6 أشهر من الرئاسة

6 أشهر مرت على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر بانتخابات حرة ولا أحد ينكر أن إنجازات عديدة قد تحققت على الأرض داخليا وخارجيا رغم حجم التحديات التى تواجه - ومازالت - مصر والمخاطر التى تهددها من كل اتجاه، بنظرة موضوعية وإنصاف لما جرى خلال الستة شهور هناك متغيرات إيجابية كثيرة لا تحسب فقط للرئيس وإنما أيضا للشعب المصرى الذى وقف إلى جانب قيادته ووثق فيها وتصدى ومازال لكل محاولات الإرهاب والفتنة والتمزيق ومخططات التقسيم داخليا، هناك حالة من شبه الإجماع الوطنى العام على ضرورة التوحد والدعم والمساندة للرئيس، انطلاقا من الإدراك العام بخطورة المرحلة الحالية التى تمر بها مصر، رغم بعض التحفظات من بعض القوى السياسى على الأداء السياسى مازالت تحتاج إلى نقاش وحوار، ولذلك عبرت مصر من النفق المظلم الذى كان مقدرا من قوى الشر الدولية والإقليمية والداخلية أن تبقى ساكنة فيه.

فى 6 شهور دشن الرئيس عدة مشروعات قومية فى قناة السويس والمركز اللوجستى وفى الساحل الشمالى الغربى والطرق واستصلاح الأراضى والمثلث الذهبى تدفع مصر واقتصادها بسرعة كبيرة إلى التنمية والنهضة، فى 6 شهور حققت مصر نجاحات فى كسر شوكة الإرهاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية واستعاد الأمن نسبة كبيرة من بسط هيمنته وهيبته على كامل الأراضى المصرية.

خارجيا، كانت مصر قبل 6 أشهر من الآن مثل «ريشة فى مهب الريح» علاقات خارجية مرتبكة وضغوط دولية من كل اتجاه لمحاولة كسر عزيمة المصريين والرجوع عن مكتسبات ثورتهم الشعبية، وحصار من كل جانب، عادت مصر أولا إلى قارتها السمراء ثم إلى مكانتها الدولية فى الأمم المتحدة وأوروبا وروسيا ورسخت موقعها ومكانتها العربية، هذه الإنجازات تتوافق مع استطلاعات الرأى التى تؤكد أن %86 من المصريين موافقون على أداء الرئيس السيسى خلال الستة شهور الماضية، وهو بمثابة تفويض فى المضى قدما نحو المستقبل وتثبيت أركان الدولة واستكمال بناء مؤسساتها الوطنية. هل يعنى ذلك أن هناك رضاءً تاما عن الأداء الرئاسى؟

بالتأكيد ورغم ما تحقق مازال الطريق طويلا ومازال مطلوباً الكثير فى رؤية المستقبل بداية من مكتب الرئيس نفسه إلى التوافق الوطنى الشامل على ما هو قادم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وتحديد الهوية السياسية والاجتماعية للقيادة المصرية فى الفترة المقبلة.