك ومرسى

الأحد، 07 سبتمبر 2014 08:36 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: صفحة من النضال الوطنى تم طيها برحيل أبو العز الحريرى.. الراحل كان يؤمن بالبعد العروبى لمصر.. الرجل قاوم جبروت السلطة فى عهود السادات ومبارك ومرسى د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعرت أن صفحة من النضال الوطنى قد طويت، فقد عايشت الرجل تحت قبة البرلمان ورأيت فيه مناضلاً جسورًا لا يخشى أحدًا، يدافع عن القضايا العربية ويؤمن بالبعد العروبى لمصر وينحاز تلقائيًا للفقراء ويتبنى قضية «العدالة الاجتماعية» باعتبارها قضية محورية تتحكم إلى حد كبير فى الاستقرار الوطنى والسلام الاجتماعى، وقد قاوم الرجل سياسات «كامب ديفيد» منطلقًا من رؤية اليسار المصرى ووقف فى صلابة وشموخ أمام جبروت السلطة فى عهود «السادات» و«مبارك» و«مرسى» وقاوم الظلم والطغيان فى شجاعة منقطعة النظير، وأتذكر أنه قدجاءنى ذات يوم فى قاعة «مجلس الشعب» – أثناء مناقشة بيان الحكومة – وقال لى إننى أريد أن انتقد رئيس الحكومة الذى كان وزيرًا لقطاع الأعمال وسألنى الرأى عن سقف الحديث فأجبته قل ما تشاء عن رئيس الوزراء مادمت لا تتطرق إلى شخص رئيس الدولة.

وفعلاً وقف على المنصة وألقى بياناً حادًا كشف فيه ضعف الحكومة وسوء أدائها، وقد كان يملك صوتًا جهورياً متميزاً وشخصية جريئة تدعو إلى الانبهار، إنه ذلك المناضل العربى القومى الذى آمن بالحرية والعدالة وكرامة الإنسان وعرف السجون والمعتقلات على امتداد حياته السياسية، إنه ذلك المناضل الذى كان مرشحًا لمنصب رئيس الجمهورية عام 2012، وتعرض لمحنة صحية أطاحت بمدخراته القليلة قبل أن تقوم «القوات المسلحة» باستكمال علاجه على نفقتها فى المستشفى العسكرى بالإسكندرية، لذلك فإن أسرته خصوصاً شريكة حياته تستحق رعاية الدولة تكريمًا لرجلٍ خرج من صفوف القوى العاملة ليكون قدوة فى الحياة السياسية خلال العقود الأربعة الأخيرة.. رحم الله «أبوالعز الحريرى» الذى واجه طغيان الحكام وعدوان الإخوان وظل قابضًا على مبادئه لا يفرط ولايتنازل ولا يساوم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة