مارينا فارس تكتب: رسالة من عصفورة رمادية

السبت، 06 ديسمبر 2014 12:05 ص
مارينا فارس تكتب: رسالة من عصفورة رمادية عصفورة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصفتى عصفورة رمادية متمردة، أنا لا أتمنى أن يختارنى أحدهم ليغلق عليا قفصًا حتى ولو كان ذهبيًا، أنا أفضل أن أصنع بنفسى عشًا أجمع أجزاءه من كل شجر الغابة التى أسكنها (بما أنى عصفورة).

أن أذهب كل يوم لشجرة فتحكى لى قصتها ثم تهبنى ورقة وهكذا أصنع عشى بنفسى، أريد أن أصنع ذكريات وقصصًا لأحكيها لصغار العصافير حين يلتفون حولى عندما أصبح عصفورة عجوزًا.

أريد أن تحاكى أجنحتى كل يوم سماء جديدة، أنا اشفق على بنى جنسى من العصافير الملونة، تنفق كل حياتها فى أقفاص، لم تعرف أجنحتها طعم الحرية، أول ما رأته عيناها هو قضبان القفص.. تحيا لتتنقل من قفص إلى آخر. تعرف أنها عصفورة، تعرف أنها تستطيع الطيران لكن ما قيمة ذلك إذا لم تر يومًا زرقة السماء!

ما جدوى أجنحتها إن أمضت كل حياتها فى "قفص"!، تمضى كل النهار تدور فى عالمها المغلق تتخيل أن قضبانه هى آخر الدنيا، تزقزق وكأنها تؤدى مهام يومية كموظف بائس. تفتقد حتى متعة الإفلات من الأعداء.

أود أن أخبركم أنى أختلف عنكم كثيرًا أيها البشر، أنا لا أهتم بأمر الطعام ولا أفكر فى الغد طالما أن شمسا ستشرق. أنا أحب الغناء ولذا أغنى إنها اللغة الوحيدة التى أجيدها لا يهم إن أعجبكم صوتى أم وجدتموه مزعجًا المهم أنى سأستمر فى الغناء، أعتقد أنكم لا تفهمون ما أعنيه بغنائى، لأنكم كسالى تستيقظون متأخرين فتفوتون كل صباح الحفل المعد لاستقبال الشمس، أنتم تمضون ساعات الليل محدقين فى شاشات بلهاء، فى التلفزيون والكمبيوتر باحثين عن تسلية ومرح وتتركون القمر وحيدًا هلالًا يبحث عن شىء ما ضاع منه أثناء لهوه حول أمه الأرض، لكنها سرعان ما تخبره أنه بعد عدة أيام سيعود بدرًا مكتمل الاستدارة.. ليتكم تجربوا الطيران بأرواحكم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة