سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19 أغسطس 1967.. المشير عامر يقرر الذهاب للجبهة لإعادته لقيادة الجيش.. وعبد الناصر يواجهه: تريدون أن تجعلونى "توفيق" آخر

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014 09:13 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19 أغسطس 1967.. المشير عامر يقرر الذهاب للجبهة لإعادته لقيادة الجيش.. وعبد الناصر يواجهه: تريدون أن تجعلونى "توفيق" آخر عبد الحكيم عامر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال جمال عبد الناصر للمشير عبد الحكيم عامر: "أريدك أن تفكر مرة أخرى على مهل، فالبلد ليس ملكا لجمال عبد الناصر ولا لعبد الحكيم عامر، ويكفى ما جرى، وليس هناك داع لأن نجعل أنفسنا "فرجة" أمام الناس".

كانت الكلمات السابقة ختاما لمقابلة بين "الصديقين" فى منزل "عامر" فى الأسبوع الثانى من شهر أغسطس عام 1967، ويأتى بها الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه "سنوات الانفجار"، وجاءت المقابلة بعد لقاء جمع "عبد الناصر" بالفريق "عبد المنعم رياض" رئيس أركان حرب القوات المسلحة، قال "رياض" فيها، إن بيت "المشير" فى الجيزة أصبح مشكلة صعبة، لأن فيه ضباط محالين للاستيداع ومطلوبين للتحقيق يحيطون بـ"المشير"، وهم يقومون بعملية شوشرة كبيرة تؤثر على الضبط والربط فى القوات المسلحة.

على أثر شكوى "رياض" قرر "عبد الناصر" زيارة "عامر" فى بيته للحديث إليه، وبالرغم من معارضة البعض للفكرة لوجود عناصر فى البيت لا يضمن أحد تصرفاتهم، إلا أن عبد الناصر نفذها، ودار بينه وبين "عامر" حوار، لكن مجريات الأحداث كانت تجاوزته حسب تعبير "هيكل"، وكان "عامر" فى وضع لم يعد يسمح له بأى نصيحة.

فى مذكرات الدكتور "ثروت عكاشة" وزير الثقافة فى زمن عبد الناصر، والمقرب من "عامر"، يتحدث عن هذه المقابلة بالتفصيل قائلا، إن "ناصر" قال لـ"عامر": "حذرتك من المصير الذى سوف تنتهى إليه البلد إذا بقينا على تلك الحال، ثم ما هذا الذى فعلته أنت و"شمس بدران" من إثارة الضباط ليتجمهروا ويتجمعوا، وهل مثل هذا الذى تفعلان لخير البلد أم لشقها، لقد عجبت من عريضة ممهورة بإمضائهم يطلبون بها عودتك و"شمس"، وكأنكم تريدون منى توفيقا آخر (يعنى الخديو توفيق وموقفه من الضباط بقيادة عرابى).

تصاعدت المسألة إلى حد أنه فى مثل هذا اليوم "19 أغسطس 1967" تلقى "عبد الناصر" تقريرا من المخابرات العسكرية أثار قلقه، ويقول التقرير، إن بعض المحيطين بـ"عامر" رسموا خطة لذهابه إلى الجبهة، وهناك يتخذ طريقه إلى مقر المنطقة الشرقية، ويعلن عودته إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، ويتفاوض مع عبد الناصر من موقع قوة تحفظ له حقه، وقال التقرير إن "عامر" تردد فى البداية، ثم اقتنع بعد أن جس بعض أنصاره النبض بين قوات الجبهة، كما أن "شمس بدران" وزير الحربية، المقال وكان يقيم فى بيت "المشير" أكد لـ"عامر" أن "عبد الناصر" سيقبل بشروطه حرصا منه على وحدة الجيش وتخوفه من سفك الدماء، كما أنه سيضطر إلى المحافظة على المظاهر بأى شكل، بينما هو يستعد إلى الذهاب لمؤتمر القمة العربية فى الخرطوم، ووفقا للتقرير استحسن "عامر" رأيا قيل له بأن ينفذ الخطة فى نفس توقيت وجود جمال عبد الناصر فى الخرطوم.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة