10 أسباب وراء خسارة صباحى انتخابات الرئاسة..عدم تأسيس حزب والحيرة بين "الإصلاحى" و"الثورى"..الرهان على المقاطعين وغياب الاتفاق مع التيار الإسلامى..عدم قراءة الشارع بعد 30 يونيو وضعف حملته الانتخابية

الإثنين، 02 يونيو 2014 12:47 ص
10 أسباب وراء خسارة صباحى انتخابات الرئاسة..عدم تأسيس حزب والحيرة بين "الإصلاحى" و"الثورى"..الرهان على المقاطعين وغياب الاتفاق مع التيار الإسلامى..عدم قراءة الشارع بعد 30 يونيو وضعف حملته الانتخابية حمدين صباحى
تحليل هانى عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خسر حمدين صباحى انتخابات الرئاسة، بعد أن خاض معركته الانتخابية، مناضلا وطنيا مبتغاه بلاده، وخسارته لم تكن وليدة صدفة أو مفاجأة مدوية كما يروج البعض هنا أو هناك، أو أنها ضربة قاضية أنهت على شعبية الرجل فى الشارع أو أفقدته احترام الجميع له ولتاريخه النضالى، أنها خسارة لجولة كان لها مؤشرات عديدة، خاصة على الصعيد السياسى الذى سقط فى بئره مؤسس حزب الكرامة والتيار الشعبى.

لحمدين صباحى أخطاء عليه أن يعترف بها سريعا ويتداركها للملمة شتات القوى السياسية التى تقف بجانبه وتناصره، ومن قبل هذا أو ذاك تؤمن بنضاله ومواقفه، لأنه لم يكن موفقا وخانه التقدير فى كثير من الأحيان، ودليلى على هذا ما وصل إليه، بعدما حصل فى انتخابات الرئاسة 2012 على ما يقرب من 5 ملايين صوت، والآن لم يجن ما يُكمل المليون صوت.

بداية المؤشرات أو الأسباب التى نتج عنها خسارة صباحى، كانت عقب انتخابات 2012 مباشرة عندما لم ينصت جيدا لنصيحة بعض من يشاركونه الحلم، الذين رأوا ضرورة تأسيس حزب سياسى يمنحه ومن حوله حق المشاركة السياسية طويلة المدى، والحفاظ على نسبة التاييد التى حصل عليها من الشارع حينها.

وثانيا الحيرة التى طالت المرشح الرئاسى فى كيفية تقديم نفسه للشارع الذى بدأ فى النفور من الخطاب الثورى طمعا فى استقرار سريع يعيد البلاد آمنة من شرور المتربصين بها، خاصة بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، ووقع صباحى فى "فخ" تصدير صورة المناضل الإصلاحى وليس الثورى فحاول أن يمزج بين الاثنين ولم يحالفة الحظ.

ثالثا عدم الاستجابة للأصوات التى نادت بضرورة احتواء الجميع تحت مظلة التيار الشعبى وعدم الاكتفاء أو الانحياز للفصيل الثورى الذى يضم فى أغلبيته الشباب المسيس، وهذا طالب به بعض أعضاء مجلس أمناء التيار فى واحد من اجتماعاته فى عهد"المعزول" بأن الضرورة تحتم التواصل مع كل التيارات حتى إن وصل الأمر إلى الحديث مع المعتصمين أمام المنصة وقتها الذين يؤيدون مبارك ويدافعون عنه باعتبارهم مواطنين مصريين، إلا أن أغلبية الأعضاء رفضوا المقترح بما فيهم صباحى.

وفى 22 نوفمبر 2011 تأسست جبهة الإنقاذ الوطنى الذى كانت تكتلا سياسيا قويا وقتها يواجه جماعة الإخوان بضراوة، إلا أنها كانت"بئرا" سقطت فيه أحلام حمدين المشروعة فى الوصول إلى الرئاسة، ورابع مؤشرات خسارته، حيث اكتفى بها وحُسب عليها، بل راهن على أن يكون مرشحا باسمها فى انتخابات الرئاسة 2014، وهذا ما جعله بعيدا عن الشارع، مرتميا فى أحضان النخبة، وفى النهاية لم يحظ بتأييد"الكبار" فى الجبهة جميعا، وخرج خاسرا منها بل يمكن أن نعتبره الخاسر الوحيد من بين أعضاء الجبهة.

