أمير محمد عبد العزيز يكتب: "داعش" وحب الكراهية

الإثنين، 08 ديسمبر 2014 12:08 م
أمير محمد عبد العزيز يكتب: "داعش" وحب الكراهية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يروى عن المتصوف الجليل والشاعر الرائق مولانا جلال الدين الرومى أنه كتب ذات يوم بيت شعر قال فيه "إن مثلى مثل الفرجار، رجل ثابتة فى أرض الشريعة والأخرى تدور على 72 ملة" فهو مسلم راسخ الإيمان له قلب يسع الجميع مسلم وغيره. فلما سمع أحد العلماء هذا البيت من الشعر ذهب إليه يستوثق الخبر وكان الشيخ فى مجلس له فسأله العالم "أحقا قلت كذا وكذا؟" فقال الشيخ "بلى قلت" فانهال عليه العالم بالسب والشتم وكال له الاتهامات بالكفر والزندقة، فما كان من الشيخ إلا أن ابتسم وقال للعالم "وقلبى يتسع لك أنت أيضا".

تلك قصة رجل رأى الدنيا وما حوله بعين الحب فعاش عاشقا لكل ما حوله ومات على ما عاش عليه وترك لنا إرثا من الحب ما زال يتردد صداه فى أركان العالم حتى يومنا هذا ويهدى سبل الحيارى إلى نور الحقيقة.

أما من ينظر إلى الدنيا ومن حوله بعين الكراهية، فلا يبث إلا الكراهية، ولا إرثا يخلفه فى هذا العالم إلا الدم والحديد والنار. أولئك أناس آمنوا بأن العالم حكرا عليهم وأن الدنيا لا تتسع لغيرهم، آمنوا بأن الحياة لهم والموت للآخر، السيادة لهم والعبودية للجميع، العز لهم والذل لمن دونهم . أولئك أناس أحبوا الكراهية وارتضوها لهم دينا وجعلوا من الحقد إلها يعبدونه من دون الله "لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف 179). أولئك أناس لم يروا فى الدين إلا نقيضه ولا فى الحق إلا ضده ولا فى العقل إلا الجهل "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ" (الحج 46).

إن من يقوى على سفك دماء الآمنين، وتسول له نفسه تلقين الاطفال فنون القتل والحرب وقطع الرؤؤس، ومن يرى فى النساء سلعة رخيصة لا يصلحن إلا للبيع أو المتعة أو جهاد النكاح، هو بشر لم يرتضى لنفسه أن يكون من البشر وإنما ارتضى لنفسه بهيمية الحياة وفلسفة القوة فالغلبة لمن بيده السلاح والبقاء فى عالم "داعش" لا يكون إلا للأقوى.

ختاما، عذرا لك يا رسول الله ثم عذرا لك يا مولانا جلال الدين الرومى فأولئك أناس للأسف أدعوا أنهم على دينكم ولكنهم خانوا إرثكم.













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة