ليس فى قضية الحرية حل وسط
مولاى محمد، هكذا عرفه شعب الريف وهكذا خاطبه المخلصون، ومن هذه المكانة نسج هو خيوط مكانته فى التاريخ الإنسانى والعربى، من حظه السيئ أن بلاده كانت مطمعا لأكثر من مستعمر، فالفرنسيون يفرضون الحماية، وإسبانيا تتواجد بكثافة خاضة فى الغرب، حيث يعيش الأمير محمد عبد الكريم الخطابى.
كان لا بد للخطابى أن يشعر بالظلم على المستوى الشخصى كى تتفجر طاقات الوطنية التى بداخله، وكى يعرف ذاته، فهو ابن لأسرة ميسورة الحال، فقد كان والده يعمل قاضيا، وعمل هو مدرسا وصحفيا وقاضيا، ثم حدث فى سنة 1915 أن تم سجنه بتهمة التعاطف مع ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، وجاءت الطامة الكبرى بعد أن نشر الاحتلال الإسبانى 63 ألف عسكرى فى ربوع المغرب، وكانت ثالثة الأثافى بعد موت والده وهو يحاصر حامية إسبانية مستعمرة.
أنا لا أُريد أن أكون أميرًا ولا حاكمًا، وإنما أُريد أن أكون حرًّا فى بلدى، ولا أطيق مَنْ سلب حريتى أو كرامتى
أصبح الريف المغربى ضحية صراعات فرنسية إسبانية ألمانية، حينها تحرك الأمير الخطابى، مؤمنا بأن لا بد من القوة كى يستطيع حماية شعبه وتحرير وطنه، وحقق انتصاراتهم على الإسبان، واستولى على مدافعهم. وفى عام 1921 أعلن الخطابى تأسيس جمهورية الريف.
إذا تناهى إلى أسماعكم أن الاستعمار أسرنى أو قتلنى أو بعثر جسمى كما يُبَعثر تراب هذه الأرض، فاعلموا أننى حى وسأعود من جهة الشرق
أسوأ ما تلقاه فى حياتك هى الخيانة، فقد اتحدت فرنسا وإسبانيا وجيش من المرتزقة المغاربة وآلاف الخونة والسلطات المغربية الموالية للاستعمار التى أعلنت انشقاق عبد الكريم الخطابى، واتفقوا على هزيمة القائد والشعب، واستخدمت إسبانيا الأسلحة المحرمة ومنها غاز الخردل فى هزيمة المقاومة .. مما اضطر البطل لأن يترجل عن جواده ويسلم نفسه وهو مستعد للتضحية بحياته من أجل القضية الأعظم "تحرير الوطن.
لا أُريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أُريدها عدالة اجتماعية، ونظامًا عادلًا يستمدُّ رُوحه من تراثنا
![عبد الكريم الخطابى عبد الكريم الخطابى](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/apid20145d.jpg)
عبد الكريم الخطابى