خامسا: عدم الاتفاق السياسى بين حمدين والتيار الإسلامى بما فيه حزب النور الذى يراه البعض أنه لاعب جيد على الساحة السياسية منذ ظهوره، حيث كانت الأولوية فى الاتصال السياسى داخل حملته الرسمية لقطاع "الشباب" ووضع الأمل فى "المقاطعين"،حتى إنه حُسب خلال الانتخابات بأنه مرشح للثورة وأخطأ عندما لم يقرأ الشارع الذى ظل باحثا عن قائد وزعيم له عقب ثورة 25 يناير.

وسادس مؤشرات خسارة صباحى للانتخابات كان يوم 12 أغسطس 2012، عندما أصدر الرئيس المعزول قرارا بتولى عبد الفتاح السيسى وزارة الدفاع، حيث وجد المصريون ضالتهم فى الرجل فيما بعد، ولم يدرك صباحى "المخضرم" ظهور منافس قوى له يُحسب على الناصرية ليفقد ميزة لم تتوافر فى غيره قبل أن يكسر "المشير" حاجز الخوف من المستقبل ويطمئن جموع الشعب فى 30 يونيو 2013، أن هناك من يستطيع إنقاذ مصر من يد الإخوان بعيدا عن المزايدات والأحاديث الحماسية التى مل منها المواطن البسيط.

سابع مؤشر يأتى فى انسحاب العديد من قائمة مؤيدى "صباحى" لقناعتهم أن "السيسى" هو المبتغى فى تلك المرحلة الخطرة فى تاريخ مصر، مثلما فعل عبد الحكيم جمال عبد الناصر، والمخرج خالد يوسف والكاتب عبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل وغيرهم من الوجوه التى يثق فى اختياراتها قطاع كبير من البسطاء.

ثامنا يأتى ضعف الحملة الانتخابية سياسيا وضعف التمويل الذى تلقاه "صباحى" فى انتخابات 2014، حيث لاحظ البعض اختفاء الكثير من الوجوه المعروفة إعلاميا من الحديث باسم المرشح الرئاسى الذى تدعمه، وذلك بعيدا عن مبررات الحملة أن هناك انحيازا من جانب بعض وسائل الإعلام لمرشح عن آخر،إضافة إلى عدم تلقيها تبرعات بأرقام كبيرة بعدما أعلنت عن الحساب الخاص بالأمر.

تاسعا، عدم امتلاك الأحزاب والحركات الداعمة لـ"صباحى" رصيدا فى الشارع أو تمويلا يكفى للترويج لمرشحها سواء على الصعيدين السياسى أو الدعائى، إضافة إلى ترويج التنظيم الإخوانى لشائعات أضرت كثيرا بشعبية صباحى بأن الانتخابات "محسومة"، واختيار البعض للمقاطعة وهذا قطاع ممن كان يراهن عليه فى حصد أصوات تحفظ ماء الوجه بعد إصراره على الاستمرار فى العملية الانتخابية حتى نهايتها.

وآخر المؤشرات العشرة التى أدت لخسارة "صباحى" الانتخابات الرئاسية بعيدا عما يتمتع به "السيسى" من شعبية كاسحة اعترف بها الرجل نفسه عقب خروج المؤشرات الأولية لنتائج فرز صناديق الاقتراع، عدم قراءة الشارع جيدا بعد 30 يونيو أو الاستجابة لمن طالبوا "صباحى" بعدم التقدم بأوراقه عندما فُتح باب الترشح لانتخابات 2014، للمسهم شعبية "المشير" فى الشارع، ولا يُنسى ما واجهته الحملة الانتخابية من صعوبة جمع التوكيلات والتى كان لها مبرر لم يُقنع الكثير بأن هناك من يتربص بمؤيديهم وأن بعض مؤسسات الدولة لا تلتزم الحياد وغيرها من الأسباب التى لم تكن كافية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة