أكاديميون صينيون يشيدون باهتمام السيسى بتعزيز التعاون التعليمى مع بكين

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 10:55 م
أكاديميون صينيون يشيدون باهتمام السيسى بتعزيز التعاون التعليمى مع بكين جانب من زيارة السيسى للصين
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم مضى أسبوع على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بنخبة من كوادر الجامعات والأكاديميات والمؤسسات البحثية الصينية خلال زيارته التاريخية لبكين، مازالت أصداء هذا اللقاء تترد فى أروقة تلك المؤسسات التعليمية.

وأبدى الأساتذة الصينيون إعجابهم بشخصية الزعيم المصرى وبفكره الإستراتيجى بعيد النظر، ويعبرون عن رغبتهم الشديدة فى اغتنام الفرص التى أتاحتها زيارة السيسى للصين لإثراء محتوى التعاون التعليمى بين الصين ومصر.

ففى يوم 23 من ديسمبر الجارى التقى الرئيس السيسى فى العاصمة الصينية بكين برؤساء وأساتذة من 24 جامعة صينية ومسئولين من أكثر من 10 مؤسسات بحثية صينية، ليحظى اللقاء باهتمام مختلف أوساط المجتمع الصينى.

وذكر أساتذة من الذين شاركوا فى هذا اللقاء خلال حوارات خاصة أجرتها معهم وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، الثلاثاء 30 ديسمبر، أنهم استشعروا جميعا بقوة الاهتمام البالغ الذى يوليه الرئيس السيسى بقضية التعليم وتنشئة الأكفاء رفيعى المستوى والمهنيين المتخصصين إدراكا منه بأنهم الركيزة الأساسية لتحقيق نمو الاقتصاد المصرى، معربين عن تشوقهم إلى رؤية ما سيعود به التعاون التعليمى والبحثى بين مصر والصين من ثمار ملموسة على الجانبين.

ومن جانبه قال الأستاذ شيويه تشينغ قوه رئيس قسم اللغة العربية فى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إن "اللقاء مع السيسى اتسم بالود والترحاب، ولمسنا من خلال حديثه معنا الروح المرحة والابتسامة المشرقة اللتين يشتهر بهما الشعب المصرى".

وشاطره الأستاذ يانغ يان هونغ رئيس كلية اللغات الأجنبية فى جامعة الأعمال والاقتصاد الدوليين ببكين، مشيرا إلى أن السيسى ترك لديه انطباعا لا ينسى حيث "كان يتحدث إلينا كأنه يتحدث مع أناس يعرفهم منذ زمن بعيد".

وبدوره قال الأستاذ لوه لين رئيس كلية الشرق الأوسط والرئيس التنفيذى لمركز الدراسات العربية بجامعة اللغات والثقافة ببكين إنه استشعر من حديث السيسى أنه رئيس ذو فكر ولديه القدرة على تحقيق الازدهار الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى وجلب الخير لأبناء الشعب المصرى بخطوات واثقة وثابتة.

واتفق الأساتذة الصينيون الذين شاركوا فى هذا الملتقى على أن الرئيس السيسى زعيم ذو نظرة واقعية ورؤية إستراتيجية حكيمة وبعيدة المدى، يعرف تمام المعرفة ما هى أولويات عمله للنهوض بالأمة المصرية.

وأكد الأساتذة الصينيون أن التعاون التعليمى بين الصين ومصر ذات الثقل السياسى والثقافى الكبيرين فى العالم العربى والقارة الأفريقية قائم منذ عقود من الزمان وتولى الصين اهتماما بالغا بتعزيز وتكثيف التعاون مع هذا البلد العربى الصديق فى القطاع التعليمى البالغ الأهمية، متوقعين أن يجسد البلدان عقب زيارة السيسى للصين المزيد من الإنجازات على أرض الواقع فى هذا الصدد.

وفى هذا السياق أكد الأستاذ لوه لين أهمية مصر كبوابة لتعليم اللغة الصينية فى الدول العربية والأفريقية، قائلا إن جامعته، باعتبارها أهم الجامعات الصينية القائمة على تعليم الصينية للطلاب الأجانب، استقبلت آلاف المصريين لتعلم الصينية خلال نحو الخمسين عاما الماضية، لتغدو مصر بذلك أكبر الدول العربية والأفريقية من حيث عدد الأكفاء الذى يتقنون اللغة الصينية.

كما كشف الخبير الصينى عن خطط طموحة وضعتها جامعته بشأن توسيع آفاق التعاون الثنائى فى مجال تنشئة الأكفاء المؤهلين، قائلا إن الصين تستثمر 2.5 مليون دولار فى بناء مبنى خاص بجامعة قناة السويس لتنشئ فيه مقرا رئيسيا لمعاهد كونفوشيوس الصينية بقارة أفريقيا.

وأضاف أن جامعة اللغات والثقافة ببكين تعكف الآن، بالتعاون مع جامعة قناة السويس، على إنشاء المعهد الصينى ــ المصرى "لتنشئة أكفاء يجيدون اللغتين الصينية والعربية وعلى دراية جيدة بثقافة وأحوال البلدين، ليقدموا بدورهم إسهامات فى مشروع "الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21 ومشروع "قناة السويس الجديدة".

وتابع الأستاذ الصينى أن جامعته تعتزم قبول مائة طالب مصرى يسعى للحصول على شهادات الدكتوراه أو ما بعد الدكتوراه فى غضون السنوات الخمس المقبلة، ليصيروا كوادر يجيدون اللغة الصينية وخاصة مصطلحاتها التكنولوجية والطبية بما يتماشى مع الاحتياجات والمتطلبات المصرية مستقبلا.

ومن جانبه، أكد الأستاذ شيويه تشينغ قوه أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تهتم دائما بتوسيع مجالات التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية ومن بينها مصر، حيث تعتزم جامعته من ناحية إقامة ورشة عمل للباحثين والمترجمين العرب للغة الصينية من أجل تقديم المزيد من الأعمال الصينية إلى القراء العرب، وتعتزم من ناحية أخرى إقامة مركز لدراسات الإعلام الصينى الموجه إلى العرب ليقوم بأعمال بحثية فى موضوعات مثل صورة الصين لدى العرب، والعلاقات الصينية - المصرية إلخ مع جهات معنية كبرى ومن بينها مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية.

ومن جانبها ذكرت تشانغ هونغ يى الأستاذ بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أن مصر لا تحرص فقط على تعزيز التبادلات التعليمية مع الجامعات الصينية التى تقوم بتعليم اللغة الصينية، وإنما أيضا مع الجامعات الصينية الأخرى حيث توجد أكثر من مائة جامعة صينية تقبل طلابا وافدين مصريين.

وأضافت أن مصر تقدم أيضا تسهيلات للطلاب الصينيين الدارسين فى أقسام اللغة العربية بجامعاتها، وضربت مثالا على ذلك بقولها إن جامعة قناة السويس تحصّل من الطلاب الصينيين رسوما دراسية وسكنية رمزية بل وخصصت لهم مدرسين خاصين لدعم دراستهم، الأمر الذى يسهم كثيرا فى رفع مستواهم فى اللغة العربية.

واتفق الأستاذة الصينيون على أن تعزيز التعاون التعليمى والتبادلات الثقافية طلب مشترك للجانبين وسيعود بفوائد جمة عليهما، معربين عن أملهم فى أن يواصل الجانبان بحث سبل وآفاق جديدة لدفع هذه القضية قدما.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة