عبد اللطيف صبح

الحركة الناصرية والانشطار النووى

الثلاثاء، 29 يوليو 2014 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل خالد الذكر الزعيم جمال عبد الناصر ورحلت معه مبادئ الناصرية، والتى كان على رأسها الوحدة، بعد أن فشل كل من تبنى الفكر الناصرى فى مصر فى التوحد تحت راية واحدة للعمل على تحقيق تلك المبادئ واستمرار الفكرة الناصرية على أرض مصر بعد رحيل الزعيم.

ولم يكتف من ينتمون للتيار الناصرى بالتخلى عن حلم الوحدة فيما بينهم فقط، بل وصل بهم الأمر إلى خوض معارك سياسية وحزبية فيما بينهم أدت بدورها إلى تفكك الحركة الناصرية فى مصر على طريقة ما يسمى بالانشطار النووى هو عملية انشطار نواة ذرة عنصر ما إلى قسمين أو أكثر، وبهذه العملية تتحول مادة معينة إلى مواد أخرى، وهذا هو أدق وصف لحالة التفكك التى يعيشها التيار الناصرى.

وظل التيار الناصرى فى مصر عالى الصوت إعلاميا، لكنه كان ضعيف التأثير على الأرض مع تفككه إلى أحزاب وقوى متعددة ما جعله بعيدا عن تحقيق أى إنجاز حقيقى فى كل الانتخابات التى جرت فى السنوات الماضية سواء فى ظل الرئيس المخلوع حسنى مبارك أو بعد ثورتى يناير ويونيو اللتين أطاحتا بنظامى مبارك والإخوان.

وفتح عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الباب واسعا أمام آمال الناصريين، عندما اعتبر أن الحزب الجديد - الذى يحمل اسم الحزب الناصرى، والذى كان يسعى لتدشينه عام 2010، ليضم أحزاب الكرامة والوفاق الوطنى والعربى الناصرى الديمقراطى والمؤتمر الشعبى الناصرى- سيواصل مسيرة أبيه ويعاهد شعب مصر وخصوصا الفقراء على "الوقوف إلى جانبهم ورفع الظلم عنهم"، لكنه فشل فى توحيد الناصريين.

ومنذ أيام قليلة وتحديدا فى ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، جاء دور شباب التيار الناصرى وسط غياب تام من القيادات ليزيد "الطينة بلة" بتصرفات صبيانية لا تليق بالمناسبة التاريخية ولا بقدسية ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتندلع حرب هتافات بين شباب حزب الكرامة والتيار الشعبى من جانب وشباب حركة تمرد من الناصريين تتطور بعد ذلك لاشتباكات بالأيدى قبل أن تتدخل قوات الأمن لوقف المهزلة أمام كاميرات الصحافة والتليفزيون وأعين سفراء دول فنزويلا وفلسطين حتى تصبح الفضيحة على المستوى الدولى.

يا من تتبعون الفكر الناصرى قيادات وشباب، عبد الناصر برىء مما تفعلون، الزعيم نادى بالحرية والاشتراكية والوحدة، لقد أثبتم فشلكم الذريع والمتصاعد فى تبنى الفكرة العظيمة، بل وأساء بعضكم للفكرة الناصرية لدى العامة فى ظل احتياج الدولة والشعب المصرى أشد الاحتياج لتطبيق الاشتراكية والوحدة والعدالة الاجتماعية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة