عبد الكريم الخطابى.."ليس فى قضية الحرية حل وسط" ننتصر أو نموت

الأحد، 14 ديسمبر 2014 05:25 م
عبد الكريم الخطابى.."ليس فى قضية الحرية حل وسط"  ننتصر أو نموت عبد الكريم الخطابى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقفت سفينة تجارية للتزود بالوقود فى ميناء بور سعيد، وكانت هذه السفينة قادمة من إحدى الجزر المهجورة فى المحيط الهندى متجهة إلى فرنسا، وعلى متنها قيمة كبيرة، ربما تسربت مهابتها للخارج، كان على متنها الأمير المناضل عبد الكريم الخطابى، بعد أن مرت عليه عشرون عاما منفيا فى جزيرة لارينيون، والآن يتم نقله لفرنسا، لكن مصر حكومة وشعبا لم تتخيل أن يتم أمام ناظريها إهانة القيمة الأكبر فى المغرب العربى.. فتمت دعوة الخطابى لمقابلة الملك فاروق.. وما أن مست قدمه الشريفة ميناء بور سعيد.. حتى منحته الدولة المصرية حق اللجوء السياسى.. وظل قبطان السفينة فاغرا فمه مبهوتا.. بينما كانت صرخات وزير خارجية فرنسا تعبر البحر قهرا.

ليس فى قضية الحرية حل وسط
مولاى محمد، هكذا عرفه شعب الريف وهكذا خاطبه المخلصون، ومن هذه المكانة نسج هو خيوط مكانته فى التاريخ الإنسانى والعربى، من حظه السيئ أن بلاده كانت مطمعا لأكثر من مستعمر، فالفرنسيون يفرضون الحماية، وإسبانيا تتواجد بكثافة خاضة فى الغرب، حيث يعيش الأمير محمد عبد الكريم الخطابى.

كان لا بد للخطابى أن يشعر بالظلم على المستوى الشخصى كى تتفجر طاقات الوطنية التى بداخله، وكى يعرف ذاته، فهو ابن لأسرة ميسورة الحال، فقد كان والده يعمل قاضيا، وعمل هو مدرسا وصحفيا وقاضيا، ثم حدث فى سنة 1915 أن تم سجنه بتهمة التعاطف مع ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، وجاءت الطامة الكبرى بعد أن نشر الاحتلال الإسبانى 63 ألف عسكرى فى ربوع المغرب، وكانت ثالثة الأثافى بعد موت والده وهو يحاصر حامية إسبانية مستعمرة.

أنا لا أُريد أن أكون أميرًا ولا حاكمًا، وإنما أُريد أن أكون حرًّا فى بلدى، ولا أطيق مَنْ سلب حريتى أو كرامتى

أصبح الريف المغربى ضحية صراعات فرنسية إسبانية ألمانية، حينها تحرك الأمير الخطابى، مؤمنا بأن لا بد من القوة كى يستطيع حماية شعبه وتحرير وطنه، وحقق انتصاراتهم على الإسبان، واستولى على مدافعهم. وفى عام 1921 أعلن الخطابى تأسيس جمهورية الريف.

إذا تناهى إلى أسماعكم أن الاستعمار أسرنى أو قتلنى أو بعثر جسمى كما يُبَعثر تراب هذه الأرض، فاعلموا أننى حى وسأعود من جهة الشرق

أسوأ ما تلقاه فى حياتك هى الخيانة، فقد اتحدت فرنسا وإسبانيا وجيش من المرتزقة المغاربة وآلاف الخونة والسلطات المغربية الموالية للاستعمار التى أعلنت انشقاق عبد الكريم الخطابى، واتفقوا على هزيمة القائد والشعب، واستخدمت إسبانيا الأسلحة المحرمة ومنها غاز الخردل فى هزيمة المقاومة .. مما اضطر البطل لأن يترجل عن جواده ويسلم نفسه وهو مستعد للتضحية بحياته من أجل القضية الأعظم "تحرير الوطن.

لا أُريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أُريدها عدالة اجتماعية، ونظامًا عادلًا يستمدُّ رُوحه من تراثنا

عبد الكريم الخطابى
عبد الكريم الخطابى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة